OKAZ_online@ انكشف الصندوق الأسود للنظام القطري، وانكشفت علاقتها بالإرهاب الذي كانت الدوحة شريكاً فيه. وقد كشفت وزارة الخزانة الأمريكية، في تقرير لها، معلومات خطيرة تثبت بما لا يدع مجالا للشك الأدوار الإرهابية التي لعبتها قطر في تنمية تنظيم «داعش» وقياداته وتمويله بعلم إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وتفضح الخزانة الأمريكية في تقريرها أكبر عملية تمويل قطرية لتنظيم داعش على يد الإرهابي التونسي طارق بن الطاهر العوني الحرزي، أحد أكبر الإرهابيين المطلوبين دولياً، إذ كان يجمع التبرعات لتنظيم داعش في قطر. ويسرد التقرير في تفاصيله سيرة الإرهابي الحرزي، مشيرا إلى أنه كان يعرف باسم «أمير الاستشهاديين أو الانتحاريين»، باعتباره العقل المدبر للهجمات الانتحارية التي نفذها عشرات الجهاديين من مختلف أنحاء العالم. وأوضح التقرير أن الحرزي اضطلع بتجنيد المقاتلين الأجانب ومنحهم التدريب على الأسلحة الخفيفة قبل إرسالهم إلى سورية، لافتا إلى أنه في 24 سبتمبر 2014 ظهر كإرهابي عالمي مع قائمة طويلة من الأسماء البديلة وتواريخ الميلاد. وفي 5 مايو 2015 عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله. قُتل طارق الحرزي، الذي ترعرع على المال القطري، بغارة أمريكية بواسطة طائرة من دون طيار في الشدادي شمال شرق سورية في 16 يونيو 2015. وكان شقيقه علي عوني الحرزي قد قُتِل قبله في غارة جوية أمريكية على مدينة الموصل بالعراق. طارق العوني الحرزي، وهو ملاكم سابق، حكمت عليه الحكومة العراقية بالإعدام بصحبة 83 سجينا إرهابيا فروا من سجن تكريت، إذ دخل إلى العراق عام 2003 مع الإرهابيين العرب بعد الغزو الأمريكي للعراق. وكانت السلطات العراقية قد تسلمت في 13 أغسطس 2009 طارق الحرزي وذلك بعد احتجازه منذ يوم 18 مارس 2008 بسجن «كروبر» في مطار بغداد، ليتمكن سنة 2012 من الفرار من سجن تكريت والالتحاق بتنظيم داعش في سورية. وقام الحرزي في فترات مختلفة بتجنيد الإرهابيين، فيما تزعم وحدة الانتحاريين، كما شملت مهماته توريد الأسلحة من سورية وليبيا إلى العراق، والمساعدة في الحصول على الأموال من ممولين في قطر. وقد صنفت وزارة الخزانة الأمريكية 11 شخصاً ومؤسسة على قائمة الإرهاب لعملهم مع جماعات متطرفة، منها تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» و«الجماعة الإسلامية»، ومن بين هؤلاء الإرهابيين طارق الحرزي، الذي اعتبر عميلا ل«داعش» في سورية، ويعمل على جمع التبرعات وتجنيد المقاتلين للتنظيم، وهو من أول الإرهابيين الذين انضموا إلى «داعش» حسب وزارة الخزانة الأمريكية. وبحسب بيان وزارة الخزانة: «سهل الحرزي عملية مرور المقاتلين الأوروبيين إلى سورية، وتمت تسميته بأمير المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية». كما وصف البيان الحرزي ب«أمير المفجرين الانتحاريين»، الذي عمل أيضاً على تنسيق وصول ملايين الدولارات من وسطاء ماليين في قطر بهدف استخدامها للعمليات العسكرية فقط. أما في تونس فقد حوكم الحرزي سنة 2008 غيابيا بالسجن لمدة 24 سنة بعد اتهامه بالانتماء إلى تنظيم إرهابي. كما كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية في تقرير أعدّه الكاتبان ديفيد بلير وراف سانشيز أن الإرهابي التونسي طارق بن الطاهر العوني الحرزي الملقب بأمير المفجرين الانتحاريين تمكن من جمع ملايين الدولارات من ممول قطري، لافتين إلى أن الحرزي، الذي أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمتها بوصفه إرهابياً عالمياً بسبب مكانته كواحد من متزعمي تنظيم داعش الإرهابي، يشرف على تدفق الإرهابيين الأجانب والأوروبيين وتسللهم إلى سورية عبر الحدود التركية، ويقوم بتنظيم هجمات إرهابية انتحارية وتفجيرات إرهابية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة. طارق الحرزي جند أيضا أخاه المدعو علي الحرزي المتّهم الرئيسي بقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفن وثلاثة من معاونيه في مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي خلال أحداث العنف التي استهدفت مقر البعثة الدبلوماسية بتاريخ 11 سبتمبر 2012 تزامنا مع إحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر. كما أنه ضمن قائمة المتهمين المطلوبين للعدالة بتهمة التورط في جريمتي اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي.