تقع في تيبازة و تقرت و ورقلة و البليدة ... بحيرة " تماسين " و ثانوية الفتح وبئر حاسي بركاوي ومقبرة الرومية ... "صحيفة جازان نيوز " ترصد معتقدات منتشرة بين الناس في الجنوب و الشمال عن أرواح وأشباح تسكنها . جازان نيوز - الجزائر : محفوظ شخمان : الشائع أن غرق الباخرة العملاقة " التيتانيك " مطلع القرن الماضي كان بسبب اصطدامها بجبل جليدي وسط الأطلسي، لكن أناس كثيرون يؤمنون بخوارق الجان والسحر والسحرة ، يجزمون بان لعنة أشهر ساحرة زمن الفارعنة والتي تم نقلها على متن الباخرة المذكورة من لندن إلى نيويورك كانت السبب في غرقها وموت أكثر من 1500 مسافر على متنها ، وهو الأمر المشابه في ظواهر بدت لحد الساعة في نظر العديد من الناس بالجزائر و الوطن العربي حقيقة بالرغم من صبغتها الخرافية ، فبحيرة " تماسين " المقدسة في تقرت و بئر حاسي بركاوي البترولي في ورقلة العجيب و ثانوية الفتح و أشباحها في البليدة ومقبرة الرومية وقصة البقرة و الأمير في تيبازة هي معالم اعتقد أناس كثيرون بان أرواحا تسكنها وان صلوات تؤدى لاجل الدعاء و إن لم تتحقق فان لعنة و أذى كبيرين سيلحق بسكان الجوار ، فهل نجزم بأن الخرافة ما تزال تسيطر على عقول الناس ونحن في القرن الواحد و العشرين ، أم هي حقائق واقعة تتجسد في ثوب أطياف ؟ غير بعيد عن نقطة انطلاق سفرية المكتشف إلى إفريقيا وصانع سيارة " سيتروان" الفرنسية الاصل في تقرت بحوالي 10 كلم إلى الجنوب الشرقي منها ، تنتشر بحيرة مقدسة جميلة وسط صحراء تعرف ب "تماسين " على طول 300 مترا و 60 مترا عرضا وعمق يصل إلى 20 مترا ،السكان بالمنطقة يعتقدون في جزم منهم بان مياه تلك البحيرة تختار كل عام و دون إذن شابا من شباب المنطقة كقربان ، لأن الجن الذي يسكنها سيغضب و يكتفي مقابل ذلك بضحية واحدة ، الاعتقاد الخرافي زاد عند زيارة الناس للبحيرة و التبرك بمائها ومسح الجسم به خاصة من قبل النساء والصبايا من اجل الدعاء للزواج والإنجاب وخلال مباشرة مراسم الزفاف ، بل إن البعض بالغ في الاعتقاد عند حمل أنواع من الأطعمة و الإلقاء بها وسط مياهها الضحلة ، وما زاد في رسوخ الخرافة في أذهان الناس أن المشعوذين في وصفاتهم أصبحوا يطلبون من مرتاديهم زيارة البحيرة للدعاء والتبخر عندها و الغسيل بمائها المقدس ، وعند مخرج مدينة ورقلة بحوالي 30 كلم ُنحو الجنوب يرتفع سياج حول بئر عملاقة الفوهة عميق انهار منذ ثمانينات القرن الماضي يمنع الاقتراب منه ، اذ يذكر شهود عملوا بالمنطقة ان الارض انشقت وحادث الى سقوط منصة بما حوت من آليات وعتاد عند حفر بئر بها يطلق عليه حاسي بركاوي ، و يعتقد سكان المنطقة بان سبب الحادث وظهور تلك البئر العملاقة مردّه إلى حركة الثور الذي يحمل الأرض على احد قرنيه وتبديله اياها إلى القرن الثاني حينما يتعب ، وهو السبب المعتقد الذي خلف تلك الحفرة العميقة التي بدت مياه أعماقها الباطنة ، و بعاصمة المتيجة و مدينة الورد البليدة يثار حديث غريب عن سكن أرواح احدى المؤسسات التعليمية للطور الثانوي ، ثانوية الفتح العتيقة ، حيث يروي شهود عيان تعرضوا لمواقف كادت أن تشل حركات أجسامهم جراء الخوف الشديد ، بأنهم كثيرا ما سمعوا أشخاصا يصرخون جراء ألم أصابهم وأصوات غريبة ليلا و وقع أقدام و أثار الدماء توحي بان المكان وكانه مشفى او مركز لتطبيب الجرحى و المرضى ، حيث واقع الحال يقول بان الثانوية كانت إلى زمن الاستعمار عبارة عن مستشفى ، و في تيبازة الاثرية أين يعلو الضريح الموريتاني او ما يشتهر بين الناس ذكره بمقبرة الرومية اين ترقد " كليوبترا سيليني " ابنة كليوبترا المصرية وزوجة يوبا الثاني ليطل من على ربوة على المدينة الهادئة والبحر الازرق و سهل المتيجة المنتشر عبر حقوله و بساتينه ، يعتقد الناس في معتقد اسطوري أن راعيا إلى زمن بعيد كانت لديه بقرة تتخلف عن بقية القطيع كل مساء ، فتتبعها ذات مرة ليعرف ما السر الذي تخفيه ، ليقف وهو يرقبها و يتتبع اثار مسيرها عند باب سري في جانب الضريح يفتح كلما وصلت اليه تلك البقرة ، وفي اليوم الموالي تسلل إلى الداخل وهو يتستر خلفها ليعثر على مولود رضيع لوحده محاط بالكنوز الذهبية و الجواهر ، تتفقده البقرة جالبة إليه حليبا في ضرعها لإطعامه ، الراعي الهادئ المدهوش استغل رضاعة الصغير و حمل ما استطاع من نفائس و خرج في أثرها وبقيت حكايته تتردد مثل حكايا السندباد و علي بابا الاسطوريين .