ولد من رحم المعاناة، وخرج إلى الدنيا بتشوهات وإعاقات وعيوب خلقية، قتلت فرحة والديه، وحرمتهما من الاستمتاع واللعب معه. قضى طفولته بين غرف الجراحات وأروقة المستشفيات، وذهب وقته بمعية الأطباء والجراحين والممرضين، بدلاً من اللعب مع أقرانه والاستمتاع بمرحلة طفولته. أما أبواه فقصة أخرى، فالأم تقبلت الأمر بعد أشهر من الدموع والحزن، خصوصاً بعد أن طالت معاناة زوجها، ورأت أن معظم راتبه الشهري الذي لا يتجاوز 5 آلاف ريال يذهب في مراجعة المستشفيات، وعلى رغم وقوفها الدائم مع زوجها، إلا أن المراجعات المتكررة والمستمرة للمستشفيات تركت أثرها السلبي على حياتهما، فأحاطت بهما الديون من كل صوب، ومع ذلك ما زالت الرحلة مستمرة، أملاً بعلاج فلذة كبدهما، وتوقفت طموحاتهما عند مشيه حتى لو كان بمساعدة عكازين. ولد فيصل قبل نحو 12 عاماً في مستشفى الولادة في الطائف مصاباً بقيلة نخاعية سحائية في الحبل الشوكي أسفل الظهر، إضافة إلى شلل كامل وتشوهات متعددة في الطرفين السفليين. ويقول بندر الحمدي (والد فيصل): «قرر الأطباء تحويل ابني إلى مستشفى الملك فيصل للخضوع لجراحة لإغلاق القيلة النخاعية بصورة عاجلة، وبعد نحو شهر استقرت حاله، فتم نقله إلى مستشفى الملك فهد في جدة، ليخضع لجراحة أخرى تهدف إلى تركيب جهاز تحويل لتصريف السائل النخاعي في الرأس إلى الغشاء البريتوني في البطن». ويضيف: «بعد جهد جهيد حصلنا على الموافقة لاستكمال علاجه في مستشفى القوات المسلحة في الطائف، وهناك أصدر الطبيب المعالج تقريراً يؤكد فيه وجود تشوه انثنائي شديد، مع قصور في النمو في الورك الأيمن، وتشوه وانزياح في المفصل، إضافة إلى شد في وتر أخيليس (وتر الكعب)»، لافتاً إلى أن فيصل خضع إلى جراحتين اخريين في المستشفى في العام 2002، تم في الأولى تحرير الأنسجة الرخوة في العضلة الكشخية اليمنى وعضلة المستقيم والعضلة الحناطية والعضلة المقربة الطولية، كما تم عمل إطالة لوتر أخليليس وإعادة مفصل الفخذ الأيمن إلى المركز، أما الجراحة الأخرى فجرى خلالها فتح وتصريف خراج في المنطقة الاليوية، وخرج بتوصية من المستشفى بإجراء جراحة قطع وتقويم عظمي لمنطقة الحوض والفخذ الأيمن مستقبلاً». ويستطرد بندر: «لم أتوقف عند هذا الحد، إذ عرضت حاله على الأطباء في مستشفى عبداللطيف جميل، وهناك خضع لعلاج تأهيلي مكثف مع جلسات علاج طبيعي، وشخصت حاله بأنها شلل في الطرفين السفليين، إضافة إلى عدم القدرة على التحكم في البول والبراز»، مستدركاً أن فيصل لم يتمكن من متابعة علاجه في المستشفى، على رغم أن الأطباء أكدوا ضرورة إكماله برنامج التأهيل. وتم عرض حاله على المستشفى السعودي الألماني بتاريخ 10/5/2004، وأفاد التقرير الصادر منهم بأن الجراحات والإجراءات التي أجريت له سابقاً لم تفلح في تمكينه من المشي أو حتى الوقوف، إضافة إلى اكتشاف وجود خراج بجانب العصعص وكذلك تقوس بالعمود الفقري، مع وجود تيبس بمفاصل الوركين والركبتين والقدمين وخلع مفصلي في الوركين. واستمرت المحاولات الحثيثة من أسرة فيصل لعلاجه، فأجريت له جراحة لتعديل الركبة اليسرى مع تسليك لأوتار عضلات الفخذ الأيسر، وذلك لتمكينه من الوقوف بجهاز، وقدرت تكاليف تلك الإجراءات إضافة إلى الجهاز بمبلغ 33 ألف ريال، مع حاجته مستقبلاً إلى جراحات لتعديل خلع مفصل الوركين، كما تمت إعادة تشخيص خراج المنطقة الاليوية إلى ناسور متصل بفتحة علوية في منطقة الفخذ الأيسر، وأجريت له جراحة استئصال للناسور وإصلاح للقرحة بكلفة إجمالية بلغت 30 ألف ريال، وخضع لجلسات علاج طبيعي لمدة تسعة أشهر في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة. حالياً لا يزال فيصل يتابع علاجه وبرنامجه التأهيلي في مستشفى القوات المسلحة في الطائف، ويخضع لمتابعة في عيادة المخ والأعصاب لمتابعة جهاز تحويل السائل النخاعي في الرأس، كما يتابع الأطباء المسالك البولية في شأن عدم قدرته على التحكم في الإخراج، ويتطلع والده الى مركز متخصص يضع حداً لمعاناته، لاسيما مع ورود أنباء عن توافر علاج لمن هم في مثل حاله الصحية في ألمانيا.