ﻻ يكن شهرك القادم ، كمثله السابق ، ﻻتخلط الماء باللبن ، وﻻ الزيت بالعسل ، شهر إن بلغلته فقد غصت في بحر اللألئ والدرر ، ومهما جمعت منها فلن تجمع أكثر من قدرتك فقوتك هي "التقوى" وليست "العضﻻت" ، فتزود لذاك الشهر من أيامك التي تسبقه ، فلعلك تبلغه وانت في كامل قواك،لكي تمضي فيه بقوة وثبات ، وﻻتضعف أمام صغير العثرات ، إن جائك رمضان فأنت قد خضت مضمار السباق ؛فاحرص على أن تكون قويا من أوله إلى آخره استمتع فيه بكل خطوة ، وﻻ تلتفت إلى المدرجات فإنك ستضعف ، ففي المدرجات مغريات،من مسلسلات ومسابقات. فأنت في سباق التتابع مع نفسك في ثلاثة مراحل ، أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النيران،يظن الكثير أنه سيتغير مع بداية شهر رمضان 360 درجة وهذا محال ،، حين تبتعد عن الطريق مسافة 11 شهرا كيف ستصل إلى الطريق في لمح البصر ؛ أمامك أيام تمضي فتقرب فيها إلى الطريق الصحيح بما ستجده إن سلكت الطريق الصحيح ولك مني دليل بعض مما ستجده على الطريق(( صلاة ، صيام ، قرآن ، صدقة ، بر ، ذكر ، دعاء ، ......))* فعد إلى المساجد ، وانفض الغبار القرآن ، وأبذل ما تستطيع ولو بالقليل حتى يأتي رمضان شهر الرحمة والغفران وانت قد اعتد عمل صالح يقربك ، وفيه يزداد ويرفعك بلغنا الله وإياكم شهر رمضان وجلعنا فيه ممن يصومه ويقومه إيمانا و احتسابا.