مسؤولي المطار لم يقدروا وضعه ومكث 24 ساعة يحمله والده مما ضاعف إصابته كان عبدالكريم المالكي ذي السبعة عشر خريفاً مرحاً نشطاً يمارس حياتهُ الطبيعية ككل الناس صباحهُ يقضيه في أروقة المدرسة و مساءه بين أفراد أسرتهِ على الرغم مما كان يعانيه من " تقوس فى الظهر" يسبب له الإحراج مما حدا بوالدهِ إلى عرضهِ على عدة أطباء .. أستقرّ رأيهم على ضرورة اجراء عملية لمعالجة تقوس الظهر الذي كان يعانيه و إلا فإنّ ذلك سيؤثر عليه مستقبلاً , أمام هذا الراي الطبي بذل والدهُ ذو الخمسين عام كل مافي وسعهِ على الرغمّ من أنهُ يعول 28 فرداً و على الرغم من قلةِ ذات اليد و بعد المسافة . أستمر فى المراجعات الطبية المتكررة و التحويلات من مشفى الى آخر حتى استقر به الحال فى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض وقرر الاطباء اجراء عملية جراحية وأفادوا والده حينها بأنه سيظل شهراً داخل المستشفى حتى يطمئنوا على نجاح العملية ويتأكدون من أهليته للسير على قدميه بشكل طبيعي وممارسة حياتهِ الطبيعية دون مشاكل أو تبعات لا تحمد عقباها. وبالفِعل أجريت له العملية وأستقام ظهرهُ ومكثّ أسبوعين و بدأ فى السير بشكل طبيعي وفي هذه الأثناء قرر الأطباء خروج " عبدالكريم " قبل أتمام "الشهر" وعلى الرغم من أنهُ أحاط الأطباء عِلماً بأنهُ يقطنّ فى منطقة جازان فى قريةِ جبلية وعرة و نائية و أفصحّ لهم عن مخاوفهِ من السفر خشيةّ أن تحدث له مضاعفات أو تنتكس حالتهُ إلا أنهم طمئنوه بأن لاخوف عليه . فرحّ والدهُ ونقل الخبر لوالدتهِ التي كانت فى منزلهم فى قرية حضن شهدان بآل زيدان بنى مالك لتشاركهُ الفرحة بشفاء ابنهم " عبدالكريم " و حجزّ على أقرب رحلة طيران الى مدينة جازان ومن هناك استقل سيارة حتى منزلهُ حينها بدء عبدالكريم يشعر بوخزٍ فى أطرافه و كان اقربائهم قد أعدوا مأدبة عشاءٍ فرحا وابتهاجا بعودته سالماً . إلا ان فرحتهم لم تدم فأثناء تناولهم العشاء بتلك المناسب بدأ الألم يشتد عليه والتنمل يدب فى ساقيه فأخبر والده الذي بادر و أصطحبهُ إلى مطار جازان ليعود به الى الرياض لتدارك ما حدث من خطاء إلا ان التعقيدات التي واجهته فى مطار جازان ضاعفت الحالة فقد مكث ما يقارب 24 ساعة ينتظر أذناً بالسفر فى أرض المطار متوسلا المسؤولين في المطار للإسراع بنقلهِ . كانوا يشاهدونهُ و هو يحمل "عبدالكريم " بين يديه ذهابا وايابا الا ان الجانب الانساني فقد في هذه المرحلة وأحقية المرضى وافضليتهم في الحصول على مقاعد لم تشفع له و لا التقارير التي تثبت خطورة وضع " عبدالكريم " و بعد أن وجد رحلة فى اليوم التالي و وصل المستشفى .. لكن الوضع قد تأزم وأصيب " عبدالكريم " بالشلل حاول الأطباء تدارك خطئهم بعمل أجهزة مساندة لتحفظ توازن العمود الفقري إلا ان الوقت حينها قد فات وأفادوا والده انه لا يمكن علاجه إلا خارج المملكة و في مراكز طبية متقدمة . إذن بعد الفرح أنقلب الحال حزناً وأصبح " عبدالكريم " لا يقوى إلى الحركةِ سبيلاً وتضاعف سوء الحال و حاول والده الوصول الى ولاة الأمر لكنه لم يستطع و أبرق إلى وزير الصحة و حتى تاريخهِ لم يجد جواباً و ما زاد الأمر سوء ان والدته تاثرت نفسيا مما حدث لولدها ومازاد الامر سوءً آخر ان ظروف الأسرة المادية لا تمكنهم من توفير متطلباته فمصروفهُ الشهري يقارب "الالفين ريال" من مستلزمات صحية و طبية وغيرها . ناشد " عبدالكريم " و والده خادم الحرمين الشريفين و ولي العهد الامين و وزير الصحة واهل الخير التكفل بعلاجه سواء داخل الوطن او خارجه و طالبوا أن يودع احد المشافي المتخصصه فى العلاج الطبيعى لاعادة تأهيله , و عبدالكريم سينتظر من الله فرجاً . عبد الكريم في مدرسته والد الطفل : سالم علي سويد الزيداني المالكي عبدالكريم في مدرستهِ .. قبل الإعاقة .. ! بعد الاعاقة رقم هاتف الأب : 0549585286 1