منذ أن أصرت وزارة التربية والتعليم على انتهاج ( التقويم المستمر) كطريقة لتعليم الطلاب ،معتمدة في ذلك على كفاءة المعلم وضميره في المقام الأول، وآلية تبدو جيدة ولكنها لم تطبق على أرض الواقع كما ينبغي لخلل في المتابعة من المعلم والمنزل والمشرفين ، ظهر لدينا طالب لا يجيد القراءة ولا الكتابة ، طالب فاقد لأدوات التعلم ، ولم يكن ذلك معروفاً قبلها وبهذه النسبة اللافتة للنظر. هذا الطالب يصطدم على عتبة الثانوية بمواد نظرية وعلمية وعملية تتطلب التحليل والاستنتاج وتدوين النتائج وتسلسل الحلول ومنطقيتها ، وأنى له ذلك ، ولا سبيل آخر أمامه لكي يحقق النجاح الذي كان يقدم له على طبق من ذهب إلا الغش في الاختبارات ، سواء من زميله أو من (البراشيم ) ، فينتقل إلى الجامعة جيل تحوطه ( الأمية المقنعة) عدا المتميزين وهم قلة كما تعلمون. كارثتنا الحقيقية هي التقويم المستمر ، مهما تحدثوا عن آلياته وعن ملفات الإنجاز التي ينجز المعلمون معظمها بأنفسهم . وليت الوزارة تغض الطرف عن لغة الإحصاء وتلتفت إلى المنجز الحقيقي عبر اختبارات نقرأ من خلالها قدرات الطالب وإمكاناته العلمية واللغوية والكتابية . وقفة : عندما نطبق آلية تعليم في الميدان يجب أن نوفر كافة أدواتها ليكتب لها النجاح .