انتشرت «البراشيم» في الميدان التربوي، كانتشار النار في الهشيم، وبات الطلاب يستخدمونها بكثرة لتحقيق النجاح الباهر بالطرق الملتوبة، وتفادي سهر ما قبل الامتحانات وضغط المذاكرة، ما يعتبر تهديدا للمجتمع التعليمي لأن الطالب ينال مطلبه بتحقيق الدرجات العلا، غير أنه يخرج فارغ الرأس ولا يدري عن ما كتبه شيئا وحينها سيدخل باب الحياة الجامعية أو العملية بدون معينات تدفعه للنجاح الحقيقي، ويكتشف حينها أنه سقط في ذلك الامتحان الذي استخدم خلاله «البرشام» وإن كانت درجاته عالية يتباهى بها بين أقرانه وقتها. يقول الطالب محمد سعود (في الصف الثالث ثانوي)، إنه أصبح لا يستطيع المذاكرة كونه اعتاد على استخدام البراشيم أثناء الامتحانات، خاصة في المواد العلمية، حيث حقق النجاح في المرحلة المتوسطة عبرها، حسب قوله. وبين تركي زويد، وعبدالرحمن صالح (طالبا مرحلة ثانوية)، أنهما يعتمدان على تصغير أحد الكتيبات للاستفادة منه ك«برشام» في الامتحان نسبة لصعوبة المناهج. ويبتكر عدد من الطلاب والطالبات طرقا لاستخدام البراشيم، حيث يقول عبدالله الشامان (طالب مرحلة متوسطة): «أعلق البراشيم بشماغي وأستخدمها عند غفلة المعلم الملاحظ، وقد ضبطت في أحد الاختبارات، إلا أن الملاحظ أنذرني شفويا وسحب مني البرشام». وذكر سلامة عوض (طالب مرحلة متوسطة)، أنه يدخل البراشيم لقاعة الامتحان عن طريق وضعها بحذائه خشية ضبطها أثناء التفتيش الصباحي، ويستخدمها في الوقت المناسب. أما موسى مبارك (طالب مرحلة ثانوية)، يفضل وضع البرشام تحت الورقة واستخدامها أثناء غفلة المعلم الملاحظ، بينما يقوم علي حسين (طالب مرحلة ابتدائية) بتصغير جميع الأوراق التي يحتاجها قبل الاختبارات عن طريق إحدى المكتبات التي يتعامل معها باستمرار، مضيفا أنه لا توجد صعوبة في إدخالها إلى قاعة الإمتحان نظرا لصغر حجمها. وفي اتجاه آخر، أبان خالد عبدالله، عبدالقادر حمود من الطلاب المتفوقين بالمرحلة الثانوية، أنه لم يسبق لهم أن استخدموا «البراشيم» رغم انتشارها بين زملائهم، مؤكدين أنهم يحرصون على تحقيق الدرجات العالية بجهودهم الذاتية بعيد عن الغش الذي ينهى عنه الدين الإسلامي. وعلى صعيد الطالبات، فإنهن يجدن صعوبة في استخدام «البراشيم» نظرا لتخوفهن وحزم المعلمات في تطبيق الأنظمة عليهن، حسب ما قالت نورة المرواني وهيفاء العنزي وسلوى الزهراني، اللاتي أكدن أن كثرة الملاحظات يمنعهن من ذلك، ما يجعل ضبط حالات الغش داخل اللجان قليلة كون المعلمات يطبقن الأنظمة دون تردد. من جهتهم، أشار ل«عكاظ» عدد من التربويين يتقدمهم المرشد الطلابي بمتوسطة القادسية فواز العنزي والمعلم أحمد الشهري وسلطان العنزي (مدير ثانوية)، عبدالمحسن العنزي (مدير ثانوية)، وخالد الشهري (مدير متوسطة)، إلى أن انتشار هذه الظاهرة يعود لعدة أسباب، منها انشغال الطلاب بالملهيات اليومية وعدم المبالاة والجدية في الاختبارات، إضافة إلى ضعف دور الأسر في متابعة أبنائها، فضلا عن مساهمة عدد من المكتبات في تصوير الملخصات والكتب الدراسية للطلاب، مطالبين الجهات المختصة بالنظر إلى هذه المكتبات وتطبيق الأنظمة الصارمة عليها. وأضافوا «تغاضي بعض المعلمين عن ضبط عمليات الغش أثناء لجان مراقبة الامتحان جزء من المشكلة، لأن أغلب المدارس تقوم بعمليات التفتيش على الطلاب قبل دخول قاعة الامتحان». واردفوا «إذا ضبط الطالب في حالة غش في المرة الأولى يتم تحرير محضر بذلك مع إلغاء درجة جميع الأسئلة التي استفاد فيها من من وسيلة الغش، وإذا تكررت للمرة الثانية يتم إلغاء اختبار المادة التي ضبط متلبسا بالغش فيها، أما إذا تكررت للمرة الثالثة فتلغى درجة المادة التي غش فيها مع إلغاء درجات المواد التي بعدها».