في مقر الإثنينية بنادي جازان الأدبي تناول المحاضر بجامعة الملك خالد بأبها والفائز بجائزة الشارقة للنقد الأدبي للعام 2014 أحمد موسى المسعودي خطاب تويتر أنموذجا للندوة التي تصدر لها بعنوان : فخاخ المتكلم ويقظة الجمهور , أشار المسعودي في الندوة عن تحول نوعي أحدثته وسائل التواصل المتنوعة وتحديدا تويتر حين جعلت للمتلقي التأثير وإحداث رأي عام وخرجت به عن سيطرة الملقي أو المخاطب حتى وقت قريب , اليوم في تويتر كأنموذج كلما لمح الجماهير ثغرة معينة حلت ثقافة اعتراض الجمهور وفرضت رأيا عاما مناقضا ومفندا وملزما بتغيير أو اعتذار . وتحدث المسعودي عن ضرورة العمل وفق الواقع الجديد على تخليص الخطاب المنتج بين المنتج والمستقبل واحترام رأي الجمهور حتى لا ينتج فقط جمهور إقصائي فالناس اليوم لم يعودوا بحاجة لمن يبصرهم بل صاروا ينتجون هم . ولفت المسعودي من خلال الوسوم أو الهاشتاقات وهي محل الورقة أو الدراسة الدقيق لخيار الجمهور حين يتناول أي تصريح غير منطقي أو لا يحترم عقليتهم بآلاف الردود يتناولون جزءا في الأغلب من التصريح أو عبارة أو حتى كلمة ويبنون عليها رأيا موحدا تقريبا ويتجاهلون مجمل التصريح بل كل تفاصيله . ويرى المسعودي أن مستوى البذاءة في الوسوم أقل منه في مجتمعات أخرى وأقل منه في نفس المجتمع مثلا في اليوتيوب . وعرض المسعودي آليات استخدام الجمهور البلاغية من وجهة نظره في الاستعانة بالمثل العربي و الاستعداء التوقيفي و والصور الموجهة وأسلوب السخرية المتعمد على المعجم الفقهي والتراثي . وانتقد المسعودي الجامعات في عدم جديتها في دراسة وسائل التواصل كتويتر مثلا ورأي أن المجال الاقتصادي ثم الإعلامي فقط يأخذان بأحدث النظريات عكس الدراسات الجامعية أو في الجامعات التي لا زالت متأخرة وغير مواكبة للتجدد والتحديث الدائم والمتواصل . وأشار المسعودي لخطر استمالة المتطرفين لشبابنا مثلا في تويتر وواجبنا للتصدي لهذا الخطر بالاقتراب من الجمهور فيه والدخول فيه ودراسته الدقيقة . وعرج على أن من أساليب تأثير المتطرفين أنهم يصورون للآخرين أن الخطاب الذي يقولونه هو الطبيعي وأن ما سواه أمر يجانبه الصواب ويحاولون التضليل بأساليب كثيرة . ولفت المسعودي أن الردود على تويتر من الجمهور تتم من خارج الخطاب كالطعن في الشخص للخطاب مباشرة وأيضا من داخل الخطاب . ولمز المسعودي لمحاولات بلاغية جادة في أكثر من وسيلة ثقافية للتحول من عنصر المخاطِب إلى بلاغة المخاطَب وهذا التحول يتحول إلى الفكر أو المسار العالمي . وبين المسعودي أن استجابات الجمهور أصبحت آنية وحرة وفرت السرعة وتجهيل المصدر بالنسبة للملقي أصعب من محاسبته والحسابات الوهمية أضافت صعوبة التتبع ، مشيراً إلى أن وسائل التواصل وتحديدا تويتر ساعد الدارسين في الحصر والقياس حيث كانت قديما في المدارس وصارت الآن مكتوبة وفي متناول اليد . وختم بالإشارة لاعتماد الجماهير أساليب شعبوية لديها بلاغتها الخاصة تختلف عن بلاغة الفصحى وتفوقها فرادة وتأثيرا . وفي سؤال عن موقف المسعودي من المطالب بوقف أو قفل تويتر قال المسعودي أن الناس ستتحول لوسائل أخرى والحجب لم يعد وسيلة مجدية والحل في اقتحام هذه المنصات وتوظيفها للصالح العام والخاص . وبختام الندوة قدمت إدارة النادي الأدبي بجازان درعين تكريميين لأحمد المسعودي ولمدير الندوة نايف كريري .