baswaid@ هذه الخليجية الغنية، التي تمتلك مجموعة من معالم لندن وتدعي أنها واحدة من أفضل أصدقائنا في الشرق الأوسط، هي الراعي الرئيسي للمتطرفين الإسلاميين. قطر التي تمتلك أشهر متاجر لندن «هارودز»، أرسلت طائرات شحن محملة بالأسلحة إلى الائتلاف ميليشيات ليبية مسلحة متطرفة تسمى «فجر ليبيا». فبعد ثلاث سنوات من المساعدات البريطانية لتحرير ليبيا من طغيان القذافي، نجد أن الإسلاميين المتطرفين الآن هم الذين يسيطرون على العاصمة الليبية. هذه الميليشيات اقتحموا طرابلس الشهر الماضي، مما اضطر الحكومة الرسمية إلى الفرار مما عجل بانهيار البلاد وتحولها إلى دولة فاشلة. وإحباط هدف بريطانيا المتمثل في إقامة ليبيا مستقرة ومسالمة. وعلاوة على ذلك، فإن الحكام الجدد في طرابلس، حلفاء لأنصار الشريعة، وهي حركة جهادية متطرفة يشتبه في أنها قتلت السفير الأمريكي آنذاك في ليبيا، كريستوفر ستيفنز، ومحاولة قتل نظيره البريطاني السير دومينيك أسكويث. والحقيقة الصادمة، هي أنه من حماس في قطاع غزة إلى الحركات المسلحة المتطرفة في سورية، فإن وضع قطر يأتي كراع رئيسي للإسلاميين المتطرفين، بما في ذلك الجماعات المرتبطة بالقاعدة. هذا التعزيز القطري للتطرف أغضب دول الجوار؛ فقررت كل من السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سحب سفرائها من البلاد في مارس 2014. ففي سورية، إذ كانت قطر ترعى التمرد ضد نظام بشار الأسد، هذه السياسة في حد ذاتها كانت تضع قطر إلى جانب القوى الغربية الرائدة والعديد من الدول العربية. ولكن قطر تعمدت التحول إلى تسليح وتمويل ميليشيات متشددة مثل «أحرار الشام». ولعبت ميليشيات «أحرار الشام» دورا رئيسيا في تحويل الثورة المناهضة للأسد قتال رجالها جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة، وهي منظمة تابعة لتنظيم القاعدة. بالإضافة إلى أن أحرار الشام ساعد تنظيم داعش على إدارة مدينة الرقة في شرق سورية وجعلها عاصمة الخلافة للتنظيم هناك. ففي ديسمبر الماضي، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية، عبد الرحمن النعيمي، وهو أكاديمي ورجل أعمال قطري، «إرهابيا دوليا». واتهمته الولاياتالمتحدة بإرسال ما يقرب من «366» ألف جنيه إسترليني إلى «ممثل لتنظيم القاعدة في سورية»، يدعى أبو خالد السوري والذي كان سابقا أحد قياديي أحرار الشام. كما تتهم الخزينة الأمريكية السيد النعيمي بتحويل ما يصل إلى مليوني دولار شهريا إلى «تنظيم القاعدة في العراق» و 250 ألف دولار لحركة الشباب، في الصومال وهي حركة تابعة للقاعدة. استثمارات قطر في بريطانيا واسعة جدا، ووزارة الخارجية البريطانية حريصة جدا على كسب مصالحها، ولكن هناك بعض الشكوك تتردد عن مخاطر الفوز بتلك العقود وتساؤلات صعبة تطرح حول دور ذلك في تمويل الجماعات المتطرفة.