تونس - رويترز - أبدى متظاهرون تونسيون ردود فعل متباينة إزاء الحكومة الجديدة المعدلة امس، وقال البعض ان استمرار رئيس الوزراء محمد الغنوشي في منصبه «غير مقبول» على رغم تشكيله حكومة جديدة أخرج منها ما يُعرف باسم «وزراء عهد الفساد». وحظيت «الحكومة المعدلة» بدعم الاتحاد العام التونسي للشغل وقد تساعد في نزع فتيل احتجاجات ألهمت شعوب الشرق الأوسط. واستمر اعتصام مئات المحتجين أمام مكتب رئيس الوزراء صباح الجمعة، المطالبة برحيل الغنوشي وباقي «المفسدين»، لكن الآراء تباينت في شأن التعديل الوزاري. وقال بعض المحتجين ان «التشكيل الجديد يلبي 80 في المئة من مطالبهم، وإن الوقت حان لإنهاء الاعتصام»، بينما قال آخرون انهم لن يغادروا حتى يرحل الغنوشي. وقال رائد شاوشي (24 عاماً) أمام مكتب رئيس الوزراء: «أشعر أن هذا تقدم... فتحت أبواب كثيرة كانت مغلقة، الذين يثيرون ضجة لهم شقيق أو قريب لقي حتفه لذلك هم غاضبون». وأضاف: «لدينا انتخابات بعد ستة شهور لدينا الحق في التصويت ويمكننا أن نختار. اذا لم يعجبنا الأمر يمكننا مواصلة الثورة، أعتقد أن علينا الانتظار قليلاً الآن». واتخذ سيف الدين مسراوي، وهو طالب ساعد في توفير الطعام والشراب للمحتجين موقفاً أكثر تشدداً. وقال: «لن نرحل من هنا حتى يرحل الغنوشي، ونرى حكومة جديدة تماماً، نريد أن يرحل حزب التجمع الدستوري تماماً». ولم يتضح ان كان التشكيل الوزاري الجديد سيرضي التونسيين بوجه عام، عدا أولئك المحتجين أمام مكتب رئيس الوزراء وغالبيتهم طلبة أو شبان في البطالة جاؤوا من مناطق ريفية كي يسمع صوتهم في العاصمة. لكن الحياة بدأت تعود الى طبيعتها في وسط تونس العاصمة حيث ازدحمت الشوارع بالسيارات وفتحت المتاجر أبوابها. وقال الغنوشي ان الوزراء الجدد أشخاص يتمتعون بالكفاءة والخبرة. ووعد بأن تقود الحكومة الجديدة، التي تم الاتفاق عليها بعد محادثات مع كل الاحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني، البلاد الى أن يتم اجراء أول انتخابات حرة. وقال الطالب فراس الهرماسي (19 عاماً) «حررنا تونس من بن علي واللصوص». وكان وسط تونس تحول الى ساحة مفتوحة تتوافد عليها مجموعات من مختلف أطياف المجتمع على ناصية اي شارع للحديث عن قائمة طويلة من الشكاوى المتعلقة بالرواتب والمحسوبية والأوضاع الأخرى في مهن قوضت نزاهتها واستقلاليتها خلال سنوات من الحكم الشمولي تركزت حول بن علي وأسرته. وقال حبيب دريدي: «نريد اشخاصاً بعقلية جديدة، أصحاب الأيادي القذرة لا يستطيعون تطبيق برنامج نظيف»، منتقدا الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء في عهد بن علي، والتي كانت تضم منتفعين آخرين من الفترة نفسها. وتميزت الانتفاضة التونسية بطبيعتها الشعبية، فلم يتلاعب بها اليساريون والاسلاميون او غيرهم من القوى السياسية حين بدأت في كانون الاول (ديسمبر) بعدما أشعل شاباً في سيدي بوزيد النيران في نفسه بعدما صادرت الشرطة عربة اليد التي تعتبر مصدر رزقه.