تواصلت ردود الفعل المحلية والعربية والعالمية المنددة في استهداف الميليشيات الحوثية الخميس الماضي منطقة مكةالمكرمة، بعد إعلان قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية من صعدة باتجاه مكة. وأشار وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الدكتور علي العبيد، إلى «استهتار» ميليشيا الحوثي ومن عاونهم في مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وقلوبهم وأشرف مقدساتهم، البلد الحرام مكةالمكرمة. وأوضح العبيد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أن استهداف الحوثيين وأعوانهم مكةالمكرمة قبلة المسلمين جاء ليؤكد أن «الانقلابيين على الشرعية اليمنية ليس هدفهم اليمن وشعبها بل ضرب المسلمين عموماً في أول بيت وضع للناس»، منوهاً إلى ما توليه المملكة من رعاية وعناية في شؤون الحرمين الشريفين وخدمة الأمة الإسلامية. بدوره، وصف المدير العام للتعليم في منطقة المدينةالمنورة ناصر العبدالكريم، ما أقدمت عليه الميليشيات الحوثية الانقلابية ب«العمل الإجرامي الآثم والاعتداء الفاجر الشنيع على البلد الأمين». وأكد العبدالكريم أن هذا العمل الإجرامي «استفزاز لمشاعر أكثر من بليون مسلم في مختلف دول العالم، ويبرز حجم الضلال والحقد والكراهية الذي تعيش فيه هذه العصابة الانقلابية الآثمة التي طوعت لها نفسها الاعتداء على بيت تكفل الله بحمايته وتوعد كل من أراده بسوء بعذاب أليم». من جهته، قال مدير جامعة نجران الدكتور محمد الحسن، إن استهداف الميليشيات الحوثية لأطهر بقاع العالم مكةالمكرمة بصاروخ كشف «جرم نواياهم الخبيثة والمتتالية، بعد استهدافهم المدنيين والأطفال في المناطق الحدودية». وندد أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج، باستهداف ميليشيات الحوثي مكةالمكرمة بصاروخ باليستي، وأكد ان هذا يعد «تجاوزاً خطراً وعملاً همجياً، وعدواناً استفزازياً سافر على أغلى المقدسات الإسلامية، ما يكشف زيف الأقنعة التي يرتديها الحوثيون وادعاءاتهم». واستنكر المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في منطقة الباحة المكلف أحمد العمري باسم منسوبي فرع الوزارة والمكاتب التعاونية والأئمة والخطباء في المنطقة. وبين العمري، أن هذا الفعل الإجرامي يكشف مجدداً طبيعة التمرد الحوثي، وعده «إفلاساً أخلاقياً» لهذه الميليشيات. وقال إنه «لا حدود دينية ولا أخلاقية تردعهم عن إجرامهم واستفزازهم مشاعر المسلمين»، مؤكداً أن هذه المحاولات «تؤكد مدى اليأس والاضطراب الذي يمر بها هؤلاء المجرمين من خلال أعمالهم المشينة التي لا يرضاها دين ولا ملة، كذلك انتهاك حرمة المكان والتجرد من القيم الإسلامية». من جانبه، حذر مدير فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في جازان الشيخ محمد شيبه، من مخططات القوى الإقليمية التي تدعم الميليشيات الحوثية، مؤكداً أن التطور الأخير يدل على أن هذه القوى «تكيد كل المكائد لانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية وضرب الأمن». إلى ذلك، استنكرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ما أقدمت عليه المليشيات الحوثية من استهداف لقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومقصد حجهم، ومهبط وحيهم. وأكدت الهيئة العالمية في بيان لها اليوم (الأحد) أن هذا «العمل الإجرامي الذي تجاوزت فيه هذه المليشيات المأجورة لمن يمدها بالمال والعتاد كل الحدود الإنسانية والأخلاقية والدينية». وطالبت الهيئة، منظمة التعاون الإسلامي بدعوة جميع أعضائها إلى «وقفة جماعية رادعة ضد هذا الاعتداء الآثم ومن يقف وراءه من داعميه». وعلى الصعيد العالمي، ندد المفتي العام للقارة الاسترالية المفكر الإسلامي الدكتور إبراهيم أبو محمد، بجريمة استهداف الحوثيين منطقة مكةالمكرمة، وعد ذلك «جريمة تعبر عن جنون طائفي وتعصب أعمى يستهدف مشاعر كل المسلمين في جميع بقاع الأرض». إلى ذلك، دانت الجمهورية الفرنسية الحادثة، وعدته «دليلاً إضافيا على أن الحل العسكري يمثل طريقاً مسدوداً واستفزازاً غير مجد ولا يسمح باستعادة الثقة اللازمة للعملية السياسية». وأوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، في بيان مساء أمس، أن بلاده تدعو كل الأطراف إلى استئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي، كونه السبيل الوحيد لوضع حد للنزاع القائم، مجدداً دعم بلاده الكامل لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.