عبر الفلسطينيون في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس» عن مساندتهم الشعب المصري في ثورته والتغيير الذي حصل في مصر. وأكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان «الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية يساندان الشعب المصري وإرادته وقراره في تحقيق التغيير وترسيخ الديموقراطية»، في بيان تلاه امين سر اللجنة ياسر عبد ربه عقب اجتماعها في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله برئاسة عباس. وأضاف البيان ان «الشعب الفلسطيني يتمنى لمصر أن تبقى دائماً دولة عظيمة ومحورية في المنطقة والعالم وهذه مصلحة حيوية لفلسطين وشعوب المنطقة في شكل عام». وقال «ان مصر دولة عريقة، وهي شريك أصيل للشعب الفلسطيني في نضاله لتحقيق الحرية والاستقلال وليس لدينا أدنى شك في أنها ستبقى داعماً رئيساً ومحورياً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة». وتابع: «ان علاقتنا مع مصر وشعبها المكافح تاريخية وذات روابط عميقة وراسخة، فهو شريكنا في النضال والتضحية والعطاء في مسيرتنا الطويلة نحو الحرية». وواصل الفلسطينيون في غزة تظاهراتهم لليوم الثاني على التوالي احتفالاً بتنحي مبارك وانتصار «ثورة الشباب» في مصر ووزعوا الحلوى وتبادلوا التهاني والتبريكات، فيما دعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الشعب الفلسطيني» الى «الثورة» ضد الانقسام. ودعت حركة «حماس» القيادة المصرية الجديدة إلى رفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح في شكل كامل ليعود التواصل الإنساني بين أبناء الأمة الواحدة وإعادة الإعمار. وهنأت الحكومة المقالة في غزة والحركة في بيانين منفصلين الشعب المصري بنجاح ثورته، مشيرتين الى وقوفهما إلى جانب الشعب المصري وتطلعاته العادلة، وأن انتصار الثورة انتصار للشعب الفلسطيني وللأمة. ودعتا مصر الى استعادة دورها القيادي على الصعيد العربي والإسلامي والدولي وأن تكون سنداً لقضايا الأمة وأن تعود كما كانت في عهودها الزاهرة سنداً لقضية فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوأميركي في المنطقة. واعتبر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي القيادي في «حماس» الدكتور أحمد بحر أن «الانتصار العظيم للشعب المصري وتمكنه من إسقاط نظامه الفاسد يشكل إيذاناً بزوال الكيان الصهيوني وبداية انهيار الدولة العبرية التي شكل نظام مبارك المنهار أحد أعمدة بقائها واستمرارها». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» الدكتور محمد الهندي إن «مصر تصنع مجداً ليس لها وحدها بل لكل الأمة؛ فيما الشعوب العربية والإسلامية تخرج عن بكرة أبيها ابتهاجاً بما حققه شعبها الأبي»، مشدداً على أن صدى الثورة سيكون أكثر عمقاً ووضوحاً بعد ذلك الانتصار. وقال الهندي إن «إسرائيل ترتعد اليوم على وقع ما حدث في ميدان التحرير، وهي تخسر النظام الذي اعتبرته ذخراً استراتيجياً على مدى سنوات طويلة، كما تخسر كامب ديفيد والغاز الرخيص وحصار غزة ومقاومة الشعب الفلسطيني». واعتبرت «الجبهة الشعبية» تنحي مبارك «انتصاراً لإرادة الجماهير المصرية والعربية على طريق حرية الأوطان والإنسان ودروب الكرامة والتحرير والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة». واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الدكتور رباح مهنا أنه «آن الأوان كي ينتفض الشعب الفلسطيني في الضفة وغزةوفلسطين 48 وفي كل مخيمات اللجوء ليتحرك ويعلن بصوت واحد أن الشعب يريد إنهاء الانقسام، كخطوة رئيسة وشرط ضروري لاستكمال مسيرة التحرر الوطني». ونوّه الأمين العام لحزب الشعب النائب بسام الصالحي بالانجازات التي حققتها ثورة الشعب المصري، واعتبر انها تؤكد ايضاً رفض سياسة الاعتماد الكامل على الولاياتالمتحدة واستمرار سيطرتها على المنطقة واستغلالها ثروات الشعوب ومقدراتها وانحيازها الكامل الى الاحتلال الاسرائيلي. ورحبت لجان المقاومة وجناحها العسكري «ألوية الناصر صلاح الدين» بسقوط نظام مبارك الاستبدادي . وكان المئات من النساء والطالبات تظاهرن أمس في غزة دعماً لانتصار الثورة المصرية. وكان عشرات الآلاف من أنصار «حماس» والمواطنين العاديين نزلوا ليل الجمعة - السبت الى شوارع القطاع من شماله الى جنوبه في مسيرات حاشدة ابتهاجاً بتنحي مبارك.