حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الزعيم الليبي معمر القذافي، الاربعاء 25 مايو 2011، من ان الضغط عليه كي يرحل سيكون "بلا هوادة" وذلك عقب ثاني ليلة على التوالي تتعرض فيها العاصمة طرابلس لقصف مكثف من جانب حلف شمال الاطلسي. وهزت ستة انفجارات مدوية العاصمة الليبية طرابلس في غضون عشر دقائق في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في اعقاب غارات مكثفة قبل 24 ساعة استهدف احداها مجمع القذافي وقال مسؤولون ليبيون انها اسفرت عن سقوط 19 قتيلا. وقال اوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه لا يمكنه توقع متى سيضطر القذافي الى الرحيل. واضاف "أتفق تماما على انه نظرا للتقدم الذي أحرز خلال الاسابيع الماضية يتعين على القذافي ونظامه ان يفهما ان الضغط الذي نمارسه سيكون بلا هوادة." واستطرد "أعتقد أننا حققنا قوة دفع كافية وما دمنا نحافظ على هذا المسار سيتنحى في نهاية المطاف. في النهاية سيكون هذا الامر عملية بطيئة وثابتة لانهاك النظام." ووصل القتال بين قوات قوات القذافي والمعارضة المسلحة طريقا مسدودا برغم الدعم الجوي لحلف شمال الاطلسي المستمر منذ شهرين بموجب تفويض من الاممالمتحدة بهدف حماية المدنيين. وينفي القذافي ان قواته تستهدف المدنيين ويقول ان قوات المعارضة تتألف من مجرمين ومتطرفين دينيين واعضاء في القاعدة. واجبرت الضربات قوات القذافي على التراجع بعد قليل من تعهده بعدم اظهار الرحمة في التعامل مع قوات المعارضة في معقلها في بنغازي. وتثبت قوات المعارضة منذ ذلك الحين عدم قدرتها على تحقيق اي انفراجة في مواجهة القوات الحكومية الافضل تدريبا وتجهيزا. وكرر كاميرون دعوة اوباما الى رحيل القذافي الذي يصور المعارضة على انها تخدم المخططات الغربية الرامية للسيطرة على نفط ليبيا. واضاف "اعتقد ينبغي لنا ان نزيد الضغط وستنظر بريطانيا من جانبها في كل الخيارات من اجل زيادة هذا الضغط." وقال اوباما ان مثل هذا الضغط لن يشمل قوات حلف الاطلسي. وتابع بقوله "لا يمكننا نشر قوات على الارض في ليبيا. "ستكون هناك بعض القيود على ضرباتنا الجوية في ليبيا." وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم الثلاثاء ان حملة القصف الجوي التي ينفذها حلف الاطلسي تحرز تقدما وينتظر أن تحقق أهدافها خلال شهور. وقالت فرنسا هذا الاسبوع انها ستنشر طائرات هليكوبتر هجومية في ليبيا لضمان المزيد من الدقة في الهجمات على مواقع موجودة بين السكان المدنيين في المدن الليبية. واعلنت بريطانيا أمس انها تدرس خطوة مماثلة. وقال مسؤول بحلف الاطلسي ان قوات التحالف استهدفت في اليوم الثاني من قصفها لطرابلس مستودعا لتخزين المركبات وموقعا لتخزين الصواريخ وصيانتها وموقعا للقيادة والتحكم على مشارف طرابلس. كما تعرضت اهداف حكومية حول مصراتة بغرب ليبيا التي تسيطر عليها المعارضة للقصف. وذكرت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان حلف الاطلسي قصف محطة اتصالات في زليطن ليل الثلاثاء مما اوقع خسائر مادية وبشرية. وفي لندن سعى وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لتبديد المخاوف من استدراج الدول الغربية لصراع على غرار العراق. وقال هيج لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "الامر يختلف تماما عن العراق لانه بالطبع في حالة العراق كان يوجد عدد كبير من القوات البرية شاركت بها دول غربية." وبالتوازي مع الضغط العسكري يتصاعد النشاط الدبلوماسي فسوف تبحث دول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى سبل كسر الجمود في ليبيا هذا الاسبوع مع توقع البعض ان تقترح روسيا خطة وساطة على الاجتماع.