على هامش زيارتهما للقرية التراثية تشتهر منطقة جازان بتنوع تضاريسها وما ينبثق عنه تنوع مناخها , سهول ساحلية بين سلسلة جبال وبحر ؛ جبال سلا والعبادل وقيس , فيفا , بني مالك , منجد , الحشر , الريث ؛ وبين تلك الجبال الساحرة والبحر , سهولها الخصبة التي تسقى من أودية تعشر , خلب , جازان , ضمد , صبيا, بيش , لجب , وروافد كثيرة تتفرع عن تلك الأودية . جزر فرسان , وشواطئها , شواطئ جيزانالمدينة , حاضرة المنطقة , شاطئ بيش , الشقيق , السهي , وغيرها , ثراء متنوع ؛ منطقة تزخربالأدباء , المثقفين , العلماء , المهندسن , القضاة , الأطباء , أساتذة الجامعات , الاعلامين والكتاب والصحفيين , الفنانون من مطربين , ممثلين , والتشكيليين , منطقة حباها الله ذلك التنوع , ومنحها كثير من المميزات , منطقة حظيت بالكثير . مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز , حيث استنفرت كل الوزارات والاجهزة لتكون كما قال حفظه الله" بما يجب أن تكون عليه منذ زمن , ولكنها ستكون بركاب المناطق التي سبقتها وأكثر ". بالفعل , ترجمت تلك الكلمات ذات الدلالة إلى خلية عمل لاتهدأ ولاتزال تنتظر تنفيذ الكثير وتحسين الموجود , ويتابع تفاصيل العملية التطويرية أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز, فبصماته بكل مفاصل الحركة التطويرية والانمائية ليحقق رؤية ملك نحو جازان المستقبل الواعد . ويسرنا أن يكون هذا اللقاء بالقرية التراثية بمدينة جازان , مع بطلي فيلم (رؤية ملك وبصمة أمير ) الممثلة سهام حسين والممثل عبدالناصر الزاير اللذين رحبا بهذا اللقاء (لجازان نيوز) : الفنانة سهام حسين زرت القرية التراثية بجازان انطباعاتك عما شاهدت ؟ - القرية التراثية بمدينة جازان جميلة، ولم نكن نتوقع أنها تحوي كل تلك النماذج الجميلة التي تعكس كافة الجوانب الحضارية ويجوز لي أن أصنفها أنها تمتلك أجمل المواقع السياحية , كما أن ناسها طيبون جداً، ومنفتحون، وعندهم قابلية للتعامل مع الآخر، وهذا شيء رائع. و لا ننسى كريم الاستقبال الذي أشعرنا بسعادة غامرة , ولمسنا الحفاوة والحب , فجازان تضم بين أحضانها مناطق جميلة، وأعتقد أنها تحتاج إلى شيء بسيط؛ لكي تصبح من أحسن المدن في السعودية وعلى مستوى الخليج كله, ومن الممكن أن تكون وجهة سياحية لكل العالم العربي، لكنها تحتاج إلى دعم استثماري، ودعم مادي، فهي تمتلك المناخ الجاهز من جبال، وبحر، وكل ما يضمن ذلك، وهذا هو السبب الذي أتى بنا إلى هنا. ماذا برأيك يمكن أن يشكل إضافة لاثراء السياحة بالمنطقة ؟ - أن المنطقة كطبيعة مهيأة، لكنها تحتاج إلى دعم من نفس أهالي المنطقة أكثر من الغريب. تحتاج إلى دعم كتسهيلات، فعندما يأتي شخص كي يقدم شيئاً للمنطقة أو أنه يستثمر فيها أو كمثلنا جئنا من أجل عمل فيلم كدعم منا للمنطقة، ولكي نظهرها للعالم الخارجي من حيث الأمور الذي قد يجهلها أو التي لديه نظرة خاطئة عنها. لابد أن يكون هناك دعم من أهالي المنطقة ومن المسؤولين، ومن الكوادر حتماً ولابد أن يكونوا يدا واحدة؛ لأنه لا يستطيع شخص واحد القيام بذلك بمفرده. فعلى كل إنسان أن يؤدي واجبه بحسب موقعه ، ويقوم بدوره حتى نحقق الهدف الذي نريده، وإلا لن نحقق ما نروم إليه. دورك بالفيلم , ماذا يجسد ,والرسالة التي سيوصلها الفيلم للمشاهد ؟ - طبعاً دوري انني وزوجي حضرنا إلى هنا زيارة، ونحن من الأساس من هذه المنطقة، ولكننا نسكن في المنطقة الشرقية، وفي هذه الزيارة سوف نذهب إلى المناطق السياحية، وسوف نبين كسياح طبيعة الأشياء الجميلة في البلد، فحين يعرض الفيلم سيتعرف الناس عبر المشاهد التي ننقلها أن بجازان بحر جزر جبال , سهول ساحلية , وديان وغيرها. وبالرغم من جمال المنطقة إلا أنها لاتزال تفتقد للمنتجعات السياحية، والفنادق؛ لكي يسعد الناس بقضاء إجازاتهم فيها بدلا عن السفر طلبا للسياحة الخارجية، فهنا شيء أجمل من الخارج. القرية التراثية ماذا لديك من انطباعات - حقيقة تحتاج للتطوير ولابد أن تكون أكبر, توفر جلسات للزائر، و أن تكون مهيأة ومكيفة تلبي للزائر احتياجاته من طعام وشراب؛ لكي يستطيع أن يقضي النهار بأكمله فيها، بالإضافة إلى مكان ترفيهي، وملاهي للأطفال، وأن توجد فيها بوفيهات بزوايا القرية التراثية . من جانبه الفنان عبد الناصر الزاير علق على حديث الفنانة سهام بقوله :" أعتقد أن كل الأشياء التي ذكرتها الفنانة سهام موجودة في الكورنيش"، فبادرته الفنانة سهام: ولماذا لا يكون هنا أيضاً؟! أستاذ عبد الناصر انطباعاتك ومشاهداتك عن القرية التراثية ؟ - هذا المكان قرية تراثية، وبالتالي هي أخذت الجانب التراثي البحت، أعتقد وليس دافعاً ؛ لأننا نحن لم نرَ حتى الآن كل ما هو موجود بجازان، وهذا أول يوم لنا، ولم نذهب إلى مناطق أخرى لنحكم ما يجب أن يكون هنا. وهي مفتوحة اليوم لنا للتصوير فقط، لذلك لن تجدي ناس آخرين،. ويضيف الفنان " لو أتينا في يوم آخر سوف نجد الناس هنا بكثرة؛ لأنه في جانب بحر هذا أولاً و كذلك المكان متسع. قد يكون هذا المكان تعريفي للطرز المعمارية التي كانت موجودة في منطقة جازان قديماً، فبالتالي لا نقدر أن نحكم على هذا المكان أنه يجب أن يكون في هذا المكان كل شيء. تداخلت الفنانة سهام : " حاجات ترفيهية من أجل أن يقضي الزائر وقتا أطول؛ لأن هناك أشياء يحتاجها الإنسان في أي مكان يذهب إليه. يحتاج الإنسان إلى تجديد - هل لك أن تلقي الضوء على نوعية التجديد وبأي كيفية ؟ - لأن التراث ثابت، وشيء معروف وموجود في المكان، فبالتالي عندما تشاهده مرة تريد رؤيته مرة أخرى، وهنا لم تعد تحتاج لرؤيته مرة جديدة؛ لأن الصورة ثبتت في ذهنك، وانما تحتاج إلى فقرات مجددة..تنشيطية في هذا المكان، بحيث يكون عندنا الفقرة الفلانية، فلان زائرنا مثل: بروجرام( برنامج) أسبوعي مختلف..فنون شعبية من أجل أن تقدم الناس أسبوعيا في الويك اند , تحضر الناس إلى القرية التراثية وتتجمع؛ لأن فيها فقرات معينة -مسابقات-. فإذا جاءت الفقرات جاء الناس، وسوف يندفع المستثمر لكي يستفيد من وجود هؤلاء الناس، ويروج لبضاعته، وهذا أمر طبيعي، وهذا مجرد اقتراح، ونحن لا نعرف عن المنطقة كثر ما يعرفون عنها أهلها، وعندما نقترح هذا الاقتراح قد يكون اقتراحنا صح، وقد يكون اقتراحنا غير صحيح، ونحن كلامنا عن هذا المكان فقط، وليس عن جازان بأكملها. واللقاء جاء مبكر في اعتقادي عما يجب أن يكون، وانطباعي عن جازان يجب أن يكون في آخر يوم. ولقد وجدت في أول يوم الحفاوة والاستقبال وطيبة الناس، ولكنني لم أتمشى في جازان، ولم أذهب إلى المزارع، والجبال، وفرسان، بعد أن أذهب أقدر أن أسجل انطباعي بصدق دون محاباة. انطباعاتك عن مطار الملك عبدالله بجازان - باعتقادي الآن، وحسب الخطة القادمة بعد عدة سنوات سوف يكون هناك افتتاح لمطار أوسع من هذا المطار، وهذا من ضمن الخطة التي تقدمها الدولة لهذه المنطقة؛ لأنني قرأت أن هناك توسعة، وفي مطار جديد بعد 6 سنوات ان شاء الله. هل برأيك فيها أن هذا المطار يلبي احتياجات المنطقة -أكيد الطموح..طموح الأهل..طموح الدولة أيضاً أوسع مما هو موجود في الواقع، وهذا شيء مشروع، الطموح كبير، والبلد تسعى أنها تتطور. ماذا عن المزاوجة بين تجربتكما العملية والحياتية , أم أن هنالك صراعاً ما بين الشخصي والعملي؟ . - الصراع يولد الحدث، والحدث يعمل فعل، والفعل في ردة فعل، وردة الفعل تعمل دراما الحياة بدون هذا الصراع لا يوجد طعم، هي ملح الحياة ؛ الزبدة والفحوة بأن تستطيع أن تستفيد من هذا الملح في إعطاء طعم للحياة، وبالتالي للدراما سواء تليفزيونية أو إذاعية أو مسرحية . إذن المعايير عند صاحب الطبخة ..؟ - بالفعل هو الطباخ الذي يستطيع أن يضع الملح في توقيته الصحيح، ويقدر يسحب نفسه أو يأخذ الملح من هذا الشيء..أي أن التقدير بيد الإنسان نفسه..يهونها تهون..يعقدها تعقد. و الحقيقة انني متفائل بمستقبل المنطقة، وأرى أنها بدأت تنمو في الآونة الأخيرة مثل: وجود الجامعة في عام 2006 هذا وبما أنها وصلت متأخرة خيراً من أنها لم تصل، والباقي الاستمرار. هذا المبنى الرائع للجامعة مثلاً الآن أشوفه رائع..أتمنى احضر بعد عشر سنوات إذا الله عطاني عمر أن يكون بهذا الانجاز وأفضل. ولا أتمنى مثل مشاريعنا الرائعة التي تنبي وتبدأ بقوة، ثم تبدأ بالتنازل شيءٍ فشيئاً؛ للأسف مشاريعنا تبدأ قوية، وتبدأ بالنزول المتوالي . هذا من حيث الشكل , وماذا عن المضمون ؟ - والمضمون: إذا بدأت الآن باستقطاب بعض الكوادر من أساتذة ومدرسين وهيئات تدريسية رائعة مثلاً في البداية ببذلون ماديا لاستقطاب من هم أجدر وأقوى من الكوادر العالية الأداء ، فبالتالي ستخرج أجيالا متعلمة على أيدي أساتذة "بروفيسورات " من ذوي الكفاءات العالية . ثم بعد ذلك يترخصون..هذا ولدنا عينوه بدل هذا.. هذا خوينا عينوه بدل هذا..شوي شوي يتقلص الموضوع ويصير تجاري وليس وكالة , وهذا بالتالي يؤدي إلى تدني مستوى المخرجات لسوق العمل . لمحة موجزة عن دورك في الفيلم؟ أنا دوري من أبناء الشرقية..ترعرت في جازان، وبعد أربعين عاماً رجعت إليها مرة أخرى مع زوجتي، فوجدت جازان غير بما أنجز من خير، وانبهرت بهذا الانجاز؛ لأنني عندما رحلت وأنا صغيراً من جازان غير جازان التي رأيتها الآن هذا ملخص لشخصيتي. هل لكم عودة إلى المنطقة مرة أخرى إذا توفرت فرصة ثانية من خلال عمل فني كفيلم أو مسلسل؟ - ولِمَ لا؟..أنا عندي مبدأ أن الإنسان هو الذي يعطي قيمة للمكان، وليس المكان هو الذي يعطي قيمة للإنسان. الإنسان هو الذي يجعل من مكان ما جنة أو نار، والجنة من غير ناس ما تنداس. عندما أقعد في عشة فيها ناس شرواكم ومثلكم نتحاور مع بعض أعتقد أنها تسوى الدنيا أفضل من مكان قد يكون من أروع الأماكن لكن لا يوجد فيه حوار، ولا يوجد تواصل، ولا يوجد حميمة بين أفراد هذا المكان أو هذا الموقع، فليس هناك قيمة للمكان. لا شك أن هناك أماكن لها قيمة..أماكن مباركة تختلف عن أماكن غير مباركة، لكن هذه الأماكن المباركة لماذا صارت مباركة؟ صارت مباركة بوجود هؤلاء الناس الذين باركوا هذا المكان. عن طبيعة العمل الفني, ما الفرق بين الفيلم والمسلسل, أستاذة سهام ؟ - هناك فرق في عملية التمثيل بين الفيلم والمسلسل، فالفيلم بالرغم من أنه قصير إلا أنه أصعب في عملية التصوير؛ لأن القصة تكون مركزة في ساعة أو ساعتين على حسب مدة الفيلم، لكن المسلسل يكون أسهل كتنفيذ وتمثيل؛ لأنه يكون عندك وقت أطول..هناك فرق، فالسينما غير التلفزيون. تحتاج السينما فنانين يكونوا بروفيشنال يعني لا يمكن أن تمثل سينما ما لم تكن متمكناً. وعن خطة لعمل آخر في زيارة أخرى؟ - ان شاء الله تكون عندنا أعمال ثانية، وبنرجع. . 1