أكد أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريس سعيه الحثيث لمساعدة ليبيا وعمله لوضع آلية أكثر فاعلية من خلال أجهزة الأممالمتحدة المختلفة. وأوضح غوتيريس خلال لقاء له مساء أمس الاثنين، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فائز السراج، "أن الملف الليبي من أولوياته ومن الضروري التعاون مع جميع الأطراف من أجل دعم الاستقرار، وأن مصير ليبيا يجب أن يختاره الليبيون وحدهم بإرادة موحدة ودون تدخلات خارجية"، وفق تعبيره. ونقلت وكالة الأنباء الليبية اليوم، عن السراج تقديره لدور الأممالمتحدة منذ بداية الأزمة، ومحاولتها دعم المسار السياسي وتحقيق الاستقرار في ليبيا، وقال انه "على ثقة كاملة بقدرات الليبيين لإنهاء هذه الظواهر جميعها، إذا ما توفرت لديهم الإمكانيات اللازمة، وتوقفت بعض الدول من التدخل في الشأن الليبي". كما تحدث السراج، وفق ذات المصدر، باستفاضة عن الملف الأمني مؤكدا على ضرورة إطلاق برنامج دمج وإعادة تأهيل عناصر التشكيلات المسلحة، والبدء فورا في تنفيذ برامج للتدريب قصيرة وطويلة المدة في الداخل والخارج لاستيعابهم. وأشار إلى محاولات التنسيق الدولي مع ليبيا وقال: "إن الجهد المبذول في هذا الاتجاه ما زال ضعيفا". وطالب بفعالية اكبر حتى يشعر المواطن بجدواه مع التأكد من أن برامج التنسيق لا تتداخل أو تتعارض مع بعضها البعض. وأعرب السراج عن أمله أن يعمل الأمين العام للأمم المتحدة على نقل مهام البعثة الأممية في المرحلة المقبلة من بعثة سياسية إلى بعثة دعم الاستقرار، وان يكون لها تواجد فعلي داخل ليبيا وليس خارجها، وفق تعبيره. وفي الجزائر، كشفت صحيفة "الفجر" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن الجزائر أبدت انشغالا بأحداث العنف التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، خلال اليومين الماضيين، ووسط إدانة عربية ودولية للمواجهات المسلحة حذرت من انعكاساتها على عملية التسوية السياسية في ليبيا. وعبر وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، عقب استقباله وفدا ليبيا أول أمس الأحد، عن أسفه للمواجهات التي وقعت مؤخرا في العاصمة طرابلس كونها لا تخدم بأي حال من الأحوال التهدئة الضرورية لاستعادة السلم والأمن في البلد. وأشار مساهل عقب استقباله للوفد الليبي إلى أن "الجزائر تدين أي تصعيد وتدعو بإلحاح الأطراف الليبية إلى بذل كل مجهودها لتفادي مواجهات جديدة"، مؤكدا مواصلة الجزائر سعيها من أجل تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية، وكذا جهودها المتواصلة على الصعيد الإقليمي ولدى الشركاء الدوليين من أجل حل سياسي سريع ودائم للأزمة. وتكثّف الجزائر تحركاتها الدبلوماسية تحسبا لقمة حول ليبيا تحتضنها الجزائر الشهر المقبل، بعدما وقعت تونس ومصر والجزائر الأسبوع الماضي بعد اجتماع في تونس على وثيقة من ست نقاط لدعم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا.