نقل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الى فرنسا للعلاج يوم الاحد بعد تعرضه لاطلاق نار على يد جنود فيما وصفه بانه حادث وقع على سبيل الخطأ بحسب رويترز. وأشاع الحادث الذي وقع في ساعة متاخرة مساء يوم السبت التوتر في البلاد. ودعا عبد العزيز إلى الهدوء في رسالة بثها التلفزيون له وهو على سريره بالمستشفى. وبرغم الاستقرار السياسي في موريتانيا منذ وصوله إلى السلطة عام 2008 إلا أن البلاد تقع على أطراف الصحراء الكبرى التي يحظى فيها المسلحون الاسلاميون بنفوذ متزايد. وقال ولد عبد العزيز من سريره بالمستشفى انه يود ان يطمئن الجميع على حالته الصحية بعد الحادث الذي وقع بطريق الخطأ مضيفا انه بخير. وكان جسده مغطى بملاءة حتى عنقه ولم يتبين مدى انتشار الجروح وقالت مصادر طبية انه اصيب في البطن لكن الحكومة قالت انه مصاب باصابات طفيفة. ونقل الرئيس لفرنسا صباح يوم الاحد بعد خضوعه لعملية جراحية أولية في المستشفى العسكري بالعاصمة نواكشوط**. ** وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية انه سيعالج في مستشفى بيرسي كلامار العسكري على مشارف باريس**. وقالت الحكومة ان عبد العزيز اصيب في وقت متأخر مساء يوم السبت عندما فتحت دورية عسكرية النار على موكبه على بعد نحو 40 كيلومترا من العاصمة نواكشوط. وكان عبد العزيز عائدا من بلدة تويلا حيث يمتلك مزرعة هناك. ولم يقل المسؤولون ماذا حدث للجنود الذين أطلقوا النار على موكب الرئيس. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون حمادي ولد حمادي لرويترز يوم الاحد انها وحدة من الجيش الموريتاني موضحا انها دورية متنقلة ولم تكن على علم بمروره. وخلت شوارع العاصمة في باديء الامر عندما انتشرت شائعات عن وقوع انقلاب عسكري او محاولة اغتيال للرئيس على ايدي متشددين اسلاميين. لكن بعد انتشار التقارير بشان الحادث تجمع مئات السكان في المستشفى العسكري الذي يعالج فيه عبد العزيز لابداء تاييدهم له. وعادت الحياة الى حد كبير الى طبيعتها يوم الاحد حيث فتحت المتاجر وعادت السيارات الى الشوارع. ولم يلحظ وجود اضافي للشرطة او الجيش. وامر عبد العزيز الذي يرأس احد أكثر جيوش غرب افريقيا فعالية بشن عمليات عسكرية على قواعد للاسلاميين في مالي المجاورة عامي 2010 و2011 مما دفع مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة للتهديد بالانتقام. وتسيطر تلك الجماعات الإسلامية الآن على شمال مالي بعد ما شاركت في هجوم للطوارق في وقت سابق هذا العام في أعقاب انقلاب عسكري في العاصمة باماكو. ودفعت الأحداث في مالي آلاف اللاجئين للفرار إلى موريتانيا مما شكل ضغطا على الموارد ورفع حدة التوتر على الحدود بين البلدين. ومع تعزيز الأمن بما في ذلك تسيير المزيد من الدوريات العسكرية لمكافحة خطر الإسلاميين الأجانب كثيرا ما يسافر عبد العزيز مع حراسة مسلحة تسليحا خفيفا. وقال محمد فال ولد عمير من صحيفة لا تريبيون الاسبوعية ان الاجراءات الامنية مهلهلة وينبغي إعادة النظر فيها مضيفا انه يتعين على الجميع الاهتمام بحواجز الطرق والدوريات والمناطق العسكرية وخاصة في هذا الوقت الذي تمر فيه منطقة الساحل بحالة من عدم الاستقرار. واضاف انه لو توفي الرئيس كان من الممكن أن يمثل هذا تهديدا للاستقرار داخل البلاد وفي المنطقة. وانتخب عبد العزيز عام 2009 بعد عام من استيلائه على السلطة في انقلاب على اول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد. وموريتانيا بلد صحراوي الى حد كبير تزيد مساحته عن مساحة تركيا لكن عدد سكانها 3.5 مليون نسمة فحسب. وهي بلد منتج للنفط من آبار بحرية. وتتمثل أهم صناعاتها التصديرية الاخرى في استخراج المعادن والصيد. 5