عندما تغيب الإجابة تحضر الأسئلة.. عندما تغيب الحقيقة يظهر الاجتهاد.. عندما تغيب الرؤية يصبح التأزم عنوانا.. الأهلي، واقع متأزم مقلق يكاد يهز القلعة عنوانه تخبط القرار أو قل تباعده، مما يشكل عبئا يرزح الفريق تحت وطأته لدرجة عدم المعرفة هل الخلل فني أم إداري. الواقع الأهلاوي يقول وبملء الصورة إن هناك رأيين يتصارعان في النادي أحدهما «فني» والآخر «إداري» لا أعرف إن كان نتيجة صراعهم أو نشوة نجاحهم انتصار قرار على الآخر وهل هذا الصراع هو من فرض هذا الواقع المتناقض؟. السؤال الأكثر أهمية في المدرج المجنون، ما الذي أحدث هذا الانهيار المفاجئ؟ وكيف تسرب في جسم الفريق؟، إذ حتى موعد الاستحقاق الآسيوي الكبير كان الجسد متعافيا وكانت الأحلام كبيرة، هذا الانهيار والذي كان حادا سريعا ظلت بوادره غائبة حتى عن الأكثر قربا من الفريق. هناك ما يقال في العامية إن عين الأهل تصيب منجزاته، الأهلي ليس بحاجة لإشكاليات خارجية لتبعثر أدواته، أهله كفيلون بهذا العمل لذلك استغرب المدرج المجنون حدة (الريس) وانفعاله بل وخروجه عن التقاليد الأهلاوية المتعارف عليها في المعالجة بهدوء وسكينة داخل أسوار القلعة، هل حدة الأمير نتيجة فصل أو قطع مع المدرب هل كان يتكئ على قرار جاهز بإبعاد المدرب، أعيد وأقول إن الحقائق غائبة في الأهلي. هناك خلل وخلل كبير في المنظومة العاملة للفريق، خلل في عدم الرؤية الموحدة للجهازين الفني والإداري تفضح أن العمل كان فيه من الارتجال ما يجعل الانهيار أسرع من بنائه. الإدارة تحمل المدرب كل الأخطاء بدءا من اختياراته (موراليس، الخميس، المحياني) والتي كلفت الملايين تنكر لها فيما بعد بل وطالب بإبعادها، هذا الارتجال الفني ممسك إداري عليه لذا رأى الريس وفريقه بالإضافة إلى عناد الكوتش سببا وجيها لطرده متذرعين أيضا بحالة تذمر اللاعبين وهي جبهة أخرى أتمنى ألا تدخل في هذا الصراع حتى لا تستشري نار الصراعات، أما المدرب وهو الحلقة الأضعف دائما في كل نزاعات أنديتنا كما أنه خط أحمر كما تقول روايات المدرج المجنون خاصة في هذا الوقت (منتصف الموسم)، يتكئ على موسم ماض استثنائي حينما هيئت له أدوات النجاح، هذا الاستقطاب الثلاثي يجعل من الحالة الأهلاوية سوق أسهم قابلا للانهيار في أية لحظة، هناك من يتصيد الوقت خاصة في ثنايا دقائق نزال الشباب غدا ويرون فيها الوقت المناسب لنصب المقصلة والإطاحة بالمدرب، لكن الواقع للمحايد يرى أن شركاء القرار في النادي تصالحوا مع هذا الواقع المرير ردحا من الزمن وأن حلا لهذه العقليات المتضاربة في القرارات أصبحت عادة لدرجة الاستيطان وأن حلولها تفوق قدرة المسيرين بل يرون أن الوعي التنويري على مستوى مدرجهم أعلى وأكثر فاعلية. إن اعتراف الريس بتحمل الجزء الأعظم من هذه الإشكالية هو بداية التصحيح وذلك لأن الاستقرار الفني ضرب في مقتل بسلبية الإدارة بخروج (كماتشو) والفشل في إيجاد البديل المناسب والمؤثر لتعويض الرمانة، لقد كان الفريق يتهادى نزولا رويدا رويدا أمام أعينهم بسبب العبث بمكونات استقراره وأصبح الحل «الترحيل» لكل الأزمات في ظل مسكنات لا تشفي وضع الفريق المتأزم. الأهلي لا أعتقد ومن خلال المعطيات أكثر صمودا على انفجار أحسبه غدا إلا إذا ستر الله. لقد أصبح الرأسان «الفني» و«الإداري» أكثر صراعا بل وعلنيا وهو ما يجعل وضع الفريق تحت مقصلة صراع القوى، لذا أعتقد أن حل جلوس لجنة مناقشة المدرب هي الحفاظ على ما تبقى من اللحمة الأهلاوية على اعتبار الشخصيات الأخرى التي ستحضر مع الريس لمناقشة المدرب هي بمثابة «إطفاء» عند شرارة اشتعال الحريق بين الرأسين. إن استقرار الأهلي حلم أصبح كلما لمس، نفر أكثر هياجا وهي عادة ابتلي بها الأهلي من أبنائه. لست مع تسطيح الواقع في أن مشكلة الأهلي تتلخص في صانع ألعاب وظهير أيمن، «الأهلي» ما زالت فيه ريحة بيئة طاردة تغير الجميلين فيه، جمال الموسم الماضي والروح المتقدة والإبداع الجماهيري أضحت أو أمست كأنها بقايا زرع مرت به ريح فأخذت منه وتركته هامدا. *** كسب الابن الشرعي للكرة السعودية أحمد عيد الانتخابات وأصبح رجل الكرة الأول، كان من الطبيعي أن يكسب هذا الكرسي وفق سيرته التي لابد أن تنتهي بهذا المقام، ما ينتظره «عذاب» لن يوقفه لا قانون ولا انضباط، لسنا بحاجة لمثاليات فالدبابير تنتظر في العش!! تشويه الرئيس التاريخي «وظيفة» أوكلت لك وللفريق العامل في القناة كشرط للاستمرار فيها!.