أعلن محافظ الحديدة حاكم إقليم تهامة بالجمهورية اليمنية الدكتور عبدالله محمد أبو الغيث محافظة الحديدة محافظة منكوبة ،مناشداً كل الخيرين في الداخل والأشقاء في المنطقة والأصدقاء في دول العالم والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية أن يهبوا لإنقاذ المحافظة من الكارثة المحققة جراء الممارسات والاعتداءات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية الانقلابية ،وحتى لا يستشري الوباء وتزاد الطامة ويصبح من الصعب السيطرة على هذه الكارثة . جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر السفارة اليمنية في الرياض لتسليط الضوء على كارثة المجاعة والأزمة الإنسانية في محافظة الحديدة ,وقال :" إن عدد النازحين من مناطق الصراع الأخرى إلى المحافظة بلغ أكثر من ( 000ر300 ) نازح وهذا بدوره أسهم في زيادة مأساة الحديدة ,إذ أن المحافظة تشكل نسبة ( 11 % ) من إجمالي سكان اليمن تقريباً ويبلغ عدد سكانها بحسب الإسقاطات السكانية من مكتب الإحصاء لعام 2016 ( 102ر068ر3 ) نسمة بمعدل نمو سنوي لسكان ( 25ر3 % ) , ومساحتها تبلغ ( 145ر117 ) كيلو متراً مربعاً , وتحتل المرتبة الثانية بين محافظات الجمهورية من حيث عدد السكان . وأوضح أن المجاعة وحالات سوء التغذية ظهرت في البداية في مديرية التحيتا جنوب غرب المحافظة وتناولتها وسائل الإعلام بتغطية واسعة إلا أن كل مناطق ومديريات المحافظة تعيش نفس الظروف ، فكلما طال أمد الانقلاب كلما اتسعت المشكلة ما يستدعي تدخلات عاجلة من قبل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية وكل الخيرين في العالم، مشيرا إلى أن الأوضاع الإنسانية في مديرية التحيتا ومعظم مديريات المحافظة لا يمكن وصفها بمجرد عبارات فهي تعيش أوضاعا إنسانية يندى لها الجبين ويشيب لها الرأس وتدمع لها العيون وتدمي القلوب . وبين أن محافظة الحديدة من المحافظات الأشد فقراً على مستوى الجمهورية اليمنية حسب التقارير السنوية التي تصدر من الجهات ذات العلاقة، وقد توسع الفقر بنسبة ملحوظة عندما سيطرت المليشيات الحوثية الانقلابية على المحافظة وعبثت بمقدراتها . لافتا النظر إلى أن أغلب سكان المحافظة يعملون في مجال الزراعة وصيد الأسماك وأعمال البناء وبسبب انعدام المشتقات النفطية وفوضى وعنف وسوء ممارسات المليشيات الانقلابية وتعطيلها حركة الحياة فأن معظم سكان المحافظة يعيشون أوضاعا سيئة للغاية . وكشف الدكتور أبو الغيث عن أن الحديدة محافظة واسعة جغرافياً وتتوفر بها عدة موارد بحسب تنوع جغرافيتها في البحر والبر والسهل والجبل والجزر ، وتمتلك ميناء تجارياً محورياً وعدة موانئ ومرافئ موزعة على شريطها الساحلي ،علاوة على الحركة التجارية والصناعية والثروة الحيوانية والسمكية فيما تمتاز أراضيها بالخصوبة وإنتاج المحاصيل الزراعية وأفاد أن محافظة الحديدة استقبلت منذ بداية الانقلاب قرابة 100 ألف نزحوا من محافظات أخرى ونزح منها قرابة 20 ألف نسمة فراراً من الظروف الصعبة والتهديدات التي يتعرضون لها، مؤكدا أنه منذ عدة عقود ومحافظة الحديدة تتعرض للنهب والهدر في مواردها البشرية والمالية، وكل مقدراتها الزراعية والأحياء البحرية وثرواتها الحيوانية وعوائدها المالية من الجمارك والضرائب والواجبات الزكوية وبقية الموارد، وهدر لكل إمكانياتها ومقوماتها، وتعطيل لمسار التنمية فيها حتى تفشى فيها الفقر والجهل والأمراض الشائعة بل والأمراض المزمنة بشكل مخيف ومرعب . وقال:: منذ اجتياح الميلشيات الحوثية الإرهابية الإجرامية للحديدة تعرضت المحافظة لمختلف أنواع الضغط التسلطي الفئوي المذهبي والقمع الأمني والأذى النفسي والحسي والاجتماعي ومصادرة كل حقوقها كأرض وسكان، بصورة وحشية فاشية شاملة لا تنتهي بالقتل ولا تتوقف عند المطاردة والاختطاف والسجن والتغييب القصري والاقتحامات ونهب الممتلكات العامة والخاصة والتهجير القصري وأشكال الإجرام والعنف والإرهاب والظلم والطغيان". وأضاف : حاولت الميلشيات الانقلابية الحصول على أكبر قدر من الأموال بإحكام القبضة الحديدية على السهل الثاني ومحافظة الحديدة لما تتمتع به من موارد مالية حيث تشير معلومات مؤكدة إلى أن الميلشيات تستوفي مبلغ 15 مليار ريال شهرياً من السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة ومن الجمارك على البضائع والسلع، فضلاً عن بقية الجبايات في عموم المديريات وقرى المحافظة، الأمر الذي شكل خنقاً للحياة وإيقافها بشكل كامل في المحافظة التي لم تستطع أن تتماسك صحياً وخدماتياً أمام مغول الحاضر فأنهار الوضع بشكل كلي لتظهر تلك المجاعة بسوء وشؤم بحق بالمحافظة وباليمن .