ظهر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز على شاشة التلفزيون للدعوة إلى الهدوء أمس بعد ساعات من تعرضه لإطلاق نار على يد جنود في ما وصفه بأنه «حادث». وأصيب الجنرال السابق الذي تولى السلطة بعد انقلاب عسكري العام 2008، في وقت متقدم من مساء أول من أمس عندما فتحت دورية عسكرية النار على موكبه على بعد نحو 40 كيلومتراً من العاصمة نواكشوط. وقال مصدر طبي إنه أصيب في البطن. وقال الرئيس في بث عبر التلفزيون الحكومي من سريره في المستشفى وهو شاحب الوجه ممدداً على فراش لكنه يتحدث بصوت عادي: «أريد من خلال هذه المقابلة أن أطمئن جميع المواطنين الموريتانيين بنجاح هذه العملية بفضل الجهود التي قام بها الطاقم الطبي ونهنئهم بأن العملية نجحت ولله الحمد». وتحدث عن «حادث وقع خطأ من وحدة من الجيش على طريق غير معبد في ضواحي بلدة الطويلة» على مسافة أربعين كلم من نواكشوط. وأشار مسؤول موريتاني إلى أن عبدالعزيز (55 سنة) غادر إلى فرنسا لاستكمال العلاج بعد وقت قصير من البث التلفزيوني. وقال مصدر أمني إن الرئيس غادر نواكشوط صباح أمس على متن طائرة مجهزة طبياً إلى باريس حيث سيدخل مستشفى متخصصاً لتلقي «علاج إضافي». وأضاف أن عبدالعزيز «تجاوز مرحلة الخطر»، إذ «لم تصب أعضاؤه الحيوية». وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية نقل عبدالعزيز «مبدئياً لأسباب طبية إلى فرنسا». وأعلنت الحكومة الموريتانية أن الرئيس أصيب بجروح «طفيفة» مساء السبت قرب نواكشوط «برصاص أطلقته خطأ وحدة عسكرية على طريق غير معبدة» عندما كان عائداً من شمال البلاد. وقال وزير الاتصال الموريتاني إن «الوحدة العسكرية لم تكن تعلم أنه الموكب الرئاسي». لكن مسؤولاً أمنياً قال إن الرئيس أصيب «بجروح طفيفة في الذراع برصاصة أطلقها عليه سائق سيارة استهدفه مباشرة». وأوضح أن «حياته ليست في خطر وهو ترجل بنفسه من السيارة إلى المستشفى العسكري حيث تلقى الإسعافات الأولية». وظل المستشفى الواقع في وسط نواكشوط والذي تجمع أمامه العديد من الموريتانيين، تحت حراسة مشددة من الحرس الرئاسي طول الليل. لكن ذلك الانتشار الأمني كان الوحيد أمس في المدينة التي سادها الهدوء. ومن كينشاسا أعلن وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي أن الرئيس ما زال يمارس «صلاحياته كافة». ورداً على سؤال عن الوضع الصحي لعبدالعزيز، قال الوزير إن «الرئيس يمارس صلاحياته كاملة، انه غائب وذلك كثيراً ما يحصل: يشارك في قمم ومؤتمرات، لكن الدولة تعمل وليست هناك مشكلة خاصة تقتضي إجراءات خاصة». ورغم التطمينات الرسمية، أثار إطلاق الرصاص أمس تساؤلات عدة لا سيما أن لموريتانيا تاريخاً حافلاً بالانقلابات العسكرية وأن الرئيس تعرض لتهديد تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الذي يتهمه بالتواطؤ مع فرنسا «في حرب استفزاز» ضد مقاتليه. ومنذ تولي عبدالعزيز الحكم، نجح الجيش الموريتاني في إحباط محاولات اعتداءات استهدف بعضها الرئيس نفسه والسفارة الفرنسية وإحدى الثكنات. وشنت موريتانيا في 2010 و2011 عمليات عسكرية على «القاعدة» في شمال مالي. ويجري الإعداد لتدخل عسكري من قوات دول غرب أفريقيا تدعمها الأممالمتحدة لاستعادة شمال مالي، لكن عبدالعزيز قال إن موريتانيا لن تشارك فيه بقواتها على الأرض. ولد عبدالعزيز خلال كلمته أمس. (أ ب)