كانت كلّ المؤشرات والتوقعات مصحوبة بالرغبات تشير وتجمع على أن الأمير نايف بن عبدالعزيز هو الذي سيخلف شقيقه الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - في ولاية العهد، فالأمير نايف هو مرشح الملك.. وهو كذلك مرشح الأسرة المالكة وهو ايضاً مرشح الشعب ليكون اختياره تثميناً للخبرة المديدة التي اكتسبها منذ سنه الباكر وكيلاً لإمارة الرياض وما تبعها خلال عقود طويلة من توالي توليه للعديد من المهام والمسؤوليات. والأمير نايف يتوفر على شخصية تتسم بالروية والأناة وسعة البال وبالتأني فهو لا يصدر في قراراته عن انفعال جائر أو عاطفة عابرة ولهذا يتسم حديثه دائماً بالرصانة والرزانة والتؤدة، وتتسم قراراته بالتوفيق فهو على نحو جنب الوطن الوقوع في مهالك المخاطر وعليه فقد جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين للأمير نايف ولياً للعهد منسجماً مع حدس الشارع ونبضه. واللافت للنظر هو أوجه الشبه الكبيرة في السيرة الوظيفية للكبيرين سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ، وشقيقه نايف بن عبدالعزيز فقد كان سلطان أميراً للرياض وكذلك الأمير نايف إضافة إلى أن الأمير سلطان - يرحمه الله - تولى تحديث الجيش وحقيبة الدفاع عن الوطن في مواجهة أعداء الخارج فيما كان الأمير نايف وزيراً للداخلية ومعنياً بمواجهة أعداء الداخل.. ولعل دوره الحازم وصرامته الملحوظة في مواجهة الإرهاب علامة فارقة تميز الأمير نايف، وتميز براعة المملكة لدى دول العالم في اجتثاث شأفة التطرف ويحسب للأمير نايف تميزه وخروجه عن الانطباع السائد عن معظم وزراء الداخلية الذين يتسمون غالباً بالقوة والبطش والتجهم وقدر كبير من الخواء الفكري فهو - يحفظه الله - عكس ذلك كله فهو رجل مشهود له بالثقافة والعمق الفكري، ويُعرف عنه حبه للمثقفين والمفكرين الذين يلتقونه متى شاءوا عنده أو عندهم. ولطالما عقدت الملتقيات العفوية المتسمة بالبساطة والمكاشفة بين سموه، وبين النخب الثقافية في المملكة والأمير يرحب بمثل هذه الملتقيات لأنه يشعر أنها تقربه من نبض الناس وهمومهم واستجلاء آرائهم.. ومثلما أن الأمير نايف يؤمن بالحوار ويرحب بالشفافية إلا أنه رجل يؤمن بعدم مصادمة الشارع ولا يصادم قناعات الناس وإنما يتبع أسلوب المراهنة على أن الزمن هو مناط التغيير، وأن التحولات السريعة أو الدراماتيكية تورث في المجتمع الكثير من الدمامل والبثور. نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية هو رجل الأمن وعراب مواجهة الإرهاب، وأحد رموز الدولة السعودية الثالثة. أحب الناس كلهم وأحبه كل الناس وأمعنوا في التضرع لربهم يدعون له بالتمكين والتوفيق.