أقدمت قيادات حوثية مشرفة في وزارة الداخلية التي يسيطر عليها الانقلابيون في العاصمة صنعاء على نهب أكثر من 16 مليار ريال يمني كانت مخصصة كرواتب لقوات الأمن ومراكز الشرطة في المحافظات غير الخاضعة لسيطرة الميليشيات. وقال مصدر عسكري في الوزارة : إن قيادات الحوثيين «محمد الدمشقي» و«إبراهيم الخربي» أوقفوا مرتبات الأفراد في تلك المحافظات، وقاموا بسحبها من البريد اليمني عبر مسؤول رفيع في الجماعة يعمل مشرفاً في البريد بحجة تحويل تلك المبالغ إلى حساب وزارة الداخلية. وأكد المصدر: «بعد نجاح القيادات في عملية الاحتيال سحبوا تلك المبالغ الطائلة وأصدروا قرارًا بتحويل تلك المبالغ لإدارة التموين في الوزارة». وذكر المصدر «أن إدارة التموين لم تتسلم شيئًا من تلك المبالغ، التي ذهبت إلى حساب تلك القيادات الحوثية». ويشكو منتسبو وزارة الداخلية من عمليات نهب وفساد واسعة يقوم بها الحوثيون بعيدًا عن الوزير الجديد المحاط بعدد من مشرفي الحوثي، خصوصًا في الدائرة المالية. والقيادي الحوثي في الوزارة «محمد الدمشقي» كان جنديًا في الشؤون المالية بالوزارة تمت ترقيته إلى رتبة عقيد كما رقي القيادي «الخربي» إلى رتبة مقدم ضمن كشوفات الترقية للجماعة، كمكافأة لما قاما به تحت إشراف أبو حمزة مشرف الوزارة. وفي المنحى الإجرامي نفسه، تلقى المرصد الإعلامي اليمني بلاغات بعثها مستفيدو مساعدات الضمان الاجتماعي في محافظة المحويت، أكدت أن جماعة الحوثي احتجزت الأحد الماضي، مساعدات إنسانية ممولة من برنامج الأغذية العالمي، مقدمة ل5500 أسرة فقيرة، وفق «وكالة الأنباء اليمنية» الرسمية. وجاء في البلاغات أن الشحنة كانت في طريقها إلى مركز «المحويت» قبل احتجازها في نقطة تفتيش للميليشيا بمبرر أن نصيبهم منها 1100 سلة غذائية، بواقع خُمس الشحنة البالغة 5.500 سلة، ضمن حصة ما يصفونه بالمجهود الحربي. واشار المرصد الإعلامي الى ان هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الانقلابيون بنهب «المساعدات الإنسانية». وأدان المرصد الإعلامي هذه الجرائم الميليشيات المتتابعة ونهب «المساعدات الإنسانية» و«مصادرتها» و بيعها في «السوق السوداء»، مطالبًا المنظمات «الأممية الاغاثية» بالضغط على الحوثيين من أجل الإفراج الفوري عن الشحنة المصادرة الخاصة ب«الأسر الفقيرة» بالمحويت، والكف عن نهب المساعدات المخصصة ل«المعدمين» في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. تقدم للجيش في صعدة وفي عدن وجه الرئيس عبد ربه منصور هادي محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير الأمن اللواء شلال شايع بضرورة تفعيل عمل الأجهزة التنفيذية والأمنية المختلفة بالمحافظة بصوره تكاملية وتناسقية لما من شأنه خدمة المواطن واستتباب الأمن وايجاد السكينة المطلوبة. وأكد هادي على أهمية توحيد الجهود وتبادل المعلومة في الأطر القيادية المتبعة التي تفضي في النهاية الى تحقيق النجاحات المطلوبة وافشال كافة المخططات والتربصات والأجندة الدخيلة للخلايا الارهابية. ميدانيا، أعلنت القوات الحكومية اليمنية أمس الخميس إحرازها تقدما جديدا إثر معارك ضد الحوثيين وحلفائهم في محافظة صعدة شمالي البلاد. وقال قائد محور صعدة العميد «عبيد الأثلة» في تصريحات صحفية نشرها المركز الإعلامي للقوات المسلحة: إن وحدات الجيش تمكنت من دحر ميليشيا الحوثي من مناطق واسعة بعد معارك واشتباكات منذ صباح أمس الأول. فيما قال مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة: «دحرت قواتنا الانقلابيين من مواقع عدة في مديرية المصلوب وأجبروهم على التراجع والانسحاب، وأسفرت المعارك عن مقتل وجرح 20 مسلحا من الميليشيا». وتمكن الجيش الوطني والمقاومة من التقدم في مواقع «سداح وملحان والهيجة» غربي وجنوب المديرية. يأتي هذا مع تقدم «قوات الشرعية» نحو مواقع الحوثيين أطراف «شارع الكمب، وقرب معسكر التشريفات»، وسيطرتها على عدد من المباني شرق مستشفى الكندي بتعز. وأشار مصدر لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين، بينهم القائد الميليشياوي «أبو عصام»، الذي لقي مصرعه جوار مصنع البلاستيك. وتتعرض الأحياء السكنية في المدينة إلى قصف مدفعي وصاروخي متواصل من الميليشيات المتمركزين في تلتي «السلال والجعشة» و«القصر وتبة سوفتيل». من جهة، أعلنت المقاومة عن مقتل 13 انقلابيا حوثيًا وإصابة العشرات، فضلًا عن مقتل جندي في قوات الشرعية وإصابة 8 آخرين، جراء المعارك وقصف مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة. وكانت المقاتلات قد شنت ثلاث غارات على مواقع الحوثيين في جبلي الزانخ بالخمسين، والوعش شمالي المدينة. إلى ذلك، أحبطت المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء، محاولة تقدم فاشلة للميليشيات تجاه مواقعها في مديرية القريشية. وأكد مصدر بالمقاومة في تصريح بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن المقاومة تمكنت من دحر الانقلابيين وأجبرهم على التراجع بعد اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة سقط خلالها عدد من القتلى في صفوف الميليشيات. وأشار المصدر، إلى أن الميليشيات الانقلابية شنت هجوما أمس الأول، على مواقع المقاومة في منطقة الجسيمة تحت إسناد كثيف من المدفعية الثقيلة والدبابات. اغتيال وتغيير العقيدة الى ذلك أكد وزير حقوق الإنسان اليمني عزالدين الاصبحي اهمية إشراف ممثلين للجهات الدولية، خاصة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر في نقل جثمان الصحفي «محمد عبده العبسي» والتحقيق المستقل في ملابسات وفاته، حيث تؤكد القرائن تعرضه لمحاولة اغتيال. وبرز الزميل «العبسي» بعمله الاستقصائي الجاد وفضحه لملفات الفساد، التي غرقت فيه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وأهمها ملفات «الغاز والنفط» و«تهريب السلاح» الإيراني. وطالب وزير حقوق الإنسان بتحرك عاجل للأمم المتحدة وتدخل البعثة الدولية للصليب الأحمر. وأكد الأصبحي ان هذه الجرائم ستبقى محل متابعة قانونية على الصعيدين المحلي والدولي، ولن تسقط بالتقادم. من جانبها، عبرت نقابة الصحفيين اليمنيين، عن حزنها الشديد لرحيل رائد الصحافة الاستقصائية في اليمن محمد عبده العبسي، الذي توفي بالعاصمة صنعاء. على صعيد ذي صلة، تداول ناشطون صورًا مسربة من سجون الميليشيات الحوثية بالعاصمة اليمنية صنعاء تظهر حجم التعذيب، الذي تمارسه الميليشيات بحق المختطفين. يشار إلى أن مصدر سابق تحدث قبل أيام عن ارتفاع حالات الوفاة في 15 سجنا للحوثيين بصنعاء إلى 32 حالة وفاة وست حالات انتحار أخرى. وفي سياق محاولة الميليشيات المدعومة من النظام الصفوي الإيراني لتغيير الهوية والعقيدة اليمنية، وجه المشرف الثقافي لميليشيات الحوثي في منطقة الجنات شمال «عمران» إدارة إحدى المدارس بتدريس الطلاب ملازم طائفية تابعة لمؤسس ميليشا الحوثي. وقال مصدر محلي: إن مشرف الميليشيات في المنطقة المدعو (أبو فؤاد) زار مدرسة الشهيد الجناتي وسلّم مجموعة من الملازم، التي ألفها مؤسس الحوثية في اليمن إلى مدير المدرسة المعين من قبل الميليشيات مؤخرا، الذي وجّه بدوره المدرسين بتدريسها للطلاب. وقوبل هذا التوجيه بحالة استياء واسعة في أوساط الأهالي، الذين أبدوا استغرابهم من كيفية تحويل المدرسة التي سميت بهذا الاسم تكريما لثوار 62 و48، إلى وكر للدعوة للإمامة والطائفية. وكانت الميليشيات بمنطقة الجنات قد قامت في وقت سابق بإقصاء مدير المدرسة السابق، وفرض مدير جديد موال للجماعة بالقوة. الجدير بالذكر، أن ميليشيات الحوثي وجهت بطباعة أكثر من 50 ألف ملزمة تابعة لمؤسس الجماعة في مؤسسة الثورة، استعدادا لتوزيعها ونشرها على المدارس.