عملية التخدير التي تعقبها عمليات تجميل وطبطبة، عند قراءة الواقع العربي والإسلامي،أحيانا تكون مهمة،لقتل الإحباط الذي يستولي على المجتمعات العربية !،لكنها تكون جريمة لاتغتفر،إذا صارت تزييفا للوعي، وتزويرا للواقع.. الواقع العربي والإسلامي يمر بأسوأ حالاته،الحروب الأهلية تفتك بكياناته السياسية،ناهيك عن ارتفاع مستوى الفقر والجهل والمرض، في كثير من الأوطان التي أصبحت تقتل نفسها بيدها،وتنزف دما.. القضية الفلسطينية لم يسبق لها أن مرت بأسوأ من الحالة التي تمر بها حاليا..حالة انقسام بين الفلسطيين أنفسهم،حصار لأهل القطاع في غزة،وقتل بطيء وممنهج يومي لأبناء هذا القطاع من المحتل الذي يمارس شتى أشكال العربدة والهيجان، وكذلك قتل يومي لأبناء الضفة الغربية برام الله والقدس،ومع كل تلك العربدة والسلوك الإجرامي الإسرائيلي، هناك حالة انشغال عربي بالدم النازف في سورية والعراق وليبيا واليمن..وهناك حالة تشظي قوية في الموقف السياسي العربي.. الجغرافيا السياسية في الجسد العربي مرشحة وبقوة للتشظي،وذلك تحقيقا لنظرية الشرق الأوسط الجديد التي كانت تلوح بها وزيرة الخارجية الأمريكية" كونداليزا رايس" سورية اليمن ليبيا في الخمس سنوات القادمة قد تستحدث فيها أنظمة ذات حكم فيدرالي تقوم على مرجعية مذهبية وعرقية،كل ذلك المخطط يحدث بفاتورة دم عربية تنزف يوميا،وبفاتورة مال عربية تصب في خزينة تجار السلاح في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرها من الدول التي تعتمد في اقتصادها على بيع الأسلحة.. الواقع العربي والإسلامي محبط..تلك حقيقة..من الخطأ أن نغيبها،يجب أن تشعر الأجيال أنها مقبلة على مستقبل مظلم،وذلك بفعل استسلام النخب السياسية والدينية والفكرية لداء المذهبية المقيتة،الذي بدأ يفتك بالجسد الحغرافي السياسي العربي.. إن أي محاولة لتجاهل هذا الواقع تعتبر بمثابة التزوير،وتعد تضليلا للرأي العام،بل تعد جريمة في حق الأمة!! نحن بحاجة لرفع مستوى الوعي،وهذا يترتب عليه إصلاحا حقيقيا للمشهد السياسي والديني الدعوي،لنعيد ترتيب الأولويات التي تعيد الثقة بين أبناء المجتمع العربي الواحد،بعيدا عن المذهبية المقيتة،لنقوم بتحديد العدو الحقيقي للأمة،الذي يسعى لأكلنا واحدا تلو الآخر!!!