استنكرت شخصيات دينية وسياسية وإعلامية تونسية بشدة التطور الخطير المتمثل في إطلاق مليشيات الحوثي وصالح صاروخًا باليستيًا استهدف مكةالمكرمة واصفة هذا الأمر بأنه تعد غير مسبوق على مقدسات الأمة الإسلامية . وأكد سماحة مفتي تونس الشيخ عثمان ببطيخ في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن تعريض المقدسات الإسلامية إلى ما يهدر أمنها وسلامتها ويجعلها هدفًا لويلات الحروب هو اعتداء على الدين الإسلامي الذي أمر بصيانة الحرمات ونهى عن التعدي عليها . ومضى سماحته يقول " إن استهداف مكةالمكرمة سابقة خطيرة من شأنها أن تستفز مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , ونحن مع استنكارنا ندعو إلى الكف عن ذلك ونعبر عن تعاطفنا المملكة ووقوفنا إلى جانبهم " . بدوره دان النائب بمجلس نواب الشعب التونسي الحبيب خذر في تصريح مماثل محاولة ميليشيا الحوثي استهداف مكةالمكرمة من خلال إطلاقها لصاروخ باليستي مؤكدًا أن تلك المحاولة تعد استهتارًا بكل المقدسات الإسلامية والحياة البشرية . وقال " من أقدس الأماكن في الأرض مكةالمكرمة ويفترض أن يحترم كل البشر قداساتها , ومن المستغرب أن يعمد بعض من نسب نفسه للإسلام إلى محاولة استهدافها في استهتار بشعور كل المسلمين في العالم , ولكن هذا السلوك يمكن أن يفهم حين ندرك مدى استهتار الجهة التي أقدمت عليه , فمن استهان بقتل مواطني بلده خدمة لمشروع غير وطني يستهين بتهديد المقدسات ويتطاول على البلد الآمن " . من جانبه وصف النائب التونسي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي أحمد المشرقي المحاولة الحوثية الفاشلة لاستهداف مكةالمكرمة بأنه اعتداء غاشم على أهم مقدسات المسلمين . وأشار إلى أن هذا العمل المشين يمثل انتهاكًا غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة ، خاصة وأنه موجه إلى مهبط الوحي وقبلة المسلمين كافة ، إضافة لكونه تهديدًا صريحًا لأرواح المدنيين الأبرياء في هذه المدينة . وقال " إن أعمال مليشيا الحوثي الدنيئة ومن يقف وراءهم من قوى إقليمية تهدف إلى زعزعة الأمن في المنطقة خدمة لأجندات هذه القوى الإقليمية والتي وضعت نصب أعينها الكيد للأمة العربية ولمقدسات المسلمين ولأرض الحرمين الشريفين وهو يكشف على نحو واضح النوايا العدوانية للحوثيين الانقلابيين ونواياهم في استمرار أعمالهم الإرهابية التي يدفع ثمنها الشعب اليمني الشقيق إرضاء لأجندات إقليمية مشبوهة " . من جانبه استنكر رئيس تحرير جريدة الضمير التونسية محمد الحمروني ما أقدمت عليه المليشيات الحوثية في اليمن من محاولة استهداف مكةالمكرمة أقدس بقاع الأرض وقبلة المسلمين قاطبة ، مؤكدًا أن هذا الاستهداف هو عمل إجرامي دنيء تجاوز كل الحرمات وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية . وقال الحمروني " إن المحاولة الحوثية الغاشمة تجسيد حقيقي للنوايا الطائفية الصفوية الخبيثة والتي تتماهي مع الأجندة الصهيونية وهذا العمل الجائر قد سبقته تهديدات طائفية أطلقتها مليشيات حزب الله الإرهابية وبعض المسؤولين الإيرانيين . ودعا الحمروني العالم الإسلامي بأكمله إلى النهوض في وجه هذه الفئة الباغية ومن يدعمها والدفاع عن مقدسات الأمة وقطع دابر كل من تسول له أهواءه الشيطانية استهداف أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين مطالبًا باتحاد جميع العرب والمسلمين في ربوع العالم لمناصرة بلاد الحرمين الشريفين ، وأن لا يمر هذا الحدث كأنه خبر وحادث عابر . ونوه الحمروني , بتصدي القوات السعودية الباسلة وإفشالها جريمة الحوثيين النكراء مؤكدًا الثقة بالقدرات الدفاعية والأمنية للمملكة الرادعة لأي عدوان على مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين . بدوره استنكر الإعلامي التونسي صالح عطية استهداف الحوثيين لمدينة مكةالمكرمة , عادًا ذلك استهداف الحرمين الشريفين خطًا أحمرًا يجب أن يقف عنده كل طرف في الداخل والخارج . وشدد على ما تمثله مكةالمكرمة من رمزية وثقل ديني وحضاري وثقافي مهم لكل الدول العربية والإسلامية وحتى على المستوى الدولي , مشيرًا إلى أن المساس بمكة هو مساس بمقدسات المسلمين والبعد الحضاري العربي والإسلامي لكل العرب والمسلمين . ووصف عطية استهداف الحوثيين لمكةالمكرمة بالجبان ؛ وتقف وراءه جهات تحرص على إرباك الأوضاع في المنطقة بدوافع طائفية وسياسية بهدف إحداث سياسة جديدة في المنطقة . وقال الإعلامي التونسي " وإذ أدين من موقعي هذا وبدون أي تحفظ أي استهداف لهذه الأرض المقدسة , فإنني اعتبر أن هذا الاستهداف لمكة ليس بالجديد ولكنه لن يمر في العالم العربي والإسلامي مرور الكرام , ومن يقفون وراء ذلك سيجدون أنفسهم معزولين لأن سياساتهم أفلست على المستوى العربي والإقليمي وحتى الخارجي " . بدوره أدان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقاً في تونس الدكتور عبدالله الوصيف ما اجترأت على فعله جماعة الحوثيين المارقة , مشيراً إلى أن هذه الجماعة أتت فعلاً لم يسبقها إليه أحد في التاريخ الحديث . وشدد على أن ما أقدمت عليه جماعة الحوثي ومن يقف وراءها من قوى الشر الإقليمية يعد من أبرز مظاهر التنطع الطائفي الغاشم الذي يستهدف الأمة العربية والإسلامية عامة ويكيد لعقيدتها ومقدساتها . وأضاف " إن ما قامت به هذه الجماعة من محاولة لاستهداف مكةالمكرمة قبلة المسلمين ومهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين لا يمكن أن يقوم به مسلم صادق ولا عاقل ولا من يدعى انتماءه للإنسانية " , مشيراً إلى أنه حدث فضيع يتجاوز كل المعايير الإنسانية باختلاف توجهاتها . وشدد على أن ما أقدمت عليه هذه الجماعة ومن يدعمها يخالف كل ما أجمع عليه علماء المسلمين من ضرورة احترام الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وبيوت الله بصفة عامة , بالإضافة إلى حرمة دماء المسلمين . وأكد الوصيف أنه لمواجهة مثل هذه الأعمال المشينة لا يكفي الاستنكار والتنديد بل من واجب المسلمين التصدي بكل حكمة ودراسة ووحدة صفوف للكائدين لهذه الأمة ولمقدساتها وعقيدتها . ودعا في ختام حديثه الله عز وجل أن يحفظ أرض الحرمين الشريفين وأن يشد من عضد حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للذود عن مقدسات المسلمين وعن قبلتهم وأن يجعل ما بذلوه من دماء من أجل الدفاع عن أمة الإسلام في ميزان حسناتهم .