بعد سنتين من أول شرارة لما سُمي مجازا ب " الربيع العربي " وحالة الضبابية والتخبط والصعود والهبوط في تلك البلدان التي زارها " الربيع " وأطال مكوثه فيها حتى اليوم بقيت " المملكة العربية السعودية " في منأى عن التأثر بموجات المد " الربيعية " الدامية التي أثرت في سلطنة عمان والأردن ولبنان والعراق والسودان بدرجات ومستويات متفاوتة إلا من " حالات " محدودة نجحت في التعامل السريع والفوري معها , بقيت " المملكة " في هدوئها وسيطرتها ورزانتها لحكمة قيادتها ودور علمائها ووعي مواطنيها من كل المشارب والأطياف وهو أهم عامل ووعيهم أن " الهدوء " و " التؤدة " و " الزمن " و " عامل الوقت " عوامل كفيلة بكل " تغيير " يرجى حصوله أو " تطور " يلزم حدوثه . هذه الحالة " السعودية " ليست وليدة السنتين الأخيرتين بل هي " خارطة طريق " لأكثر من مائة سنة سابقة عايشت فيها " المملكة " ثورات وانقلابات وتغيرات محيطة في الخارج ومشكلات ومؤامرات وأحداث كبيرة في الداخل وبقي من بداخلها على كل المستويات بهدوئهم ومعالجتهم للأمور دون " فوضى " أو " تمرد " أو " عصيان " . ومع كل ذلك فيمكن لكل منصف أن يلحظ " التغيير" الذي يحصل في الداخل و " الحراك " الشبابي اللافت من الجنسين وخصوصا في آخر عشر سنوات ولكن على " الطريقة السعودية " وحسب سياسة نفس " طويلة الأمد " لا تنظر ولا تلتفت لأي محاولات " مشبوهة أو بيانات " لأهداف خاصة " , وأتوقع أن يستمر " التغير " بوتيرة أسرع في السنوات الخمس القادمة وبنفس الأسلوب " السعودي الصرف " .. 1