وقعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وشبان في ضاحية العاصمة تونس مساء أمس الأول رغم حظر التجول المفروض في العاصمة وضواحيها، ما تسبب في سقوط قتيل، فيما انسحب الجيش أمس من العاصمة التونسية حيث تمركزت وحدات خاصة تابعة للشرطة في وسط المدينة. وذكر شهود عيان أن شابا قتل بالرصاص في مدينة التضامن في الضاحية الغربية للعاصمة تونس، مشيرين إلى وقوع أضرار بالغة خصوصا في المباني الحكومية التي تعرضت لحرائق جزئية. ولم تتوفر حصيلة للمواجهات على الفور ورحلت قوات الأمن عن المنطقة صباح أمس. ووقعت المواجهات في مدينتي التضامن و “انطلاقة” (15 كم تقريبا عن وسط العاصمة تونس) وعدد سكانهما 30 ألف نسمة. وقالت ممرضة: “سمعنا إطلاق نار وصراخ وأصوات تحطيم طوال الليل”، وأوضحت أن الحوادث بدأت بعد ظهر أمس الأول خلال تجمع تحول إلى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وشبان. وكانت أعمدة الدخان لا تزال تتصاعد صباح أمس من مبنيين بينما يعمل رجال الإطفاء على إخماد الحريق. وتعرضت مبان عديدة تابعة للبلدية تحطمت نوافذها لأضرار جزئية كما شوهدت سيارتان متفحمتان صباح أمس أمام مكاتب المعتمدية. وأعرب عدد من السكان عن “صدمتهم” لحجم الأضرار في هذه الضاحية حيث انتزعت اللافتات وتم تحطيم مواقف الحافلات وإضرام النار في إحدى الحافلات التي لا تزال إطاراتها المشتعلة مرمية في الطريق. وفرضت السلطات التونسية حظر تجول ليلا لمدة غير محددة وهو الإجراء الأول من نوعه منذ وصول زين العابدين بن علي إلى الحكم في العام 1987. وطوقت قوى الأمن العاصمة التونسية في الوقت الذي خلت فيه الطرقات من الناس. ووقعت أمس الأول مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوى الأمن للمرة الأولى في وسط العاصمة وقتل ثلاثة مدنيين في الأقاليم في ظل الاضطرابات الاجتماعية الدامية التي أسفرت عن عشرات القتلى منذ شهر في البلاد.