دارت اشتباكات "هي الأعنف" من نوعها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في دمشق فجر أمس بين القوات النظامية ومنشقين عنها في حي المزة في العاصمة. وقال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق مرتضى رشيد إن "أصوات انفجارات وتبادل لإطلاق النار سمعت فجر أمس في منطقة المزة في ما يبدو أنها عملية للجيش السوري الحر على القوات النظامية" مشيرا إلى "وقوع إصابات في صفوف القوات النظامية". وقال المرصد في بيان إن 18 جريحا على الأقل من القوات النظامية سقطوا في الاشتباكات "الأعنف من نوعها والأقرب إلى المراكز الأمنية في العاصمة السورية منذ انطلاقة الثورة السورية". وأضاف "هذه العمليات تساهم في حجز قوات كبيرة للنظام في دمشق لتخفيف الضغط عن المدن والمناطق المحاصرة"، مشيرا إلى "استقدام النظام لوحداته التي تشن عمليات في ريف دمشق إلى العاصمة بعد الاشتباكات". وأفاد التلفزيون السوري، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل "ثلاثة إرهابيين" واعتقال الرابع ومقتل عنصر من قوات حفظ النظام وإصابة ثلاثة آخرين. وتكتسب الاشتباكات في حي المزة أهمية إذ يقع على مقربة من القصر الرئاسي، ويقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، إضافة إلى وجود مراكز أمنية عدة فيه. في غضون ذلك، تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية، كما تتواصل الاشتباكات بين الجيش ومنشقين في عدد من مناطق البلاد. ففي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل شاب في مدينة خان شيخون إثر إصابته برصاص قناصة، وفقا للمرصد. وأفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب نور الدين العبدو بتعرض قرية أبديتا في جبل الزاوية لاقتحام القوات النظامية، وهي قرية العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر. وفي قرية مرعيان "أحرقت السلطات السورية أكثر من 60 منزلا"، بحسب المرصد. أما في محافظة حلب (شمال)، فقتل ضابط برتبة مقدم وأصيب ضابطان آخران إثر إطلاق الرصاص من قبل مسلحين مجهولين على سيارة كانت تقلهم على طريق السفيرة حلب عند مفرق بلدة تل شغيب، وفقا للمرصد. وفي حمص (وسط) سقطت عدة قذائف هاون على حي باب السباع مما تسبب باحتراق بعض المنازل، كما اقتحمت قوات أمنية حي كرم الشامي صباحا ونفذت حملة اعتقالات". وأفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض حي الخالدية لقصف بمدافع الهاون. وفي ريف حمص، تعرضت قرية جوسيه المحاذية للحدود مع لبنان، لإطلاق نار وقذائف من القوات النظامية، مما أسفر عن إصابة خمسة مواطنين.والأمر كذلك في ريف حماة (وسط)، حيث تعرضت بلدة قلعة المضيق لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقصف مدفعي. وفي دير الزور (شرق)، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين القوات النظامية المعززة بمدرعات وعناصر منشقين. وأوضح المرصد أنها "تدور اشتباكات عنيفة قرب دوار غسان العبود بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة". وأضاف "تسيطر الآن المجموعات المسلحة المنشقة على حي الحميدية وتجول في شوارع الحي بسيارات رباعية الدفع". وفي محافظة درعا (جنوب)، اقتحمت بلدة كفر شمس قوات عسكرية أمنية مشتركة تضم ناقلات جند مدرعة وسيارات رباعية الدفع نصبت عليها رشاشات متوسطة ونشرت حواجز على مداخل البلدة وفي شوارعها. إلى ذلك، اختطف مسلحون مجهولون رئيس النيابة العامة في معرة النعمان بريف إدلب القاضي صبحي الأسود.