كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية الاثنين عن مخطط سري لإعادة ولي عهد إمارة رأس الخيمة السابق الشيخ خالد بن صقر القاسمي إلى السلطة في "انقلاب أبيض" على أخيه الرابع غير الشقيق الشيخ سعود بن صقر القاسمي. وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان "انقلاب في غاية الغرابة: محام بريطاني ضالع بمؤامرة للاستيلاء على إمارة رأس الخيمة " إن هناك تحالف "لا يرد على بال" بين شركة أمريكية تضم خبراء علاقات عامة وعناصر منتمية إلى جماعات الضغط وبين محام إنجليزي مغمور والشيخ خالد القاسمي. ونقلت الصحيفة عن وثائق سرية أطلعت عليها "الهدف المشترك من هذا التحالف غير المنطقى إعادة الشيخ خالد القاسمي المعزول منذ عام 2003 إلى ولاية العهد في إمارة رأس الخيمة الواقعة شمالي دولة الإمارات العربية المتحدة". وأوضحت الوثائق أن الشيخ خالد تعاقد مع المحامي الإنجليزي "بيتر كاثكارت" الذي يبلغ من العمر 59 عاما والذي كان وسيطا بين الشيخ خالد والاستراتيجيين والخبراء وعناصر جماعات الضغط الأمريكيين الذين بلغت كلفة شراء خدماتهم أكثر من 3.7 مليون دولار أمريكي لتنفيذ المؤامرة التي تم الاعداد لها منذ عام 2008. وتهدف الخطة إلى تقويض وإضعاف النظام الراهن في الإمارة بتصويره أنه يشكل خطرا داهما يهدد الأمن الدولي بصفته قد حوَّل الإمارة إلى "كيان مارق وبوابة لعبور الإيرانيين إلى المنطقة". وأوضحت الصحيفة أن الشيخ خالد سيتهم شقيقه الأضغر بالسماح بشحن الأسلحة عبر رأس الخيمة، بما في ذلك القطع اللازمة لصناعة الأسلحة النووية بالإضافة إلى المخدرات والماس وتأمين تسلل المسلحين والإرهابيين من عناصر تنظيم القاعدة وغيرها من الشبكات الأخرى إلى إيران. وتهدف الخطة في النهاية إلى إرغام الحكومة المركزية في العاصمة أبو ظبي على إجراء "التغيير المطلوب"، أي إعادة الشيخ خالد إلى منصبه السابق، مستغلّة بذلك النفوذ الكبير الذي تحظى به في الإمارة. ورفض المحامي البريطاني بيتر التعليق على ما نشرته "الجارديان" الا أنه ردا على سؤال بشأن ما إذا كات تغيير نظام دولة هدف مشروع ، بالقول "إذا كنت تعتقد في السلام والرخاء والأمن في المنطقة وحماية مصالح الأمن القومي الأمريكي ، والتصدي للنووي الإيراني ومنع الانشطة المشكوك فيها برأس الخيمة يمكن أن تمضي قدما دون أي قلق". جهود سابقة وكان معهد "أكسفور أناليتيكا" للدراسات و البحوث الدولية، قد نشر بعض ملامح النقاط التي ارتكز عليها الشيخ خالد القاسمي في هجومه على نظام الشيخ سعود بن صقر القاسمي الذي برز نجمه عام 2002 . وكان الشيخ خالد أطلق موقع على شبكة الإنترنت ونشر أشرطة فيديو على موقع "يوتيوب" في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 ، وصف نفسه بأنه "ولي العهد ونائب الحاكم" في رأس الخيمة، مؤكدا أن لديه مرسوم أميري وقعه والده في عام 2004 يؤكد فيه مجددا وضعه كوليٍ للعهد. ومن غير الواضح إذا كان المرسوم حقيقي أم لا، نظراً لحالة ضعف صقر. وشكك خالد في تأييد أخيه للغرب وقربه الظاهر من ايران، في الوقت الذي شارفت فيه الولاياتالمتحدة و أبو ظبي على الانتهاء من اتفاق نقل التكنولوجيا النووية المدنية، وقد بذلت شركة خالد للعلاقات العامة جهوداً لتسليط الضوء على رأس الخيمة و علاقاتها مع ايران، موحية بأن من شأن ذلك أن يعرض الأتفاقية للخطر، خاصة أن شركات رأس الخيمة الرئيسية كشركات الاسمنت والادوية يوجد لديها مصانع في إيران، و ان رأس الخيمة على أهبة الاستعداد للدخول في اتفاقات تعاونية مع الشركات الايرانية لاستغلال حقول الغاز الايرانية. وفي 17 سبتمبر/أيلول 2008 تم تعزيز حملة خالد بعد أن تم الكشف عن قيام السلطات الاماراتية بتفكيك خلية ارهابية كانت تخطط لتفجير مبانٍ في دبي ، حيث ظل يؤكد أن مقر الخلية كان في رأس الخيمة. موقع استراتيجي يذكر أن إمارة رأس الخيمة تبعد حوالي 50 ميلا عن إيران وتتمتع بموقع استراتيجي هام نظرا لقربها من مضيق هرمز الذي يمر عبره يوميا 17 مليون برميل من النفط. وانضمت رأس الخيمة إلى دولة الامارات العربية المتحدة في عام 1972 وهي الامارة الرابعة من حيث المساحة وعدد السكان بين الامارات السبع المكونة لدولة الامارات، وكانت مركزاً من مراكز مملكة القواسم التي امتدت سيطرتها الى مناطق عديدة في الخليج العربي. واشتهرت امارة رأس الخيمة بمقاومة الغزو البرتغالي لمنطقة الخليج، واشتهرت كذلك بانها من المراكز البحرية الهامة في المنطقة وكان من ابرز البحارة الذين انجبتهم الامارة البحار العربي المعروف ابن ماجد.