دخلت السجن و عملت في مطعم و انتشلها جزائريون في أزمتها .. قالت أنّ حالها تأزّم بعد فوز الجزائر على مصر بأم درمان ... مصرية تخلىّ عنها زوجها المصري بالجزائر تروي تفاصيل أزمتها و تنكّر سفارتها لها. جازان نيوز - محفوظ شخمان - الجزائر :: " أريد أن أعُود إلى مصر لرؤية والدتي التي أخشى أن لا أراها مثل والدي الذي رحل دون وداع أخير و لا أتمكن من تقبيل جبينها ويدها هي أيضا ، وعهد قطعته على نفسي أن أرجع ولو مشيا إلى الجزائر لأعيش وسط أناسها الذين حَمُوني و أنقذوني و رعوْني من وحشة الغُربة و الوحْدة في الوقت الذي تركني زوجي المصريّ و غادر دون رجعة و لا سؤال عنيّ أو عن مصيري وحتى أهل سفارة بلدي تنكّروا و تنصّلوا لأصلي و لم يُساعِدوني في السفر للقاء والدتي المُسنّة ... " . بكلمات أسف وحسرة اختلطت بأمل العودة و لقاء الأحباب و العائلة روَت " زينب " المصْريّة في لحظات قلائل لخّصت فيها مِحْنتها في لقاء مع " صحيفة جازان نيوز " كيف رَمَى بها زوجها و أدار لها ظهره في الوقت الذي كان عليه لزاما حمايتها وهي في ديار الغُربة ، " زينب " قالت بأنها رافقت زوجها إلى ليبيا في العام 2004 للعمل في البناء لأنه كان يعشق حرفة النقش على الجبس، أقاما بها مدة قاربت ال 60 يوما قالت بأنها اضطرّت حينها لبيع مصُوغاتها التي كانت تزيّن جيدها و أصابع يديها للمساهمة في المصروف و تأجير السكن و توفير القليل من المال لأجل السفر إلى الجزائر بعد أن أقنعها بجني مال كثير من عمله المُميّز ، لكن رغم ما قدّمته من تضحيات لزوجها لم يشفع - تسترسل زينب - في أن يحافظ عليها و يرعاها من ظروف الغربة بل سارع إلى الرّحيل عنها و تركها لوحدها في مدينة " الحرّوش " بسكيكدة واعداً إيّاها بالعودة قريبا ، و لم يترك لها لا وثيقة و لا أي شيء يثبت هويّتها فالمعروف لدى الإدارة المصرية أنّ الزوجة تُسجّل مع الزّوج في جواز سفر واحد ، و يحدث أن يفاجئها صاحب الدار بإخلاء السكن أو دفع مُستحقات الإيجار ، فاختارت الرّحيل و قصدت الجزائر العاصمة أين استقرّت لدى إحدى العائلات تعمل في جَلي الأطباق مُدة سنة ، ثم رحلت إلى مدينة بوفاريك بعد أن خافت العائلة من كشف أمرها لأنها كانت دون وثائق هوية، ولم يكن ليُسعدها الحظ هذه المرة أيضًا و أُلقِيَ عليها القبض و أودعَت السّجن لفترة 12 شهرا بتهمة الهجرة السّرية ، وفور خروجها من السجن احتضنتها دار الأمل للنساء المُسعفات ( تُعدّ بمثابة دار للعجزة ) بالبليدة ، و قام أحد المحسنين الجزائريين بشراء لها تذكرة سفر في الوقت الذي أجرت اتصالات بسفارة بلدها في الجزائر و استطاعت عن طريق مُحسن مصري يُقيم بالجزائر استعادة هويتها و وثائق أخرى حينما تكفّل بالسفر إلى الإسكندرية و التعرّف على أهلها هناك ، وهو ما جعلها تقوم بإيداعها لدى سفارتها بالجزائر لأجل ترتيب سفريّة الذهاب إلى بلدها، لكنّ الأزمة التي تولّدت عن مباراة الفريق الجزائري ضد نظيره المصري في السودان عادت بالسلب على " زينب " و توقّفت إجراءات الاعتراف بها و تنكّر لها مُوظّفون بالسفارة و طردوها على حدّ قولها رغم ملفها الكامل، و بقيت مُعلّقة بين ِرعَاية أصحاب " دار الأمل " في البليدة و رواح وغدوّ على مقرّ السفارة ، في أمل مُعلّق أيضا أن تهدأ الأمور و تصير إلى صالحِها حتى تستطيع زيارة والدتها التي أحرقتها دموع الشوق إليها و أزّمت حالتها ، زينب صاحبة ال 44 ربيعا ختمت بأمنية الأمل في استعادة هويّتها و الاعتراف بها و تحرير لها جواز سفر من قبل بني جلدتها دون أن تنسى هدفا سطّرته و اختارته عن قناعة بأن تعيش بقيّة أيامها وسط أحضان من رعَوْها و أحَبّوها و لم يتخلّوا عن تقليد الضيافة الذي ما يزال راسخا في مجتمع جزائري متخلّق يُدرك أصول الضيافة و يَشعُر بالغريب و وَحْشة الِوحْدة .