شاهدت مقطع فيديو وصلني عن طريق الإيميل آلمني جداً ما رأيت فيه إن صنفته إلى مرحلة الجنون ربما أكون لم أوصله إلى المرحلة التي يفترض أن يصنف بها بل قد وصل قمة الجنون و التهور حقيقة أمر مؤسف ما قام به ذلك المراهق الصغير الذي رأيته في المقطع و هو يمارس آفة الشباب السعودي ( التفحيط ) و لم تكن تلك الممارسة على سيارة و هنا يكمن الجنون و التهور بل كان على دراجة هوائية أتعلمون ما هو التحدي الذي قام به و التهور الذي جازف بحياته حتى ينال الثناء بعد ما قام به لقد قام بجنون بالغ فقد كان في الطريق شاحنة مياه كبيرة و قام بالتحفيط بحركة تسمى عندهم في عرف المفحطين ( التطويف ) و هو أن يقوم بجعل المركبة هائمة في الطريق بلا توازن و تكون بمقربة شديدة جداً من تلك المركبة حتى يتجلى التحدي بتلك الحركة و في حال نجحت الحركة يصبح قائد متمكن ( طاره و كنج تفحيط ) و هناك حركات أشرس و أكبر تهور و جنون من تلك الحركة . و لكم أن تتخيلوا ذلك المراهق الصغير و هو يقوم بهذه الحركة و هو بهذا السن فقد تراكم للآسف لديه مفهوم خاطئ و تصور مؤلم للغاية من قيادة السيارة في المستقبل فمن قام و هو في الصغر بهذا التهور بالتأكيد أنه سوف يمارس التفحيط بصورة أكبر و تهور أعظم مما قام به و هو مراهق صغير على دراجة و بتهور ينبئ بمستقبل مثقل بالتهور و المجازفة اللا محسوبة العواقب. هنا يجب أن نتوقف عند نقاط عده و منها الحرص على التثقيف الفكري لدى النشء و التوعية المبكرة لعواقب تلك التجاوزات الحمقى و التي تقود إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى فقدان الحياة أو العيش على كرسي متحرك و أيضاً يجب أن تتم التوعية على القيادة السليمة قبل الفترة التي يتوقع أن يقود فيها أولئك الصغار حتى يكون عندهم تصور مسبق عن القيادة و سبل السلامة التي يتطلب توفرها في القائد المثالي للمركبات و يكون ذلك بمثابة لقاح فكري لهم قبل الدخول في مرحلة حياتية جديدة . و هذا التحضير و التثقيف الفكري لا يكون محصور على جهة معينة بل الكل مشترك فيها البيت ممثل في الوالدين و بالذات الوالد و المدرسة أيضاً لها الدور الفاعل بالتأكيد كعقد ندوة تهدف إلى التثقيف و إحضار على سبيل المثال أحد منسوبي إدارات المرور يعرضون إحصائيات للحوادث و صور لما آلت إليه تلك الحوادث و التنبيه على وسائل السلامة والسبل التي يجب أن يتم الأخذ بها . كما يفترض أن يكون هناك حرص من إدارات المرور في إستغلال أسبوع المرور بحيث يحضرون بعض المشاهير مثل الدعاة المعروفين بالأسلوب المحبب لدى شباب المجتمع و الممثلين و اللاعبين حيث أن التقبل منهم يكون بنسبة أكبر و الصدى يكون إيجابي و يحظى بمتابعة منقطة النظير و هذا بالتأكيد لا يغني عن وجود الكوادر الأمنية حيث أنهم هم المعاصرين لتلك المآسي و الواقفين على حيثياته و الأسباب التي أدت لوجودها . يجب أن نحرص على التوعية المبكرة حتى لا نخسر المزيد من أرواح شباب الوطن التي راحت ضحية حوادث مرورية و الإحصائيات تثبت أن المملكة ممن تحتل أعلى نسبة وفيات بسبب الحوادث المرورية في العالم و هذا مؤشر خطر بالتأكيد و مؤلم للغاية . نسأل الله أن يحفظ شباب المسلمين و يبعد عنهم خطر تلك الحوادث و أن يهديهم إلى طريق الصلاح و الهداية و أن يبعد عنهم صحبة السوء و الساعين إلى تدمير شباب هذا الوطن الغالي . همسة : ليست كل المرات سلامة فالحياة مدرسة و عِبر فأحرص إن لا تكون عبرة للغير . نواف الدوسري