صدفة مباشرة ؛ لكنها ليست صدفة ، بل فرصة ثمينة أتيحت ل ( جازان نيوز) مع هامة وقامة رفيعة من أعلام الوطن ،و من أسرة عريقة من الطائف ، أول ما سمعت عنه وقرأت حين كان مدير عام شرطة منطقة عسير ، عرف بنزاهته ، تواضعه ، حزمه ، وقبلها تمسكه بقيم الدين الحنيف ، يمتاز بالشفافية والوضوح ، شاعر وأديب ومثقف ، جمع حزم الشخصية العسكرية في الانضباط والحسم ، ورقة الأديب ولطفة ، وثقافة القارئ المتنوع ، وقراءة الشاعر للمستقبل وخيال بقلب صافٍ ولسان عفيف ، دخل معترك السياسة والادارة بعضويتة لثلاث دورات بمجلس للشورى ، وشغل فيه رئاسة اللجنة الأمنية . يسرنا أن نستضيف اللواء المتقاعد وعضو مجلس الشورى السابق عبدالقادر بن عبدالحي كمال ، من مواليد الطائف عام 1355 هجرية . درس في المدرسة السعودية الإبتدائية بالطائف ، وتحصل على الكفاءة المتو سطة من المدرسة الفيصلية بالطائف ،و شهادة إتمام الثانوية ( التوجيهية ) من المدرسة العزيزية بمكةالمكرمة . ابتعث للقاهرة للدراسة في كلية الشرطة بالقاهرة ، وتخرج منها في 1 / 11 / 1378 هجرية ، وعمل في الجوازات حتى أصبح مديرآ عاما للجوازات ، ثم انتقل مديرآ لشرطة عسير عام 1403 هجرية ، ثم أصبح مديرآ عامآ للمرور في عام 1408 ، ثم أصبح مديرآ لشرطة منطقة مكةالمكرمة ، وأحيل إلى التقاعد في 1/ 7 / 1415 هجرية ، وفي 1 / 3 / 1418 هجرية. أختير عضوآ في مجلس الشورى ، وفي غرة ربيع الأول 1422 هجرية أعيد اختياره عضوآ في مجلس الشورى ، وفي غرة ربيع الأول 1426 هجرية أعيد اختياره للمرة الثالثة والأخيرة عضوآ في مجلس الشورى ، وفي غرة ربيع الأول عام 1430 انتهت العضوية بعد النصاب الأخير . ولتشعب ثقافاته واهتماماته فمن غير المنصف أن لقاء واحدا لا يمكن أن تيم فيه تغطية الجانب الأدبي أو الشعر بصفة خاصة لثرائه ، أوالجانب العملي لأهميته ، أو الجانب السياسي والاداري بمجلس الشورى ، وبفرصة أخرى نعدكم بتناول جوانب أخرى من مخزونه يحفظه الله . فاقتصر لقاء ( جازان نيوز ) بمعاليه على محور يتفرد فيه مجتمعنا بخاصية ليست كما لغيرنا من الشعوب وهي غياب شبه تام ب "ثقافة التنزه" ، أسبابها ودورها في "ترمل" كثير من حدائقنا العامة بمختلف مناطق المملكة ، ولكون ضيفنا عاش بمناطق متعددة , ولكون الطائف هي الأكثر حظا به و بأجوائها الصحية ، وجمال طبيعتها ، كان الاختيار لابن " الطائف " وخاصة فهي المصيف الأول ، والمتنفس بمواسم الأعياد والإجازات ,, ولحدائقها العامة ومتنزهاتها الطبيعية ، ومن هنا البلديات تتهم المواطن بسوء استخدامها ، والمواطن يشير لاهمال البلديات ، واصبحنا في حيرة من أمرنا ، فمن يعلق الجرس .. فكان هذا الحوار : -ثقافة التنزه يفتقدها الكثيرون بصفة عامة ، رأيك بهذه المقولة .؟ عن ثقافة التنزّه ‘ حدِّثْ عن ذلك ولا حرج ، ثقافة ارتياد أماكن النّزهة والحفاظ عليها تكاد تكون معدومة إلا من رحم ربي ، فلم نربِّ أطفالنا على الحفاظ على المنجز الوطني ، وثقافة ارتياده والحرص عليه باعتباره من مكاسب التنمية لمدينتنا وقريتنا ووطننا ، التدمير هي الصفة الغالبة ، لم نعوّد نا شئتنا على الحفاظ على المتنزهات وثقافة ارتيادها ، وتركها بعد التمتع بها على نفس حالتها عند دخولنا لها ، نلحظ ذلك حتى في المنتزهات البرية واستراحات الطرق ، بل حتى في المساجد . -مدى توفر مرافق مهيأة ؛ كالمطاعم ، البوفيهات , دورات المياه ، منافذ لاستخدامات اللمتنزهين كشحن أجهزة الجوال وتشغيل التليفزيون والكاسيت ومختلف الاحتياجات الشخصية .؟ توجد مرافق في أماكن النزهة ، قد ترقى إلى بعض التطلّعات من وجود بوفيهات ، ومطاعم وملاعب للأطفال ، أما بقية الخدمات مثل شحن الجوال ، تشغيل التلفاز ، فهذه لا توجد ، قد يكون هناك بعض الأماكن بها دورات مياه ، ولكن سوء الاستخدام منا دمرها . -هل توجد أماكن مخصصة للشباب ، مفصولة عن النساء والعوائل . عن أماكن للشباب مفصولة عن أماكن العوائل ، نعم هذه متوفرة ، وإن كنت ضد هذا المنحى ، لماذا نفصل شبابنا عن تعود العيش في مجتمع العوائل لننمِّي فيه احترام خصوصيات مجتمعنا ، واحترام حرية العوائل في بيئة تنزه لا تعكر نزهته بل تحترمها ، وننمِّي ، ( قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ) وعن فصلنا الشباب وعوّدناهم على ثقافة عدم احترام العوائل وكأن بهم مرض نخشى عدواه . -هل ترى ان حرارة الطقس ببعض المناطق وعدم وجود استراحات مظللة وتتوفر على خدمات التكييف أثناء النهار .؟ كتبت قبيل أكثر من عشر أعوام عن المتنزهات الخاصة بالطائف ، وقلت أن المظلات الموجودة مساحتها صغيرة لا تقي من كاشح المطر ، ولا من ميل الشمس للغروب ، وعدم الإهتمام بتشجير المنجرات بأشجار متسلقة مثل شجر اللبلاب لتغطية المنحدرات بمنظر أخضر ، ألم يمتدحوا الماء والخُضرة والوجه الحسن ، فما بالنا لا نعير الخضرة بعضاً من اهتمام أصحاب المنتزهات ، وهذا أيضاً يشمل البلديات . أحسب أن النزهة في الأماكن المفتوحة صعبٌ تكييفها ، دعونا نستمتع بالهواء الطلق ، ونتقي حرارة الجو بمظلات واسعة تمنع عنا كاشح المطر وميلان الشمس ، وهذا يكفي . -مدى اهمام البلديات بالنظافة بالمتنزهات والحدائق العامة . اهتمام البلديات بالنظافة ، لا نغمط البلديات اهتمامها بالنظافة ، وتسريحها عمال النظافة في المنتزهات ، بل كانت توزع على التنزهين أكياس الزبالة ، فيقوم التنزهون برمي مخلفاتهم على أرض المكان مع الأسف ، لوسألنا البلديات عن شكواها من المتنزهين وعدم عنليتهم بالنظافة التي هي من الإيمان لجأروا بالشكوى وبكوا واستبكوا ، تعاملنا مع النظافة تعامل سيئ كأن بيننا وبينها خصومة أو أمدا بعيدا ز. -ماذا عما يقال أن سوء استخدام المتنزهين ورمي المخلفات واتلاف المرافق الخدمية كدورات المياه وألعاب الأطفال ، وقصور شركات التنظيف والصيانة ؟ قل ولا تخف ، ثقافة غائبة ، وتربية مفقودة كأن بيننا وبين منجزنا الحضاري والتنموي خصومة ظاهرة ، كأنا تربينا على تدمير المنجز ، وتشويه البيئة ، وقتل كل جماليات المكان . كأننا ضد كل ما هو حضاري ، لم نعود أطفالنا على احترام البيئة ، واحترام الذي يأتي بعدنا ، واحترام إيماننا لأن النظافة من الإيمان . ولو كنا نحفظ ونحافظ لما احتجنا إلى شركات النظافة ، لأن النظافة تنبع من إيماننا وسلوكنا وتربيتنا ، وكل ذلك معدومٌ في كثيرٍ منا مع الأسف . - يقال أن البلديات من مصلحتها القصور في الصيانة والنظافة وتلف المرافق كي ترصد ميزانية سنوية للترميم ومنها يتكسب بعض ضعاف النفوس لا ينبغي أن نصم البلديات بأن من مصلحتها القصور في الصيانة ليستفيد بعض العاملين من ضعاف النفوس من رصد الميزانيات ، هذا اتهام للنيات ، إن المشكلة تكمن في سوء تربية الكثير منا ، في تعود الكثير على ثقافة التدمير ، في قلة وعينا بالنظافة وموجباتها نُعيبُ زماننا والعيبُ فينا . لو تعوّدنا على النظافة ، وتعوددنا على الحفاظ على المنجز الوطني ، والاهتمام بما كسبناه من التنمية لما احتجنا إلى شركات نظافة ، لأن النظافة والحرص عليها ينبع من ذات الإنسان السّويّ . - البعض يقول أن المتنزهات الخاصة ومدن الألعاب تستقطب معظم المتنزهين وبالتالي لا تعير البلديات أدنى اهتمام بالحدائق العامة؟ هذا أيضاً اتهامٌ للبلديات لا يستند إلى دليل ، قد لا يكون للبلديات ميزانية تسمح بإنشاء منتزهات متعددة رغم وجود الكثير منها في معظم المدن ، ولهذا جاء القطاع الخاص ليكمل الصورة ، ويسهم في إيجاد منتزهات تقدم خدمات راقية . -رسائل توجهها لرؤساء البلديات وأمناء الأمانات و لوزارة الشؤون البلدية والقروية: رسائلي للموظفين بصفة عامة ، وخصوصاً الذين يعملون في إدارات خدمية ، أن ثقافة الخدمة توجب على كل موظف أن يُحسن اتباعاً للتوجيه الإلهي الكريم ( واحسن كما أحسن الله إليك ) والاستشعار أن موقعك الذي تعمل به ما هو إلا لخدمة المراجع الذي يراجعك ، وأن الفوقيّة التي يمارسها بعض الموظفين هي من سوء الخلق وقلة التربية ونقص الثقافة الخدمية ، إن الراتب الذي تتقاضاه أيها الموظف الكريم هو لتقديم أحسن ما لديك لكل مراجع ، ليس فضلاً منك ولا تفضلا ، ولا منة لك في ذلك ، الدولة وظَفتك براتبٍ لتخدم كل مراجع أياً كان هذا المراجع . وعلى كل إدارة أو هيئة أو شركة أو بنك أن تنمي ثقافة الخدمة المثلى لكل موظف ، وأن تجعلهم يحرصون على خدمة الإنسان الذي كرمه الله ، فالموظف أيا كان وزيراً أو خفيرا ما هو إلا خادمٌ للمراجع الضعيف الغلبان ، ولو شاءت الدولة أن تكرم الموظف لأجرت عليه راتبه وهو قعيدة بيته . فلا تشمخ أيها الموظف ولا تستكبر ، فغداً سوف تتقاعد ثم تكون مراجِعاً وتتجرّع ما قدمتَ ، وكلٌّ قادمٌ على ما قدّم ، فاتّقوا الله فخدمة المواطن والمراجع شرف وخدمة الوطن شرفٌ لا يضاهيه شرف . هداكم الله .