الغنوشي :تلك القرارات «لن تخمد نيران الاحتجاجات» فى تحد لقرار حظر التجول فى العاصمة التونسية وضواحيها، اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان محتجين وقوات الأمن فى وقت متأخر من أمس الأول، حسبما أفاد شهود عيان، وهو ما أسفر عن مقتل أحد المحتجين برصاصة فى الرأس وإصابة عدد آخر بجروح بالغة. ووقعت المواجهات فى مدينتى التضامن وانطلاقة (15 كلم تقريبا عن وسط العاصمة تونس) وعدد سكانهما 30 ألف نسمة. وكانت أعمدة الدخان لاتزال تتصاعد صباح أمس من مبنيين بينما يعمل رجال الإطفاء على إخماد الحريق. وتعرضت مبان عديدة تابعة للبلدية تحطمت نوافذها لأضرار جزئية كما شوهدت سيارتان متفحمتان صباح الخميس أمام مكاتب المعتمدية. وقد أعلن الرئيس «بن على» مساء أمس الأول إقالة وزير الداخلية، وإطلاق سراح جميع معتقلى الاحتجاجات، وفتح تحقيقات فى اتهامات بالفساد وقرارات عدد من المسئولين. غير أن عددا من قيادات المعارضة والنقابات أعربوا فى تصريحات خاصة ل«الشروق» عن عدم كفاية هذه القرارات. ورأى رئيس حركة النهضة (الإسلامية المحظورة)، راشد الغنوشى من منفاه فى لندن، أن تلك القرارات «لن تخمد نيران الاحتجاجات»، معتبرا أن «الحل الوحيد هو رحيل بن على»، ف«مركبه غارق لا محالة»، و«الشعب يريد التغيير وليس الترقيع». بدوره، شدد عضو مجلس النواب، عضو الهيئة السياسية فى حركة التجديد التونسية المعارضة، عادل الشاوش، على أن «الحكومة فى واد والشعب فى واد آخر»، داعيا إلى «إنهاء انفراد حزب واحد (التجمع الدستورى الديمقراطى) بالسلطة، وإعطاء فرصة للمعارضة للمشاركة فى الحكم». وتنتشر فى هذه الأثناء، على عدة مواقع تونسية معارضة، ومجموعات فيس بوك بينها «ثورة شباب تونس من أجل الحرية»، بيانا مجهول المصدر يدعو المواطنين لبدء عصيان مدنى اليوم، جاء فيه: نداء للشعب التونسى الحر، نحن الشعب التونسى نعلن العصيان المدنى بداية من اليوم الجمعة» ومن التعليمات التى أوردها البيان «خروج سلمى لكل الشعب نساء وأطفال ورجال، والبقاء فى الشوارع، ولا لشعارات حزبية، دعوة الجيش لضمان الأمن، ورفع شعارات تحمل مطلبا واحدا هو تنحية الرئيس ومحاكمته».