قال رئيس مجلس النواب الامريكي جون بينر ان الكونجرس الامريكي يمكنه قطع التمويل عن التدخل العسكري الامريكي في ليبيا الأمر الذي يذكي التوترات بين المشرعين والبيت الابيض بشأن الحملة الجوية التي يقودها حلف شمال الاطلسي. ومع تزايد الانتقادات للتدخل الامريكي ورفض حكومة الرئيس باراك اوباما أن تطلب من الكونجرس الموافقة عليه قال بينر انه يجب على البيت الابيض ان يوضح الاساس القانوني للعمليات في ليبيا بحلول يوم الجمعة والا فان المشرعين قد يتخذون إجراء الاسبوع القادم. وقال بينر وهو أكبر عضو جمهوري في الكونجرس يوم الخميس "امام مجلس النواب خيارات. ونحن ندرس هذه الخيارات ... والكونجرس يملك سلطة المال وهذا قطعا احد الخيارات." جاءت تصريحات بينر بعد يوم من ارسال البيت الابيض الى المشرعين رسالة من 32 صفحة تدافع عن سياسة الرئيس اوباما وتقول في الوقت نفسه ان الصراع الليبي محدود الى درجة لا تتطلب موافقة الكونجرس بموجب قرار سلطات الحرب لعام 1973 . وانتقد جمهوري اخر هو السناتور جون مكين أسلوب معالجة اوباما للقضية لكنه قال ان منتقدي الحرب يجب ان يكفوا ويدرسوا الامر قبل ان يهبوا "لنجدة كلب الشرق الاوسط المجنون" في اشارة الى الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال مكين انه والسناتور الديمقراطي جون كيري سوف يقدمان مشروع قانون جديد يجيز استخدام القوة المحدود في ليبيا وذلك في محاولة لتفادي ما سماه مكين "تمردا جماعيا" في الكونجرس على سياسة حكومة اوباما. وقال مكين ان هذا التمرد نشأ عن "التأخير والتشوش والتعتيم" من جانب الرئيس بشأن المهمة الليبية وكذلك رفض السعي لاستصدار اذن من الكونجرس بالتدخل العسكري. وأذكى انتقاد الحرب في ليبيا حالة من عدم الارتياح العام في كلا الحزبين بشأن الدخول في حرب ثالثة بعد أفغانستان والعراق والمخاوف من تحمل تكاليف اضافية في وقت تواجه فيه البلاد دينا هائلا. وهناك أيضا عنصر متعلق بانتقاد رئيس من الحزب الديمقراطي من قبل مشرعين من الحزب الجمهوري بينهم مشرعون مثل ميشيل بتشمان ورون بول اللذين يسعيان لكسب ترشيح حزبهما لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة ويقود حلف شمال الاطلسي جهود حماية المدنيين في ليبيا. وقال بينر ان خطاب البيت الابيض لم يوضح ما اذا كان المستشارين القانونيين لاوباما وافقوا على رؤية الرئيس بأن الدور الامريكي في المهمة في ليبيا محدود الى حد لا يتطلب موافقة الكونجرس. وطلب اجابة لهذا السؤال بحلول يوم الجمعة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة شنت هجمات بطائرات بدون طيار وشاركت في محاولات لقصف مجمع للقذافي وقال "ننفق عشرة ملايين دولار في اليوم." ولكن جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض قال انه لا يتوقع "مزيدا من التوضيح" للمبررات القانونية للادارة بشأن ليبيا وأضاف أن البيت الابيض تشاور مع الكونجرس 41 مرة بشأن الحرب في ليبيا. وينص الدستور الامريكي على أن الكونجرس هو الذي يعلن الحرب وان الرئيس هو القائد الاعلى للقوات المسلحة. وحاول قرار بشأن سلطات الحرب في عام 1973 حل التوترات بين هذه الادوار فنص على منع القوات المسلحة الامريكية من المشاركة في عمليات عسكرية لمدة تزيد على 60 يوما بالاضافة الى فترة 30 يوما للانسحاب. ويقول بينر ان التسعين يوما ستنقضي يوم الاحد. وحث مكين الجمهوريين على عدم معارضة الحرب "لمجرد أن زعيما من الحزب المعارض يسكن في البيت الابيض." ولكن لم يكن الجمهوريون وحدهم الذين قالوا ان أوباما لم يبد اهتماما كافيا برأي الكونجرس. وقال النائب الديمقراطي بارني فرانك ان أوباما "ارتكب خطأ كبيرا بعدم طلب اذن من أجل التأييد" رغم أنه أضاف أنه كان سيصوت بالرفض اذا طلب أوباما هذا التأييد. وقال السناتور كيري وهو مقرب من ادارة أوباما للصحفيين انه لا يعتقد أن الولاياتالمتحدة في حالة حرب مع ليبيا ومن ثم لم يكن هناك حاجة ضرورية للحصول على تفويض من الكونجرس. ولكنه قال انه سيكون من الافضل اذا كان الكونجرس مؤيدا ولهذا فانه دعم اجراء مكين وجاء في خطاب البيت الابيض ان دور الولاياتالمتحدة في ليبيا تكلف 716 مليون دولار حتى الثالث من يونيو حزيران وقد يصل الى 1.1 مليار دولار بحلول 30 سبتمبر أيلول. وتعطل في مجلس الشيوخ اجراء كانت الادارة تريده من المشرعين بشأن ليبيا حيث أرجأت لجنة البنوك تصويتا أمس الخميس على مشروع قانون يسمح للرئيس باستخدام ما يصل الى عشرة مليارات دولار من الاصول الليبية المجمدة لتقديم مساعدات انسانية لليبيين المحاصرين في الحرب. وقال السناتور الجمهوري ريتشارد شلبي عضو لجنة البنوك ان التصويت تأجل بعدما تساءل بعض اعضاء المجلس عما اذا كان الرئيس لديه بالفعل الصلاحية في الافراج عن الاصول مما يجعل التشريع غير ضروري. 8