حين ننظر إلى خارطة العالم من حولنا ونسبح الله على قدرته ودقته وحكمته في توزيع بقاعها جبالاً وسهولاً ويابسا وماءاً بالكاد لن يحتمل عقلنا الباطن ولا بسرعة بديهية أن يحدد موطنه لنتخيل أن تلك الخارطة للعالم هي خارطة كل واحد منا على الخصوص وحين نبدأ أن نقيس أين نحن من كل هذا .. نجلس أمسية مكللة بالهدوء بعد ضوضاء العمل والسفر وإلتزامات الحياة ... لندرس وبصراحة مع أنفسنا أين نحن أين تقطن أنا كل منا ؟؟لنرى رسما قرافيكيا أين مستويات الإرتفاع والإنخفاض .. قمة النجاح وقمة الفشل .. قمة العطاء وقمة الخمول ..لندرس تلك الأنا ونحدد لذاتنا القاسم المشترك ؟بين دافع نجاحنا وعلة فشلنا فنعزز الأولى وحين نضع يدنا على لحظة الإنتاجية ونقاوم الثانية بالبعد عن نقاط الضعف لدينا ومعالجتها وتقويمها والتخطيط لها .فمثلاً إن كان السهر هو علة وسبب الفشل والإستيقاظ مبكراً هو الأفضل صحياً وإنتاجياً فلا بد من البدء بالحلول بوسطية دون قلب نظام الحياة بضغطة زر مفاجئة .. وحين نحب الخير لفلان ولا نحبه لأخر أو نفضله لذاتنا ولا نحبه لغيرنا ..حين نحفز فلان ونحبط فلان حين نحسب ألف حساب لفلان وكأن غيره لم يكن .. حين نتميز بالعمل ونفشل بالمنزل .. حين نعاني البدانه ونحلم بالجسم المثالي .. وحين وحين وجهات نظر وقناعات وإنجازات مختلفة بدواخلنا بحاجة لخلق وسطية بتحديد العامل المشترك لننتقل للأفضل دائماً ، وللأسف أحياناً ننشغل في أمور الأخرين ونحاول توظيف محرك التغيير الفوري حباً أم تطفلا ً لا يهم المهم أن نترك ذاك ولا ننسى أنفسنا تغيير أنفسنا . لكي لا نفشل في عملية تقويم ذواتنا حين نقرر السير بالخط الصحيح ونكون مؤثرين ونطمس النقاط الحمراء في حياتنا لكي لا يتجدد نزيفها مع مرور الوقت ... فسلوكنا وطريقة تفكيرنا هي أن لكل شخص منا حقل تجاربه والمهارات الحياتية المكتسبة بين سطور الأيام هي هويتنا هي نحن .. (((أنا))) كل واحد منا ..ولكن ما هو أهم حين نستسلم وتتحول أنا كل منا إلى إستسلام إلى أنا صماء لا صوت ولا حقيقة لها ... أنا لن تتقدم خطوة .....وتكون طعماً للأمزجة وأهداف غيرنا .. نتحول من أصحاب هدف لأهداف ّّ !! انا صماء لن تضيف صوتاً على كفوف الحياة هل أنا الفشل الصماء ... سيعوضها لسان النجاح ؟؟ هل أنا الحقد الصماء ...ستعوضها أنا الحب ؟؟ هل أنا العقوق الصماء ... ستعوضها أنا البر ؟؟ نستسلم لنضيء الضوء الأخضر لمن لا يكن لنا الحب فيفرح بفشلنا !!نستسلم لفشلنا فتتفاقم مساحاته و نندب حظنا شماعة نعلق عليها إستسلامنا وتهاوننا لماذا نختار البديل ونضيء شعلة القوة ولا نستسلم أمام عقل باطن مشلول تأكله الديدان مع مرور الزمن ؟؟ على كل منا أن يجعل من أضيق الحدود على خارطته الذهنية والحياتية قطاف وثمر نجاح بعيداً عن المرض والكسل والفشل والغيرة سوار أنانية تجعله مقعدا على حدوده وتبقى مساحاته تتلاشى ... لنكون مع الجميع قلباً وقالباً . كثير من الأنا ت داخلنا تبات تنزف كل يوم مع ضمير مستتر وغياب للحقائق لن تتغير ما لم نغير ذواتنا ونعتزم قراراتنا .. لكي لا نتحول يوماً لضعفاء نبحث عن حلول في يد نفوس قد تذهب بنا إلى خط تراجع عكسي سلبي يقتل ما تبقى لنا من إيجابيات .!! متى سنحدد الخلل ونبحث عن حلول نخطط .. نختار..ننفذ.. ونجرب التطبيق .. نقيم .. لماذا لا نبني ذاتنا بذاتنا ونبني لمساحات النجاح وفجر جديد أجمل أكبر... لنتصالح مع ذواتنا ولنمقت التناقض في حياتنا ونخطط خارطة من النجاح والحب والسلام إبتداء من خشيتنا لله بأنفسنا وفي بيتناو إنتهاء بعملنا وإنتاجيتنا بالحياة . لنكن صادقين مع أنفسنا لن نغير شيئاً من مستقبلنا وحاضرنا مالم نقرأ من أمسنا تنبؤات ونتائج لنصنع غدنا من ذاتنا بإذن الله كما يحثنا ديننا ... ( لن يغير الله بقوم مالم يغيرو بأنفسهم ) .