اكتشف مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي اي) ان «الحرس الثوري الايراني» كان يعد لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة عادل الجيبر، قبل حلول منتصف الشهر الحالي، بعبوة ناسفة معدة بمواد «سي 4» الشديدة الانفجار تستهدفه اثناء تناوله الطعام في احد المطاعم في العاصمة الأميركية، وأن طريقة الاغتيال المزمع تنفيذها كانت تشبه الى حد بعيد عملية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في بيروت في فبراير 2005، الذي تم استهداف موكبه بعبوة كبيرة مصنوعة من «سي 4». وتعتقد المصادر الاميركية ان سليماني يشرف على «العمليات الخارجية» للحرس الثوري، وسبق للمسؤولين الاميركيين ان اتهموه بالاشراف على اعمال العنف في العراق، وبالمحاولة بالتلاعب بالانتخابات العراقية الاخيرة على اثر عقد اجتماعات مع السياسي احمد الجلبي ومسؤول لجنة اجتثاث البعث، الذي تم اغتياله فيما بعد، علي اللامي. كما يعتقد الاميركيون ان سليماني يعمل على تنسيق العلاقة الايرانية مع «حزب الله» اللبناني. وفي التفاصيل الواردة في نص الادعاء الذي قدمه وزير العدل اريك هولدر، أمس الأول ان احد المخبرين الذين يعملون لمصلحة ال «اف بي اي» داخل كارتيل المخدرات المكسيكي، الذي يقوم بتهريب هذه المواد الى داخل الولاياتالمتحدة، اتصل بالمسؤولين الاميركيين لإبلاغهم أن الاميركي من اصل ايراني منصور عربسيار حاول ان يؤجر خدماته لتنفيذ عملية اغتيال الجبير مقابل مبلغ مالي مقداره مليون ونصف مليون دولار. وقام عربسيار بتحويل دفعة اولى بلغت 100 الف دولار الى المخبر المكسيكي، من مصرف غير ايراني الى حساب المخبر في الولاياتالمتحدة. ورجح خبراء اميركيون ان يكون المصرف، الذي رفض القرار الاتهامي تحديد مكانه، «اما اماراتيا او لبنانيا». القاتل المأجور المزعوم طلب اثر ذلك من عربسيار ضمانات بتسديد المبلغ كاملا بعد الاغتيال، فقال الاخير انه سيحضر الى المكسيك ويقيم فيها تحت رحمة كارتيل المخدرات حتى تتم تنفيذ العملية، ثم يسدد هو باقي المبلغ. ووعد عربسيار العميل، حسب القرار الوارد في 21 صفحة، بتأمين كميات كبيرة من الافيون من ايران الى المكسيك. ثم طار عربسيار من طهران الى العاصمة المكسيكية عن طريق المانيا، وعندما وصل وجهته النهائية، رفضت السلطات المكسيكية ادخاله، فاستقل طائرة اخرى الى مطار كينيدي في نيويورك حيث تم القاء القبض عليه في 29 سبتمبر بموجب مذكرة قضائية اميركية تم اعدادها سلفا، ووجدت في حوزته جوازين اميركي وايراني، و3900 دولار نقدا، وتذكرة عودة من المكسيك الى طهران تاريخها في اوكتوبر. على اثر اعتقاله، وافق عربسيار على التعاون مع التحقيق، وقام، بطلب من المحققين، بالاتصال مرتين بمن يدعي انه «ابن عمه»، المسؤول في «الحرس الثوري» علي غلام شكوري، كانت الاخيرة حسب المصادر الاميركية في 4ا كتوبر. وكان شكوري طلب من عربسيار تأجير خدمات القاتل المكسيكي في ربيع 2011 اثناء جلسة عقدها الاثنان في ايران. وعمل المحققون على تسجيل الحديث بين الرجلين، ليتوصلا الى نتيجة مفادها ان خطة اغتيال الجبير اشرف عليها شكوري بموافقة من مسؤولين ايرانيين رفيعين، قالت المصادر الاميركية ان احدهم هو مسؤول «فيلق القدس» في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، الذي يعمل بأوامر مباشرة من مرشد الثورة على خامنئي. 3