هل حصل يوماً أن كانت أسمى أمانيك " فتح باب البيت ، ورمي القمامة"؟؟!! هذا بالضبط ما أراه من أبناء جاري منذ سكنت في هذا الحي، هو جار مجاور لا أراه إلا نادراً ، بل حتى في المسجد لا تراه ، رغم إعفائه .. وتقصيره..!! بالصدفة علمت أن له عيالا!! عددتهم ، ربما أربعة ، كبيرهم لا يتجاوز الثانية عشرة ، وصغيرهم ربما في السادسة .. إنهم يعيشون ما بعد التخلف والانعزال .. مظاهر غريبة! ثياب مرقعة! هم لم يدرسوا حتى الآن!! لم أتعرف عليهم إلا من خلال تلك المشاهد الخارقة بالنسبة لهم ، مناظر السيارات والمارٓة أمام الباب ، حين يلتقطونها من طرفٍ خفيّ ، على حين غفلة من الولي..؛ ( بالدور يا عيال )..أي مشهد سينمائي الذي يجعلهم على شكل "طابور"كل منهم يريد "طلّة" على العالم الخارجي!! أوقفت سيارتي يوماً في شارع منزلي المقابل لمنزلهم .. وفجأة !! رأيت طفلاً ، رثّ الثياب ، حائر الخطو ، الأكمام إلى نصف الساعد ، وكذا الثوب إلى ما فوق نصف الساق !! لباس شاتٍ في عزّ الصيف!! لعله لافٍ من غطفان أو هذيل!! أوه! ماذا يفعل!؟ إنه يهرب من بيت أبيه !!؛ توقف وبشكل بوليسي يلفه الترقب والخوف ، أخرج المفتاح من جيبه ، وفتح باب سيارة أبيه " التي لايعرف جنسها ووصفها!" ثم ركب وأغلق الباب على نفسه وبهدووووء.. راح يرقب من النافذة مظاهر المدينة والحياة !!! , رفعت سباحتي لاهجاً حمداً .. ربِّ أعوذ بك من سبل الغواية .. ربِّ اهد والدهم وصدق الحبيب إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ ). 1