في البداية لنغرس غرسة من أخلاق محمد لنطيب بنسمات من العبير ، وباقة وفاء أقدم فيها معنى من العفاف ، متأملين في زهور النسرين ، ولحظات عفوٍ وسماح نتبادلها لننطلق صاعدين الجبال مثل المها . مقدمة بسيطة هناك إيحاءات تجعلنا نستعجل النتائج أستطيع ذكر ذلك عندما أتحدث عن الأفلام السينمائية وحيث سيجلب النتائج في نهاية الفيلم وكذلك القصص من أخبار وسير الناجحين قد نقول سوف نفعل هذا وننسى كم مضى من السنين التي كدوا فيها وعملوا وتعلموا فهذه التراكمات تأتي تلقائيا إذا كنا على الطريق الصحيح وسيكون الإحساس بها في وقتها وليس في لحظة التفكر والتفكير . وأيضا لعلنا لا ننسى أن كل شخص له مميزاته وخصائصه فلا يجب أن نريد أن نكون غيرنا فمثلا نريد أن نكون مثل فلان الناجح ..فكل له نجاحه في مجاله الخاص به والذي هو مهيأ له وكذلك البعض يريد أن يكون كامل الأوصاف فتجده هنا وهناك فلا نجح هنا ولا تميز هناك وهذا خلل . هناك بعض الكتب مخصصة لسرد حياة الناجحين وثمة الكثير من قصص النجاح ، وكذا الكثير من الناصحين بقراءة هذه القصص المليئة بالتجارب والخبرات ،ومن هذه القصص ما يترجم إلى أفلام سينمائية منقولة بصور معبرة عن شكل حياة ذلك الناجح ، ولكن يجب أن ننتبه لبعض النقاط المهمة حول هذا الموضوع (النجاح). حين نقرأ قصة أو نشاهد فيلم يروي قصة ناجح ، فهذا لا يكلفنا سوى فترة قصيرة من الوقت فلو كان فيلماً فهو لا يتجاوز ساعتين إلى ثلاث بأقصى حدوده ولو كان كتاب فكل حسب قدرته ، ونحن نقرأ قصة ناجح حقق نجاحه خلال جل حياته أو كلها ، ولا وجه للمقارنة بين فترة الرواية والحياة الحقيقية التي عاشها هذا الناجح ، لهذا يجب أن ندرك أن هذا النجاح لم يأت فجأة ولا بالصدفة بل دفع حياته ووقته ثمناً لذلك ، أما عن الحظ فهو لا يقف أمام الناجح فهو مجرد حاجز والحقيقة أن الناجحين هم أشخاص استطاعوا تجاوز الحواجز ، التي منها الحظ . المعنى أننا حين نعجب بقصة نجاح ونحلم ولو للحظات لإعادة هذه القصة على الواقع وتمثيل دور هذا الناجح ، فهذا يتطلب منا الكثير ، لأننا أولاً سنمثل أدواراً ليست لنا ، وسنكرر القصة بظروف مختلفة وغيبيات قد تكون مختلفة أكثر ، وهذا سبب للفشل غالباً لأننا نبدأ بالمقارنة بين واقعنا وواقع ذلك الناجح . الشيء الأهم أننا نستعجل النتائج وتحقيق الحلم وهذا الحلم الذي رسمناه لا يتحقق في لحظات ولا أيام ولا أشهر قليلة بل يتطلب منا سنوات ، ولكن بسبب قراءتها في ساعة ونصف نريد أن تتحقق في أيام رغم أن النجاح يتطلب الصبر. ثمة نقطة أيضاً وهي أننا لا نستشعر النتائج أصلاً ولا نفرح بها ، ومن الأمثلة لإهمال النتائج : نجاح المراحل الدراسية الأخيرة الثانوية والجامعة لا نفكر في النجاح بقدر ما نفكر فيما بعدها ،أين سنذهب وماذا سنفعل ؟!! ونبدأ بالقلق ونضيع فرصة فرح ثمينة تعطينا دافعاً قوياً للتقدم وإكمال الطريق والنجاح ليس فقط بالحصول على شهادات صرنا نقدسها للأسف هناك الكثير من النجاحات التي نحققها ولا نستشعر ذلك مثل خبرات الحياة والتجارب فكل فشل يعطينا معلومة ولا أريد أن أذكر قصة أديسون المملة من كثرة تناقلها ولكن إليكم قصص الأنبياء فهي أيضا جديرة بالقراءة . وهنا نقطة مهمة وهي العزيمة والإصرار والمواصلة وعدم التوقف الكامل ، ربما يكون هناك توقف قصير للتفكر أو التذكر أو راحة مقاتل إن جاز التعبير ، والإصرار يريد الأمل يعطينا الحياة والأمل يحتاج إلى إيمان والإيمان يوصي بالتفاؤل والتفاؤل هو حسن الظن بالله وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. نقطة أعيدها بقوة وهي ألا نتقمص شخصيات الناجحين ولا نحاول أن نكون نسخ مكرره وأن نقرأ لقصص نجاح في مجالنا فالكاتب يقرأ في قصص نجاح الكتاب ، والنجار يقرأ في قصص النجارين وتجاربهم ، وكل يبحث عن فنه ولكن نحذر من تبني الشخصيات لكي لا نضيق على أنفسنا بشخصيات ليست نحن . وأهمها كلها هو تحديد الأهداف وترتيب الأولويات لكي نبدأ بالخطوات واحدة تلو الأخرى ، فنحن نسير بعشوائية ونرى العشوائية في كل شيء بسبب غياب الأهداف والرؤية ونسير على الطريق لنحقق في النهاية الغاية الأعظم وهي أن نرضي الله جل وعلا ، فالنجاح الأعظم هو الفوز بالجنة . وفق الله الجميع إلى رضاه عبدالرحمن الحيزان