النظام السوريي يعمل على إسقاط حكومة غزة عقوبة لها وبأيدي إسرائيلية هذه المرة سببان جعلا المحامي ثامر إبراهيم الجهماني عضو المجلس الوطني السوري ينضم للمعارضة , فهو أصغر أبناء أسرة عملت طويلاً في العمل السياسي فوالده , مؤسس الحركة النقابية التي ساعدت في إنشاء نظيرتها في فلسطين . وارتبط مبكراً بصداقة وطيدة مع الراحلين ( جمال عبدالناصر , نهرو وجوزيب بروز تيتو ) مؤسسي منظومة دول عدم الإنحياز . وأما شقيقاه خليل و ( محمد خير ) فهما من مؤسسي حزب البعث , وعمل خليل ضابط أمن سياسي في سبعينيات القرن الماضي , وتم اعتقاله بعد انقلاب حافظ الأسد وكان قد استقال لذلك , وترأس لاحقاً قسم التخطيط في وزارة التخطيط التي عُيّن فيها ورفض تولي الحقيبة الوزارية في حكومة محمود الزعبي , واستقال من عمله مغادراً إلى المملكة العربية السعودية التي لا يزال مقيماً فيها معتزلاً للسياسة . فيما كان ( محمد خير ) وحدوياً ضمن جماعة 23 شباط الذين انقلب عليهم حافظ الأسد وزجّ بهم في السجون ليقضي مدة اعتقاله برفقة صديقيه نورالدين الأتاسي وصلاح جديد . وكذلك شقيقه المهندس علي فهو ناشط وسجين سابق . ورابع أشقائه , عقيد متقاعد من سلاح البحرية , هو يوسف , مالك دار حوران للطباعة والنشر , كاتب وباحث في الشؤون التركية , وميوله يسارية . تخرج ثامر ( ألسجين الشاعر ) والكاتب المنتمي للعروبة وفلسطين والمقاومة , من كلية الحقوق بجامعة الجزائر عام 1993 . وكان دائم التعرض للمضايقات منذ عام 2002 بعد قيامه بتأسيس عدة جمعيات منها ما يُعنى بحقوق الإنسان أهمها هيئة الدفاع عن مُعتقلي الرأي والضمير . ويرفض توجيه أي تهمة للجمعية فهي لا تحتاج تمويلاً لأن لا نفقات لها ولأن أي مكتب للمحاماة يمكن أن يكون مقراً لها . وكان مع زملائه فيها , يعملون متطوعين للدفاع عن المعتقلين . وفي عام 2006 , أسس مع زملاء آخرين له , الجمعية الوطنية السورية لحقوق الإنسان التي يرأسها الأستاذ عمار قربي حالياً . وفي نفس السنة , شارك في تأسيس منتدى حوران للحوار الديموقراطي ضمن ما أُطلق عليه حينئذٍ ربيع دمشق وثامر من الموقعين على إعلان وثيقة دمشق . ورغم استبشارهم خيراً بالربيع العربي منذ انطلاقته المباركة , إلا أنه يقول , أن جهودهم كانت مبعثرة . حتى باغتهم أطفال درعا ببطولتهم الرائعة , فما كان من بدّ لهم إلا وينخرطوا في صفوف انتفاضة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والعدل . وشكلوا مجموعات عمل , ويستذكر هنا أحد المشرفين عليها , وهو الشهيد المهندس معن العودات نجل المرحوم المحامي يوسف مرشح الرئاسة الأسبق مطلع سبعينيات القرن المنصرم والذي أمضى ثلاث عشرة سنة في السجون وشقيق المناضل هيثم الذي أضاف إسم مناع لاسمه متخذاً الثلاثة حروف الأولى من إسم زوجته المسيحية الراحلة ( منى ) . وهيثم كان من مؤسسي رابطة العمل الشيوعي , ومنذ أن كان طالباً يدرس الطب , وهو يتعرض للمضايقات التي اضطرته للمغادرة إلى باريس . ويعود ثامر ليضيف أن إسمه قد عُمّم على جميع المراكز الأمنية بتاريخ الثامن عشر من آذار من العام الماضي وهو يوم انطلاقة الثورة الشعبية , ويشير إلى الرابع من شباط الذي سبق هذا التاريخ , حينما تم استدعائه مع خمسة عشر آخرين من قبل فرع الأمن السياسي الذي كان يديره العميد عاطف نجيب بعد نشر دعوة للتظاهر في اليوم التالي على مواقع التواصل الإجتماعي , وتم تهديدهم بالإعتقال إن توجهوا إلى دمشق أو إن استجابوا للدعوة . لم يرقَ مستوى أداء المجلس الوطني السوري السابق مقارنة بالتضحيات التي تجري على الأرض , ولذلك والقول للمحامي ثامر كنا من منتقدي تشكيلته التي كان يهيمن عليها الإسلاميون . فحالة الإقصاء التي تمت بذريعة التوافق وآليتي تشكيله وانتخابه هي الأسباب الثلاثة التي جعلته ضمن الرافضين لتلك التشكيلة . وتوجه إلى إسطنبول في حزيران الماضي , لمناقشة وتحقيق التوحد , بناءاً على رغبة الجامعة العربية وتركيا . ويروي أننا التقينا هناك , وكان عددنا أربعة وأربعون شخصاً يمثلون مكونات الطيف السوري بالإضافة إلى مشاركة المجلس الوطني واشترطنا إلغاء الإقصاء واستبدال آلية التوافق بالإنتخاب وأن لا تكون آلية اختيار رئيس المجلس محصورة بالمكتب التنفيذي بل أن تتم من الأمانة العامة . واتفقنا على كل ذلك , وقررنا الدخول في المجلس الوطني الجديد , ثم قررنا كذلك وكمجلس وطني , أن نكون من مكونات الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية التي تضم قوى المجالس العسكرية وهي الأساس للعمل العسكري على الأرض إضافة لكتائب منضوية تحت الجيش الحر باستثناء بعض الكتائب في الشمال والتي هي ذات صبغة دينية محضة مثل جبهة النصرة وهي لا تؤثر في حجم الثورة ولا تسيّرها , لكن الغرب يتخذ من وجود الجماعات الإسلامية المتشددة ذريعة ليحجب بها الدعم السياسي والعسكري عن الثورة . فجاءت ولادة الإئتلاف الذي يحظى برضى سبعين بالمئة من الشعب السوري ليعطي الصورة الناصعة في رغبة الشعب السوري بتأسيس دولة مدنية ديموقراطية تعددية ( دولة المؤسسات والقانون ) . الشاعر والكاتب والمحامي ثامر , مواطن عربي سوري , كان بعيداً عن مشاركة أبناء شعبه يوم الجمعة وهم يهتفون لنصرة غزة وينددون بالعدوان الصهيوني الغاشم عليها , وهو ألمٌ يعتصره . فهو كبقية مواطني شعبه يرفضون أن يكون أمن الكيان الصهيوني من أمن وطنهم كما صرح رامي مخلوف . ويمتدح تصريحات السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي قال فيها إن النظام السوري دعمنا بالحق ونرفض أن ندعمه بالباطل , فنأى بحركته أن تكون شريكة للنظام في قتل الشعب وسفك دمه كبقية فصائل ذات عدد محدود جداً أضحت ميليشيا للنظام , ليظل النظام حامياً لحدود الكيان المصطنع منذ اتفاقية وقف النار . وبيَّن الجهماني أن النظام السوريي يعمل على إسقاط حكومة غزة عقوبة لها وبأيدي إسرائيلية هذه المرة , ولو كان فعلاً نظام ممانعة ومقاومة لأمر حزب الله بقصف تل أبيب ويستمر بآلته العسكرية في تدمير بنية الدولة الداخلية وبدعم إيراني عراقي لتثبيت أركان المشروع الفارسي في المنطقة . ويردف قائلاً إن الغرب لا يريد دولة قوية في المنطقة كي يحافظ على مُدَلّلَته إسرائيل , وهو هنا يطلب ضمانات جعلت النظام في سوريا يترك البلد لاحتمالين أولهما قمع الثورة مما يعني تدمير الدولة وثانيهما أن يترك الدولة مشتتة وممزقة تحت لواء الثورة تحتاج عقوداً لإعادة بنائها , والإحتمالان يُبقيان على حدودٍ آمنة لإسرائيل . يرى الجهماني أن الكيان الصهيوني والنظام السوري وجهان لعملة واحدة فالأول يدمر غزة والثاني يدمر وطنه سوريا تنفيذاً لأجندة واحدة . وأكد أن الأذرع العسكرية للثورة السورية ترى في العدوان الصهيوني على غزة جرحاً نازفاً في صدر الثورة السورية فالدم السوري والفلسطيني واحد وقال وفيما الكيان الصهيوني يعتدي على غزة نرى النظام السوري يقصف مخيمات الفلسطينيين على الأرض السورية . فالثورة السورية , أساسها , الحرية والكرامة , وهي ليست مقصورة على الشعب السوري , لأن مركزها ( ألقدس وفلسطين ) وهما ضمير كل عربي . ويفصح موضحاً إن تحرير الجامع العمري في درعا والأموي في حلب ودمشق يسلس لنا طريقنا إلى القدس . ألحرية لونها أحمر , لا توهب ولا تُمنح بل تنتزع انتزاعاً بكل الوسائل شرعاً وقانوناً , وكل القوانين والمواثيق الدولية تؤكد على حق الشعب العربي الفلسطيني في تحرير أرضه وعودته إليها وبكل الوسائل المتاحة . ويختتم الجهماني حديث قائلاً : "لأن الفلسطينين يرون في سوريا وطنهم , إنغمسوا في الثورة منذ انطلاقتها , كما نؤمن أن فلسطين هي وطننا . فالنظام السوري هو المتآمر الأكبر على الثورة الفلسطينية , هو سرطانٌ لا يجدي العلاج معه ويجب اجتثاثه . كان عادلاً في توزيع الظلم ومتقناً لفن القتل , لا يجيد فنون القتال . كان لديه الكثير مما يود قوله , لكن من يعملن على إغاثة اللاجئين السوريين دخلن مسرعات إلى منزله في الشمال الأردني حيث نجلس , يردن الإستعجال في إنهاء مهامهن , كي يسمعن قليلاً , آخر الليل , عن الثورة السورية وضربات صواريخ المقاومة. 1