- وكالات سريعًا انعكست مقاطعة قطر من قبل الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، على محاصرة تنظيم داعش الإرهابى فى العديد من مناطق تمركزه فى المنطقة العربية، وكان خير شاهد على ذلك إعلان تحرير بن غازى فى ليبيا من قبل المتطرفين وما تلاها من إعلان النصر فى الموصل على تنظيم داعش الإرهابى أمس الأول؛ حيث كانت قطر تعتمد بشكل أساسى على العراق وليبيا لدعم التنظيمات الإرهابية لتنفيذ مخطاطاتها الشيطانية فى الشرق الأوسط، عن طريق الإخوان المسلمين فى ليبيا وأيضا الفصائل الجهادية فى العراق. فخلال أقل من أسبوع تم الإعلان عن تحرير مدينتين كبيرتين، هما: الموصل فى العراق، الذى كانت تعد أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم داعش، وكذلك بنى غازى الليبية من قبل الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، وبذلك جفت منابع الإرهاب التى كانت تعتمد عليها قطر بشكل كبير، خاصة فى ليبيا؛ حيث كانت تساند التنظيمات الموجودة هناك، وكانت الدلائل على أن قطر هى الراعى الأول فى الإرهاب، ما قاله الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة الليبية، العقيد أحمد المسماري، بأن قطر هى الداعم الأول للإرهاب فى ليبيا. وأضاف المسمارى فى التصريحات التى أطلقها، الثلاثاء الماضي، أن قطر جعلت ليبيا مسرحا للإرهاب، وكان هذا بالوثائق والأدلة والبراهين التى أظهرت هذا الأمر. وأوضح أن قطر تدعم الجماعات الإرهابية والإخوان، وتعاونا سويا بهدف إدخال إرهابيين إلى ليبيا، وأن القطرى العميد مبارك النعيمى جاء ليبيا لتثبيت القاعدة والإخوان فى الحكم. وفى السياق نفسه، كشفت تقارير عدة خلال الفترة الأخيرة دعم الدوحة للجماعات الجهادية والإرهابية فى العراق وسوريا ومنها جبهة النصرة وتنظيم القاعدة. وبحسب تقرير أصدته «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات البحثية» الأمريكية، فإنه خلال السنوات الثلاثة الماضية انتهج تميم بن حمد، أمير دولة قطر، نهج والده بإصراره على تمويل تنظيم القاعدة والجماعات المتطرف، وذلك رغم ضغوط مسئولون أمريكيون أن تشهد السياسة القطرية تغيرا فى هذا الإطار فى عهد حكم الابن، وأن يفتح صفحة جديدة مغايرة لسياسة الوالد، إلا أنه لم يفعل ذلك، ولم يظهر تغيرا كبيرا فى هذا الشأن بعد أكثر 3 سنوات من حكم الابن. فلقطر سجل طويل فى تمويل الإرهاب، لا سيما فى ضوء تجربة تغيير «جبهة النصرة» لاسمها فى يوليو 2016 إلى جبهة فتح الشام، والتى هدفت بالأساس إلى ألا يكون لها أى صلة أو علاقة مع أطراف أجنبية. ووفق مصادر استخباراتية نقل عنها تقرير «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»؛ فإن قطر قادت جهودا بدأت فى العام 2015 لدعم المعارضة السورية والجماعات الجهادية فى العراق عن طريق إقناع جبهة النصرة، بأن تنأى بنفسها بعيدا عن تنظيم القاعدة. كما أنها سمحت لأشخاص قطريين أو مقيمين على أرضها ومفروض عليهم عقوبات بواسطة وزارة الخزانة الأمريكية فى عامى 2014 و2015، باستمرار تمويل الجماعات المتطرفة والإرهابية فى المنطقة. وتاريخيًا، توصف قطر من قبل الولاياتالمتحدة بأنها إحدى القواعد الرئيسية للممولين الخاصين لجماعات إرهابية أخرى بجانب «جبهة النصرة»؛ حيث تلقى مسئول كبير فى القاعدة دعما من متبرعين قطريين، وهو ما حدث أيضا فى تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وحركة الشباب، والقاعدة فى شبه الجزيرة الهندية، وفى إيرانوالعراق. وطبقا لوزارة الخزانة الأمريكية؛ فإن أمير داعش تلقى ما يقارب من 2 مليون دولار من أحد الوسطاء القطريين.