في كل دول العالم يتماهى القطاع الخاص مع تطلعات الشعوب وتوجهاتها ويسعى لتحقيق تنمية مستدامة وشاملةحرصا منه على رفاهية مجتمعه وتقدمه في كل الاصعدة , فتجده يدعم الاندية بمختلف مناشطها ويبني المنشآت الخدمية والترفيهية وكل ذلك يحدث مع عنايته الفائقة بتحقيق اعلى معدلات ربحية ونجاحات كما وكيفا وذلك لأنه يرى نفسه جزءا متكاملا مع مجتمعه المحيط به . والامثلة على ذلك كثيرة وفي كل دول العالم بل حتى في بلدنا وليس بعيد عنا ماتقوم به شركة ارامكوا السعودية في المنطقة الشرقية من اطلاق برامج اجتماعية مختلفة هناك ولكن عندنا في منطقة جازان تبدو لي الصورة بها الكثير من الخلل فبرغم البيئة المحفزة التي توفرها الدولة ومن خلفها المجتمع للقطاع الخاص إلا أنه لايهتم كثيرا بتطلعات المجتمع ورفاهيته ناهيك عن خدمته اجتماعيا وثقافيا وترفيهيا فقل ان تجد في منطقة جازان شركة تتبنى برنامجا خدميا مميزا او دراسة بحثية تتصدى لمشكلة مجتمعية او بيئية أو حتى تبني ملاعب ترابية لا تحتاج الا لعوارض حديدية ويدها دائما مغلولة إلى عنقها وكل ما تفعله هو التلاعب على السعودة وشفط خيرات المنطقة المادية والطبيعية . وإن كانت هناك نماذج على استحياء إلا أنها تظل خارج السرب فهي لا تعدو كونها فلاشات صحفية عدا مؤسسة واحدة تبنى صاحبها الانفاق على نادي حطين بصامطه أما البقية فلاشي اقول لاشي وأنا أمط شفتي وأرفع كتفي متعجبا؟! بل إن بعض هذه المؤوسسات الخاصة وبدلا ان تكف شرها عن الناس فإنها تمد يدها لتخريب بيئة المنطقة الطبيعية بشكل همجي وغير مدروس وكأنها موكلة فقط بالشفط ولا أدل على ذلك من شركات الربيان او الاستزراع السمكي التي امتدت قبالة شواطيء السهي بمحافظة صامطه هذه الشركات التي احتكرت البحر لنفسها ومنعت اهله البسطاء من البحث عن رزقهم في ثنايا امواجه واقامت عليه حواجزها وسياجاتها الحديدية عنوة واعلنته منطقة محظورة بشكل استفزازي ولم تكتفي بالبحر بل جرفت اراضي زراعية بدعوى ان اهلها باعوها لها على مرأى ومسمع من كل المؤوسسات الحكومية في تخريب سافر للتوازن البيئي ثم حولت شواطيء السهي الى ثكنات مشبكة تحرسها دوريات مدولبة (ويا ويله ويا ظلام ليله من يقترب من البحر ليطاد على الشاطيء) فلاهي خدمت المجتمع وبنت وانشأت واقامت ودربت ووظفت وشاركت المجتمع ولو الفتات من ارباحها ولا هي اراحت الناس من شر سياجها وحراسها. واليوم وجشعا منها بدأت تتحرك لالتهام ما تبقى من شاطيء السهي ؛ ومتنفس محافظة صامطه كاملة ومصدر رزق للكثير من الصيادين البسطاء ورغم كل احتجاجات الاهالي الا ان اصواتهم لم تجدبعد اذنا صاغية من مسؤول لا على مستوى المحافظة ولا المنطقة الذين وقفوا في صف تلك الشركات الممتلئة نهما وطمعا وكل ذلك تحت ذريعة الاستثمار فأي استثمار هذا الذي لا يخدم الا طرفا واحدا ويتناسى مصالح امة ولم يبقى لهم الا سمو امير المنطقة هو الوحيد بعدالله من سيقف معهم ويصحح النظرة ليقول لجميع تلك الشركات دعوانكم للاستثمار وليس للاستعمار. 1