أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في بلاده مدعومة بقوات التحالف العربي ضد المليشيات المتمردة لن تتوقف حتى يتم تطهير كل المحافظات اليمنية من القوى الانقلابية، التي تسببت في قتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية في المدن وتشريد مئات الآلاف من المواطنين من مساكنهم. وقال الرئيس هادي، لدى مغادرته الرياض، متوجها إلى مصر إن "الجيش الوطني والمقاومة لن يألوَا جهداً في مواصلة عملية استعادة الدولة على طريق العودة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216". وجدد الرئيس اليمني تأكيداته على أن مليشيات جماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح انقلبت على الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية وراحت تعبث بأمن البلاد وأرواح العباد. وكان هادي وصل للقاهرة على متن طائرة خاصة قادما من السعودية في زيارة لمصر يشارك خلالها في احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة اليوم الخميس. ميدانيا صد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية هجومًا لمتمردي الجيش السابق وميليشيا الحوثي في جبهتي زنجبار والمنطقة الوسطى بمحافظة أبين، بجنوب اليمن. وأكد الناطق الرسمي للمقاومة الشعبية بمحافظة أبين محمد عقيل، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية أن تحرير المحافظة من الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح بات قريبًا -بمشيئة الله- من خلال الضربات الموجعة التي تقوم بها المقاومة الشعبية وقوات الجيش ضد المواقع التي تتحصن فيها الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح. وتابعت القوات اليمنية الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الاربعاء عمليات تعقب المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين يستمرون بالانسحاب بعد ان خسروا مدينة عدن وقاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، بحسب مصادر عسكرية. وذكرت المصادر ان قوات هادي تحاصر المتمردين الذين انسحبوا من الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية الواقعة شمال عدن، ومن قاعدة العند الواقعة في المحافظة نفسها. كما تحاصر القوات الموالية لهادي المتمردين الحوثيين وحلفاءهم من قوات المخلوع صالح، في منطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند. وسقطت قاعدة العند الاستراتيجية بعد هجوم شنته قوات هادي مدعومة من طيران وسلاح التحالف العربي الذي تقوده المملكة، وذلك بحسب وزارة الدفاع اليمنية ليل الاثنين الثلاثاء. وكان التحالف اطلق في 26 مارس عمليته العسكرية ضد الحوثيين وقوات صالح، ودعما للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي الذي يقيم في السعودية. إلا ان حكومة هادي استعادت موطئ قدم لها في اليمن بعد طرد الحوثيين من عدن التي بات يتواجد فيها عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين. وتعتبر خسارة قاعدة العند ضربة قاسية للحوثيين الذين كان زعيمهم عبد الملك الحوثي أكد الاحد قبل سقوط القاعدة ان "الخرق الذي حققه العدو في عدن سيفشل، (انه) عارض وقتي سيزول". وقتل 39 متمردا على الاقل و17 مقاتلا مواليا خلال الساعات ال24 الاخيرة في المعارك العنيفة في الحوطة بحسب مصادر طبية وعسكرية. وقال مصدر عسكري الاربعاء "إن الحوطة باتت تحت السيطرة بعد عمليات تمشيط ليل الثلاثاء وصباح الاربعاء"، فيما من المتوقع ان يصل محافظ لحج خلال النهار الى المدينة للمرة الاولى منذ سيطرة الحوثيين عليها في مارس. واستعادة السيطرة على لحج تعزز السيطرة على مدينة عدن، ثاني اكبر مدن البلاد التي شهدت معارك عنيفة طوال اشهر، ومن المتوقع ان تتجه القوات الموالية لهادي الآن للسيطرة على محافظة ابين الجنوبية المجاورة التي ما زال الحوثيون يسيطرون على عاصمتها زنجبار. من جهته، اشار خبير الشؤون العسكرية في الشرق الاوسط والخليج رياض قهوجي الى "عدم وجود قدرة فعالة للحوثيين وحلفائهم على صد هجوم" القوات الموالية لهادي التي "تسيطر بسرعة على ابين وعلى تعز"، ثالث اكبر مدن اليمن (جنوب غرب). وبحسب قهوجي، فإن قوات هادي التي تحظى بدعم طيران التحالف العربي الذي "يتمتع بسيطرة كاملة على الاجواء"، "باتت تستفيد ايضا من دعم من القوات البرية للتحالف التي انزلت مؤخرا في عدن مزودة بأسلحة متطورة بينها دبابات وقطع مدفعية". واعتبر قهوجي ان "استمرار الهجوم يشكل عامل ضغط كبير على الحوثيين لمراجعة موقفهم الرافض لمبادرات الحل السلمي للازمة". واشار الى ان الحوثيين "بدأوا بإظهار ليونة وتراجع عن مواقفهم" ما يمكن ان يؤدي الى وقف اطلاق النار واطلاق العملية السياسية مجددا. وكان زعيم الحوثيين اكد الاحد انه مستعد لحل سياسي في اليمن. تحرير تعز وفي سياق متصل، اعلنت المقاومة الشعبية في محافظة تعز بداية "معركة تحرير تعز" من المليشيا الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح، بعد اربعة اشهر من المواجهات بين الطرفين، خسرت فيها المليشيا الحوثية المئات من مقاتليها على يد رجال المقاومة الشعبية التي تحظى بتأييد شعبي. وبحسب مصادر مقربة من مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز تحدث ل(مراسل اليوم) ان كل الجبهات في تعز استمدت روحها المعنوية العالية من الانتصارات المتلاحقة للجيش الوطني والمقاومة الجنوبية الموالية للرئيس هادي، وهي الان تحضر لبداية انطلاق معركة تحرير تعز من المليشيا الحوثية والقوات الانقلابية، واشارت تلك المصادر ان الجبهات القتالية في تعز تستعد لاعلان ساعة الصفر لخوض مواجهات مع بقايا وجيوب المليشيا الحوثية في المحافظة. ووجهت المقاومة "إنذارا أخيرا" لكل الموالين للمليشيا الحوثي وصالح بالانسحاب من تعز وترك اسلحتهم، قبل بداية المعركة، التي اكد المصدر انها "ستكون حاسمة ونهائية وفي كل الجبهات"، في وقت وصلت الحالة الهستيرية للمليشيا الحوثية الى ذروتها بقصف واستهداف الاحياء السكنية وقصف احياء متفرقة والشوارع العامة في مدنية تعز بصورة عشوائية. أجهزة إيرانية الى ذلك، قالت السلطات المحلية في محافظة مأرب اليمينة إن قوات من الجيش ضبطت شاحنة محملة بأجهزة اتصالات لاسلكية واجهزة بث متطورة كانت في طريقها الى يد المليشيا الحوثية. وأكد المركز الاعلامي للسلطة المحلية ان أفراد نقطة عسكرية تابعة للواء 14 مدرّع -الموالي للشرعية- تمكّن من ضبط شاحنة محمّلة بأجهزة اتصالات لاسلكية وأجهزة بث في مديرية الوادي بمحافظة مأرب كانت في طريقها الى مليشيا الحوثي، قادمة من محافظة المهرة الحدودية مع سلطة عمان. وتشير المعلومات ان الشحنة جاءت من ايران عبر البحر، كانت في طريقها الى يد الحوثي لاستخدامها في ادارة الحروب التي يخوضها مع المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس هادي، خاصة في المناطق الجنوبية. واشار المركز الى ان الشحنة تحتوي على وسائل الاتصالات الحديثة من أجهزة بث وأجهزة لاسلكية، بالإضافة إلى كتلوجات باللغة الفارسية، وأحجار صغيرة دائرية الشكل مكتوب عليها (يا حسين ..تربة كربلاء) والتي يستخدمها الشيعة في طقوسهم الدينية. على ذات الاتجاه، قتل قيادي في حزب الحق الموالي لجماعة الحوثي في محافظة المحويت، صباح امس الاربعاء، في كمين نصبته المقاومة الشعبية بمحافظة المحويت (شمال غرب اليمن). وبحسب المقاومة الشعبية، فإن مجموعة مسلحة تنتمي للمقاومة قتلت القيادي في حزب الحق أحمد محمد المهدي، والذي يعمل مستشارا لوزير التربية والتعليم ورئيس الدائرة التنظيمية بالأمانة العامة لحزب الحق اليمني في مديرية ملحان محافظة المحويت، مع اثنين من مرافقيه. وكانت جماعة الحوثي عينت المهدي رئيس اللجنة الثورية في وزارة التربية والتعليم؛ بهدف سيطرة انصارها على مفاصل السلطة الادارية في كل المرافق الحكومية والعسكرية. العملية تعد الثالثة في محافظة المحويت التي تنفذها المقاومة الشعبية في المحافظة، خلال اقل من اسبوعين، وكانت مقاومة "إقليم تهامة" التي تضم محافظات "الحديدة، حجة، المحويت" تبنت عشرات العمليات التي تستهدف تجمعات حوثية في تلك المحافظات. وعلى الصعيد الانساني، حطت طائرة سعودية عسكرية الاربعاء في مطار عدن حيث اوصلت شحنة جديدة من 25 طنا من المساعدات الطبية، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.