في الوقت الذي يؤكد فيه حكام هذا البلد الكريم على ضرورة اهتمام المسئول بشكاوى المواطنين والسعي الحثيث لحل مشكلاتهم وتيسير إجراءاتهم وخصوصاً فيما يتعلق بمراجعات المؤسسات الصحية عياداتٍ وإداراتٍ وأطباء. ورغم المشكلات والصعوبات التي تواجه المراجعين أثناء مراجعتهم لمستشفى الطوال العام إلا أنهم لا يستطيعون ان يصلوا إلى المسئول الذي وضعته الدولة لخدمتهم والتيسير عليهم إلا بشق الأنفس ,وتبوء كل محاولاتهم تلك بالفشل حتى وإن كان مدير المستشفى جالساً في مكتبه حيث سيرد أي موظف على المراجعين بعبارة "شوفوا المكتوب في اللوحات السوداء" وعندما يقرأ المراجعون ما كتب في إحدى تلك اللوحات السود الأربع الموزعة على جنبات المستشفى يتفاجئون بأن سعادة مدير عام المستشفى قد خصص لهم ساعة ونصف فقط كل يوم ثلاثاء لاستقبال جميع المراجعين اللذين ترددوا على مكتبه طيلة أيام الأسبوع بكل مشاكلهم الحرجة واشكالاتهم المريرة والصعوبات البالغة التي واجهوها أثناء مراجعتهم للمستشفى لعلاج أنفسهم أو ذويهم , ويزيد الأمر غرابة عندما يعلمون بضرورة أن يكون هذا بعد التنسيق وتسجيل موعد مسبق لدى مدير مكتب مدير المستشفى. ولا يسع المراجع المغلوب على أمره إلا أن يعود أدراجه كسيراً عندما يعلم أن موعد مقابلته مع مدير المستشفى قد تأجل للأسبوع القادم وذلك لأن لديه الآن موعداً مع ثلاثة مراجعين والوقت لا يكفي وسيكون موعدك الأسبوع القادم. هذه المعاناة والأسى الذي يعاني منه مراجعي مستشفى الطوال العام والذي جعلوه نظاماً يسيرون عليه وعلقوا له لوائح سود كسواد سوء المعاملة التي يتلقاها المراجعون المغلوب على أمرهم. ملحوظة هامة: معنى تعميم معالي وزير الصحة للفروع والمديريات الصحية هو أن معاليه نظراً لارتباطاته العملية والمتمثلة في اجتماعاته واللجان الصحية التي يترأسها والزيارات التي يقوم بها لسائر الفروع الصحية وعمليات الفصل التي يقوم بها وسفرياته الخارجية المستمرة لذلك فقد وقت ساعة ونصف من كل يوم ثلاثاء من (10.30 صباحاً حتى 12 ظهراً) لمقابلة المراجعين , ومع الفارق بين معالي وزير الصحة ومعالي مدير مستشفى الطوال العام فلم يوجه معالي وزير الصحة أي أمر لمدراء المستشفيات بأن يمنعوا المراجعين من استقبالهم أو يحصرو استقبالهم في وقت ساعتين فقط من كل أسبوع . صورة لإحدى اللوحات : إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل