ذات ليلة شتاء باردة و الأرض يكسوها الثلج وضع ثلاثة اشخاص على ثلاثة كراسي و سلمت لكل منهم كرة ثلج على أن يسلموا كراسيهم في الصباح .فأما الأول منهم فبات متشبثا بكرسيه و لم يفارقه و كلما احس بضمأ أذاب قطعة من كرة الثلج و شرب ماءها ، و أما الآخر فبات كذلك متشبثا بكرسيه غير أنه حافظ على كرة الثلج كما هي . وأما الثالث فقد نزل من كرسيه و بدأ في دفع كرة الثلج أمامه و كلما زاد تقدمه كبرت كرة الثلج ، و في منتصف الليل زارت اللجنة الأشخاص الثلاثة فأبعدت الأول و سحبت الكرسي منه ؛ و في الصباح استلمت الكرسي و كرة الثلج من الثاني كما هي و شكرته على أمانته فقط ؛ أما الثالث فقد سلم كرة الثلج و هي اكبر و أجمل و أفضل و بقي على كرسيه ليلة أخرى. مثل هؤلاء كمثل ثلاثة تسنموا مناصب قيادية !؟ فأما الأول فقد أذهب الموارد و لم يستفد منها غيره(كالمنبت لا ظهرا أبقى و لا طريقا قطع) ، و أما الثاني فقد تشبث بالكرسي و أبقى الموار كما هي فلا أفاد و لا استفاد (و غادر كفافا لا له و لا عليه) و أما الثالث فلم يكن همه الكرسي بقدر اهتمامه بتنمية الموارد لتصبح أفضل و أجمل و يستفيد منها أهلها ، فإن كانت اللجنة عادلة فسيبعد الأول (بناء على طلبه أو غصبا عنه) ، و يوجه الشكر للثاني بناء على أمانته و يبعد بناء على (مؤشرات أدائه) ،و يسلم للثالث كرسيا أكبر و موارد أكثر . و إن كانت اللجنة ......؟ فسيبعد الثالث لأنه خالف بروتوكول الكرسي،لوطننا الحبيب رؤية في 2030 ،و المناصب القيادية تحتاج من يكون قادرا على تحقيق أهداف الرؤية و كلنا ثقة في حكامنا لاختيار هؤلاء. إضاءة: يقول جيمس برانش كابيل: (على الرغم من اهمية ترك بصمتك في الزمن، هناك ماهو اكثر اهمية من ذلك: التأكد من أن تلك البصمة تشير نحو الاتجاه المستحسن والجدير بالمدح والثناء) خالد عريشي