كانت الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز، الأستاذة المحاضرة بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، والمستشارة في هيئة حقوق الإنسان السعودية، والتي أشارت في تصريح سابق في ندوة نظمتها «جامعة الملك سعود» تحت عنوان «مشاركة المرأة في مجلس الشورى بعد قرارات خادم الحرمين» والتي عقدت عام 1433ه، والتي تستعيد «هي» جانبا منها يتعلق بمشاركة المرأة في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله في مجلس الشورى والمجالس البلدية وحماية حقوقها من خلال مشروع الملك عبد الله لتطوير القضاء وتحقيق الأمان الأسري وافتتاح تخصص الحقوق للمرأة. وأشارت الأميرة حصة إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله كانت له نظرة أبعد وأعمق مما كان يتصوره الجميع، في الوقت الذي كان فيه جدل المجتمع محصورا في موضوع قيادة المرأة للسيارة يثير جدلا اجتماعيا، حيث قرر دخولها إلى مجلس الشورى والمجالس البلدية ليؤكد رحمه الله امتداد استراتيجيات المملكة العربية السعودية الحكيمة للتطور من العمق ومواكبة العصر مع التمسك بالدين الإسلامي ونسيج المجتمع الأسري السعودي وتأمين حماية المرأة. وقبل أن يصدر قرار دخول المرأة السعودية إلى مجلس الشورى والمجالس البلدية كان مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله لتطوير القضاء مشروعا إنسانيا جبارا يضمن إيجاد أساسيات لتطوير القضاء، وتندرج تحته عدة فروع، منها المحاكم المتخصصة، والتي من ضمنها محاكم للأحوال الشخصية ستساهم، بإذن الله، في منح المرأة حقوقها، وتسهل وصولها إلى القضاء بكل يسر وسهولة. وأكدت أن لأسرة وأفرادها بشكل عام ستستفيد من ذلك، مما ينعكس إيجابا على المرأة والطفل والرجل، لأنه لن يتمكن أحدهم من الحصول على حقوقه دون الآخر ودون أن تكون هناك نظرة شمولية للجميع، وقد اختصر مشروع الملك الراحل رحمه الله أعواما عديدة متجاوزا العديد من الأشياء في النقاش، والتي لم يكن لها الأولوية في نظرته الاستراتيجية، وبالتالي فإنه يؤمل منّا كنساء وعضوات لهيئة التدريس في الجامعات، و«جامعة الملك سعود» على وجه الخصوص، وكلية الحقوق والعلوم السياسية على وجه أخص بعد أن تم افتتاح تخصص الحقوق للمرأة في عهد الملك عبد الله رحمه الله في السنوات الماضية أن نقوم بتوعية المرأة في مجال حقوقها بالتعاون مع الجهات الحقوقية في البلاد، وبما يتوافق مع الضوابط الشرعية، وخصوصا أننا نشهد تغيرا إيجابيا ينبع من الأصول لبناء شأن المرأة بما يتفق مع ديننا السمح وعاداتنا الأصيلة، وبطبيعة الحال مازالت مشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية حديثة، ونعتقد أن لها مستقبلا واعدا، بإذن الله. وقالت الأميرة حصة حين التقيناها للتعزية: كان الشعور موحدا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه يسير على نهج والده يرحمه الله وأبنائه الملوك من بعده، رحمهم الله، بتربيتهم الصالحة واحترامهم للمرأة، وأتمنى أن هذا النهج لأولاد الملك عبد العزيز يرحمه الله يستمر في المستقبل لدى الأحفاد، وهو الأمر المتوقع. وذكرت الأميرة حصة أن من أكثر اهتمامات والدها هو التصاقه بالتاريخ، وخصوصا دارة الملك عبد العزيز التي أنشأها من قلب نابض، وكانت أمنيته منذ البدء أن ينشئ مركزا لأبحاث المرأة باسم والدة الملك عبد العزيز سارة السديري رحمها الله والذي بدأ العمل بها، مشيرة إلى أن والدها يشجع كثيرا على كتابة التاريخ المتعلق بالمرأة داخل المملكة، ومن هذه الكتب كتاب الدكتورة دلال الحربي «المرأة في نجد» الذي أصدرته دارة الملك عبد العزيز. ولفتت إلى أنها لا ننسى سعي الجمعيات النسائية الاجتماعية لإجراء الدراسات ودعم الكتب المتعلقة بشؤون الأسرة مثل جمعية النهضة التي كانت وراءها صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز، وكذلك الدفع بقسم الدراسات الأسرية والاجتماعية في الجمعية، والتي تقوم بحملات التوعية في القضايا المختلفة مثلما كانت وراء إصدار كتاب مهم جدا يوزع بسعر رمزي، ويعد من أهم المراجع في قضايا المرأة إلى الآن، وهو كتاب "المركز القانوني للمرأة في المملكة العربية السعودية" من تأليف الدكتور أيوب الجربوع، والدكتور خالد عبد المحسن المحيسن. وأوضحت أن الأميرة موضي التي تعد ابنة كبرى للوالد الذي يحتضن دائما مشاريع بنات أسرته، وكل مشاريع بنات الوطن في عملهن البناء والمفيد والمشجع، وناصح وموجه لإختياراتهن المتجددة والإيجابية، وكما يعلم الجميع فإن الوالد، حفظه الله، كان حريصا طوال سنين عمله أميرا لمنطقة الرياض بشخصيته المثقفة وخبرته الإدارية على الاهتمام بأوضاع المرأة، بما يضمن التواصل الدائم معها، ومن ذلك تواصله الدائم مع الأميرة سارة بنت محمد التي قضت أربعين عاما وكيلة لوزارة الشؤون الاجتماعية، والتي تشعّب عملها لتصبح أما حاضنة في أرجاء المملكة. وختمت بقولها : "في النهاية، وباختصار، كان الملك عبد الله، علامة في تاريخ الملك السعودي، وكلمة الوالد الملك سلمان تؤكد أنه سائر على نفس النهج المتمسك بديننا الحنيف، والمحافظ على مصلحة وطننا ومواطنينا، والمعزز لاستقرار هذا البلد، والحمد والشكر لله الذي حباه بمكانة خاصة في العالم الإسلامي كمهبط الوحي.