أمير حائل يدشن إنتاج أسماك السلمون وسط الرمال    المسند: طيور المينا تسبب خللًا في التوازن البيئي وعلينا اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تكاثرها    التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية    جازان: القبض على شخص لترويجه 45 كيلوغراما من «القات»    بناء الأسرة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية    معرض الكتاب بجدة كنت هناك    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    الهلال يُعلن مدة غياب ياسر الشهراني    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحيح و الصريح عن طوفان الأربعاء بجدة
نشر في جازان نيوز يوم 31 - 01 - 2011


ا
من اجل الحكم الصحيح و المنصف على أي قضية يجب دراستها من جميع جوانبها بتجرد و موضوعية و من جملة هذه القضايا طوفان الأربعاء بجدة الذي حصل حوله الكثير من اللغط و اعرض وجهة نظري عما حدث :
أ‌- توقيت حصول الطوفان :
حصل هذا السيل يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة 1430 أي يوم التروية من ايام الحج
و في موسم الحج تستنفر الحكومة السعودية بجميع إمكانياتها لخدمة الحجيج و تنظيم امورهم حتى يؤدوا هذه العبادة العظيمة بيسر و سهولة
و هذا يؤدي إلى وجود خلل و فراغ في بعض النواحي الخدمية و غيرها في بقية المناطق
و هذا يدخل في باب العناية الخاصة التي توليها الحكومة السعودية لخدمة الاسلام و المسلمين و في باب الايثار فهي تقدم خدمة ضيوف الرحمن و الحفاظ على امنهم و رعاية شؤونهم على نفسها
و هذا ما حصل في طوفان جدة من وجود خلل في بعض النواحي اثناء الطوفان.
و كذلك حصل هذا الطوفان بعد انعقاد قمة المناخ التي تناقش موضوع الاحتباس الحراري و ما يتسبب به من كوارث و اخطار على البشرية جمعاء و من جملة هذه الأخطار حصول هذه الفيضانات و السيول و الأعاصير التي لم تكن معروفة من قبل و بالتالي لم يتم اخذ الحيطة و الحذر منها و التي تتسبب بها الدول الصناعية
ب‌- الموقع الذي حصل فيه الطوفان :
تقع مدينة جدة على البحر و على مسار عدة اودية و التي تتجمع فيها السيول لتصب في البحر و اغلب مجاري هذه السيول مجهزة و مكساة بالخرسانة و الاحياء التي حصل فيها الضرر الأكبر و هي الأحياء الجنوبية الشرقية من جدة تقع على مسار تجمع عدة اودية و في هذه الأحياء يوجد مجرى سيل مجهز
و تربتها من النوع السيء و المياه السطحية قريبة من سطح الأرض ففي بعض الأماكن لا تتجاوز المتر
و هناك بعض الشوارع ميلها عكس الميل الطبيعي أي باتجاه البحر و هذه تسبب مشكلة في تصريفها
تعتبر مدينة جدة بوابة الحرمين الشريفين و بسسبب قربها من الحرمين الشريفين فهي ملاذ لكثير من المتخلفين عن الحج و العمرة و منذ عشرات السنين و هذه احد اسباب انتشار العشوائيات في جدة
تنمو مدينة جدة بشكل كبير فقد تضاعف حجمها عدة مرات خلا ل العقود الماضية
فالأحياء العشوائية التي تضررت كثيرا من السيل كانت منذ فترة خارج مدينة جدة و الآن اصبحت ضمنها
ج- الطوفان نفسه :
إن غزارة السيل الذي حدث لم يشاهد على الأقل منذ اربعين سنة
فارتفاع الماء وصل في بعض الأمكنة لأكثر من ثلاثة امتار و هذا ما ادى إلى تواجد ثلاثة سيارات فوق بعضها
و قد حفر السيل في الأرض في بعض الأمكنة اكثر من ثلاثة امتار و ردم في امكنة أخرى تقريبا مثل ذلك
و قد جرف حواجز اسمنتية تزن بالاطنان و قلب سور الجامعة و خرب اجزاء من طريق الحرمين المنفذين و فق المعايير و المواصفات الهندسية
و تسبب باضرار لجامعة الملك عبد العزيز المنفذة وفق اعلى المعايير الهندسية - و اعرف ذلك عن قرب- و بها شبكة تصريف امطار و غير ذلك من المتطلبات
اما القول بأن غزارة الأمطار التي هطلت على جدة في ذلك اليوم لم تكن بهذا الحجم الذي يتسبب بهذه الكارثة فصحيح و إنني قلت مثل ذلك للوهلة الأولى و لكنني بعد أن ذهبت إلى موقع الكارثة و صدمت بحجم الدمار الحاصل و بعد أن اطلعت على بعض صور هذا السيل الرهيب و استمعت إلى تقرير هيئة الأرصاد حول حجم الأمطار التي هطلت في ذلك اليوم و التي لا تشير إلى هذه الكمية التي تتسبب بهذه الكارثة فوقعت في حيرة لوجود تناقض في هذه المعطيات و علمت أن هناك حلقة مفقودة في هذه القضية فبحثت عن هذه الحلقة المفقودة فتوصلت إلى التالي: هناك ظاهرة في جدة شاهدتها اكثر من مرة و هو هطول امطار في بعض الأحياء و في البعض الآخر لم تهطل ابدا أو تهطل في بعض الأحياء أكثر من أحياء أخرى
و الأرصاد الجوية تضع اجهزة القياس في مكان محدد من جدة فمن خلال الظاهرة التي ذكرتها سابقاً فإن معطيات مقياس المطر لا يمثل الكمية الفعلية التي هطلت على كامل محافظة جدة
و بالتالي فإن الحل المنطقي لهذا اللغز من وجهة نظري هو هطول امطار بغزارة عالية على الأطراف الجنوبية الشرقية من جدة - حيث لا توجد اجهزة القياس - وهي منطقة تجمع عدة أودية فتجمعت هذه الأمطار و شكلت هذا السيل الجارف و دخلت جدة من خلال هذه الأحياء التي تضررت كثيراً و اؤكد مرة اخرى بأن في هذه المنطقة مجرى سيل مجهز.
و للموضوع تتمة سيتم نشرها لا حقاً إن شاء الله.
الغثاء الذي حمله طوفان الأربعاء بجدة
إن من الغثاء الذي حمله هذا السيل هو الآتي :
- هذه الضجة الاعلامية الغير مبررة و الطريقة التي تناولت بها اغلب وسائل الاعلام هذا الخبر :
نعم إن حياة الانسان غالية و لا تقدر بثمن و لكننا نؤمن بقضاء الله و قدره و إن ما حدث يحدث في معظم دول العالم و في اكثرها تقدما و غنى مثل امريكا كما حصل منذ سنتين الاعصار الذي دمر ولاية باكملها و مثل ما حصل في تسونامي و غير ذلك
ففي اغلب هذه الكوارث يتم تناول الخبر خلال يوم او ثلاثة ايام و ينتهي الأمر و لا يتم نشر هذا الكم الهائل من الصور و يتم نشر الخبر بعين الرحمة و الدعوة لمساعدة المنكوبين و المتضررين
بينما في كارثة جدة لا تزال إلى الآن بعض وسائل الاعلام و مواقع الانترنت تتناول هذا الأمر و لكن بعين الفضح و تحميل المسؤولية و القاء اللوم و التهم جزافاً و الدافع لهذا احد الأسباب التالية:
1- البساطة و السطحية التي تتمتع بها بعض وسائل الاعلام السعودية
2- الرغبة في السبق الصحفي او نقل الخبر فيتم نشر ما هب و دب دون تحقق و دون شعور بالمسؤلية بالاضرار التي يتسبب بها هذا النشر و دون مراعاة الخوف من الله الذي سوف يحاسبنا عن كل ما نتكلم به و ننشره فالكلام ليس ببلاش كما يتصوره البعض و هذه ازمة نعيشها و تستحق موضوع مستقل
3- الرغبة الشديدة في الشهرة فيتم الانسياق وراء عواطف الناس التي ترغب بالمثير و تعشق اللوم و النقد و القاء التهم و نشر الاشعاعات و الفضائح و هذه مشكلة خطيرة تستحق موضوع مستقل
4- الشره في الربح المادي السريع
5- الاستخدام السلبي لبعض و سائل الاعلام السعودية للحرية التي تتمتع بها
6- التشويه الممنهج لسمعة السعودية و باسلوب خبيث و خفي الذي تقوم به بعض و سائل الاعلام العالمية و الاقليمية و التي تعمل لصالح جهات معادية للإسلام و العرب .
7- و قوع بعض وسائل الاعلام العربية و الاسلامية كضحية و عن حسن نية في شبك هذا الاعلام المعادي و الممنهج.
8- وقوع بعض وسائل الاعلام السعودية في مصيدة جهات تضررت مصالحها سابقاً و تريد استغلال هذه الكارثة لتصفية حساباتها من الجهات الحكومية التي تسببت لها بهذا الضرر على حساب المصلحة العليا للوطن.
- الغمز و اللمز في السعودية الذي يقوم به البعض من غير السعوديين :
البعض من غير السعوديين و الذين وقعوا ضحية هذا الاعلام الممنهج و المعادي للسعودية و منهجها وجدوا هذه الكارثة مرتعاً خصباً لهم للطعن في عرضها
متناسين او متجاهلين ان السعودية مدت يد المساعدة لجميع الدول التي حلت بها كوارث من هذا النوع و لم يشمت السعوديون بهذه الكوارث التي حلت بهم بل تعاطفوا معهم و ساعدوهم ماديا و معنويا
متناسين او متجاهلين ان مثل هذه الكوارث حصلت في كثير من الدول العربية و الاسلامية مع الفارق الكبير بينها وبين كارثة جدة لأنها حصلت باخطاء فنية واهمال في مراعاة الأمن و السلامة و ذهب ضحيتها اضعاف ما ذهب في كارثة جدة مثل انهيار السدود و غرق العبارات و الزلازل و حوادث الطرق و سكك الحديد المريعة و السيول و الفيضانات و غير ذلك .
و اخص بالذكر الذين يبصقون في الإناء الذي يلعقون منه و اذكرهم بأن من اخلاقنا الاسلامية و العربية الأصيلة عدم الشماتة بمن تحل به مصيبة و تقديم العزاء للمصابين و المتضررين و تقديم المساعدة قدر المستطاع لهم .
- الحديث حول مشاريع الصرف الصحي بجدة :
هذه المشاريع التي يتم اثارتها الآن لا علاقة لها بهذا السيل و لا تخدمه فهل من المنطق ان تستوعب شبكة صرف صحي او مطري هذا النهر الجارف فلو كانت موجودة لسدت من هذه الأتربة و المخلفات و وجب تجدديها فمشكلة الصرف الصحي شئ و مشكلة السيل الذي حدث شئ آخر
و إنني لا أبرأ و لا أدين أمانة جدة او المقاولين فهذا من اختصاص لجنة التحقيق التي تم تشكيلها .
و لكنني اود ان اشير إلى امور يمكن أن تلعب الدور الأكبر في هذه المشكلة من حيث البدء بالمشروع و التأخير في التنفيذ و هي الطبيعة الجغرافية و الجيولوجية و التطور العمراني السريع لمدينة جدة فليس من السهولة التي يتصورها البعض تنفيذ هكذا مشاريع عملاقة في مدينة كبيرة و حيوية و مكتظة فهناك مشاكل و عقبات كثيرة تعترضها مثل انهيارات التربة و معالجة المياه السطحية و مياه الأمطار وخطوط الكهرباء و الهاتف و الماء و تنظيم السير و الاختناقات المرورية بالإضافة الى المشاكل الهندسية و الفنية و المالية التي تظهر اثناء التنفيذ و تحتاج للبت فيها من قبل جهات مختلفة فهي تحتاج لتنسيق مع جميع الجهات الحكومية.
- الحديث حول الأحياء العشوائية و البناء في الأودية بجدة:
إن هذه المشكلة هي مشكلة عالمية و تعاني منها معظم دول العالم بما فيها الدول المتقدمة و لها اسبابها و مسبباتها
والذي تسبب بزيادة نسبة هذه المشكلة بجدة دون مدن المملكة هو قربها من الحرمين الشريفين فهي ملاذ لكثير من المتخلفين عن الحج و العمرة و منذ عشرات السنين
و استطيع ان اؤكد أن نسبة هذه العشوائيات في دول الخليج هي الأقل عربياً و من اكثرها خدمة
- الحديث حول الفساد الاداري في الجهات الحكومية:
إنني لا انفي و جود فساد في بعض المؤسسات الحكومية و لكنني استطيع أن اؤكد انه الأقل عربيا بفضل تحكيم و تعظيم شرع الله في هذا البلد المبارك و الذي يولد مخافة الله في قلوب الناس.
و إن كثير من الأخطاء تحدث بدافع الرحمة التي يتميز المواطن السعودي و التي يتم توظيفها بشكل سلبي من قبل بعض الموظفين التابعين لجهات حكومية مختصة بمنع التعديات و العشوائيات و غير ذلك من الأمور التنظيمية
فهناك الكثير من المشاريع يتم تأجيلها بدافع ضخ و تحريك الأموال و تحقيق المصلحة لبعض فئات الشعب مثل تأجير الممتلكات للجهات الحكومية أو الخاصة و غير ذلك.
- الحديث حول المشاريع المتعثرة أو التي لم تنفذ او التي تحدث بها اخطاء :
إن السعودية لا تزال تصنف ضمن الدول النامية فهي تعاني ما تعانيه بقية الدول النامية من مشاكل
و لكنني استطيع أن اقول إن السعودية لديها إرادة حقيقية في التطور و النهوض و التنمية و تلافي الأخطاء و هي تسعى و تسابق على العالمية و ليس على الإقليمية فقط
و بسبب ضخامة المشاريع التنموية و كثرتها التي تم طرحها في السنوات الأخيرة و التي تفوق طاقتها من وجهة نظري تسببت بهذه المشاكل التي يتم الحديث عنها فالمشاريع بحاجة لجهات مختصة تديرها إداريا و فنياً و إقتصاياً فالعبئ الكبير على هذه الجهات يؤدي إلى حدوث بعض الخلل
و كذلك تنفيذ هذه المشاريع بحاجة إلى شركات و مؤسسات كبيرة تمتلك كوادر فنية و إدارية و يد عاملة مدربة و سوق العمل في السعودية لا يستوعب هذا الكم الهائل من المشاريع العامة و الخاصة .
و كذلك بسبب توجهات السعودية العربية و الاسلامية و الانسانية و بسبب قلة التكاليف ايضاً يتم استقدام عمالة غير مؤهلة من الدول النامية تسهم في تفاقم هذه المشكلة
و هناك أولويات في عملية التنمية فعلى سبيل المثال ليس من الحكمة عمل حماية لجدة من اخطار البحر المتوقعة بسبب الاحتباس الحراري و هي لا تزال بحاجة إلى المزيد من الخدمات مثل الكهرباء و المدارس و الطرق و الكباري و الصرف و الماء و الذي تزيد الحاجة إليها بسسب الانفجار السكاني
و كذلك إن أي مخططات أو حلول يتم طرحها يتم بناءً على دراسات و إحصاءات لسنوات محددة و إلا فلو بنيت على توقعات أو حوادث وقعت منذ زمن بعيد لوجب على سبيل المثال اخلاء معظم مدن العالم بسسبب طوفان نوح عليه السلام و إخلاء معظم احياء مكة المكرمة و ثلث جدة بناء على سيول حدثت من مئات السنين .
خلاصة القول حول مأساة الأربعاء بجدة
الآيات و الأحاديث التي تنهى عن الغيبة و إشاعة الفاحشة و القذف دون بينة كثيرة و الأغلب يعلمها
و القاعدة القضائية تقول :
تبرئة مائة متهم خير من اتهام برئ
و كذلك المتهم برئ حتى تثبت إدانته
و من وجهة نظري إن قرار خادم الحرمين الشريفين الحكيم بتعويض المتضررين (مليون ريال للشهيد بالإضافة إلى الأضرار في الممتلكات و إسكان المتضررين في شقق مفروشة حتى يتم تأهيل منازلهم ) و تشكيل لجنة تحقيق من احد أهدافه إيقاف هذا اللغط و القيل و القال الذي ضره اكبر من نفعه فالأمر صار موكلا لهذه اللجنة المتخصصة فمن الالتفاف حوله الكف عن هذا لأنه يسئ إلى سمعة السعودية في الخارج و يضعف الحس الوطني في الداخل و المصلحة العليا للوطن يجب أن تقدم على المصالح الخاصة و خاصة في هذه الظروف الحساسة و من الأفضل التركيز على مساعدة المتضررين فهذا يفيدهم أكثر من الكلام .
و إن ما أقوله ليس اختراعاً و لكنه من البديهيات
فعندما يرى عاقل نهراً جارياً من الجهة الشرقية فورا يتبادر إلى ذهنه بأنه يوجد في هذه الجهة إما نبعاً أو أمطارا غزيرة هطلت في هذه الجهة و لا يتبادر إلى ذهنه بأن هذا النهر يمكن أن تستوعبه شبكة صرف صحي
فإذا جاء من يقول له لا ليس هذا صحيحاً بل السبب ماسورة مكسورة في الجهة الغربية و المسئول عن ذلك البلدية الفاسدة و غير ذلك من الكلام.
فبربكم ما دخل هذه بتلك و غالب ما يتم طرحه بعيداُ كل البعد عن مأساة السيل
و لكن رب ضارة نافعة و أظن أن هذه الكارثة ستكون مفصلاً في تاريخ المملكة الحديث حيث ستصحح الكثير من الأمور إن شاء الله
و لا أدرى من أين أتى هذا التصور بأن السعودية هي الدولة الوحيدة التي تمتلك الأموال و عليها ألا تخطئ بدا و لا يجوز تشبيهها بدول العالم
علماً بان ميزانية بلدية بعض المدن الغربية تعادل ميزانية الدول العربية بجمعها
و لا ادري لماذا لا يجوز تشبيه كارثة جدة بباقي الكوارث الطبيعية مثل فيضانات باكستان و استراليا و الصين و البرازيل ؟؟؟؟
فكارثة جدة تسببت بها أمطار لم يحدث مثلها على المدى القريب حتى يتم اخذ الحيطة و الحذر منها
فليس لدي معلومات بأنه توجد أجهزة تستطيع أن تتنبأ بالكميات الفعلية للأمطار التي سوف تهطل و مكان هطولها بشكل دقيق و إذا كانت موجودة فهل تمتلكها هيئة الأرصاد في بلد صحراوي
و لكنني أستطيع أن أقول بأنه لا يوجد مواطن وصل لأعلى حد من الانحلال الخلقي يعلم بأنه سوف تحصل كارثة تحصد أرواح المئات و تتسبب بأضرار كبيرة في الممتلكات و لا يبلغ عن ذلك فيجب أن نحسن الظن يبعضنا
و كذلك الإعصار الذي تسبب بتدمير ولاية أمريكية كان بفعل رياح قوية شكلت أمواج ضخمة ضربت المدن الساحلية و أغرقتها و كان يمكن عمل مصدات حماية و هي تمتلك إحصاءات لمئات السنين و عندها مراكز رصد و تنبؤ متطورة بينما الدول النامية تمتلك إحصاءات لعدة سنوات و بعضها لا يمتلك
و كذلك الزلزال الذي حدث في إيران منذ فترة قريبة - والتي تدعي الادعاءات و تعرض الاختراعات- و ذهب ضحيته بحدود خمسين ألف قتيل لم يتم نشر هذا الكم الهائل من الصور و لم تثر هذه الضجة الإعلامية رغم أن الزلازل يمكن الاحتراز منها الآن في التقنيات الحديثة
و عظم الخسائر في إيران يدل على أن المباني لا يراعى فيها المعايير الهندسية اللازمة و إجراءات السلامة رغم أنها تقع على خط زلزالي و لا ندري هل تم تعويض المتضررين أم لا ؟؟
و إذا تم تعويضهم فكم سنة سوف تستغرق الإجراءات ؟؟؟
بينما في السعودية في زلزال العيص منذ عدة اشهر اتخذت كافة الاجراءت الاحترازية لسلامة السكان و على نفقة الدولة لأن ذلك يقع ضمن الممكن بينما في كارثة جدة لم يحدث هذا من قبل ليتم الاحتراز منه
و عندي الكثير لأقوله و لكن نهجي في الكتابة أن ابتعد قدر المستطاع عن التخصيص حتى لا تثار النعرات و اكتفي بالإشارات
فأقول باختصار و عن دراية و علم لو علم السعوديون حقيقة ما يدور في المجتمعات التي حولهم لشكروا الله صباح مساء على ما خصهم من نعم و خاصة هذه القيادة التي تنتهج الكتاب و السنة
و أؤكد لكم بأنني اعرف جيدا ماذا يدور في هذا المجتمع و لذلك اكتب هذه المقالات ظناً مني بأن هذا هو الأسلوب الأمثل للإصلاح
و أحسب و لا أزكي على الله أحد بأن هذا البلد المبارك هو الأقل فساداً في المنطقة لأنه يحكم بشريعة الله التي تولد مخافة الله في القلوب و كما يقال ( من يخاف الله لا تخاف منه ) .
لأن هناك بلدان عربية يتم هدر طاقاتها و لا يبقى سوى الفتات للشعب
فلو حدث هذا السيل في بلد عربي آخر- لا سمح الله - لكانت كارثة بكل ما تعنيه الكلمة ومن يقرأ هذا المقال من الأخوة العرب يعرف ذلك جيداً
فعلى سبيل المثال هناك طرق في بعض البلدان العربية من زمن الاحتلال و عندما يراد تجديدها فطريق لا يتجاوز طوله عشرات الكيلومترات يستغرق إنشاؤه أكثر من عشر سنوات و يذهب ضحية إنشاؤه أضعاف كارثة جدة بسبب عدم مراعاة الأمن و السلامة و دون تعويضات بل و يدفع صاحب المصيبة حتى تنتهي إجراءاته الرسمية
و حدثني من أثق بكلامه بأنه حصل حريق لممتلكات مستثمر في بلد عربي فوصلت سيارات الإطفاء من بلد ذلك المستثمر قبل سيارات الإطفاء من هذا البلد و التي حضرت اغلبها لا تصلح للاستعمال و يجب تنسيقها.
علماً بأنه في أغلب الدول العربية يتم اخذ كلفة الإسفلت و الصرف الصحي و الأرصفة من المواطنين رغم إمكانياتهم المتواضعة بينما في السعودية على نفقة الدولة.
و لو كان النقد الغير منضبط يجدي لكانت الدول العربية في مقدمة الدول المتقدمة فالكل يشك في الكل و الكل ينتقد الكل و القليل من يعمل لمصلحة الكل
و هناك معيار سهل يتم من خلاله تقييم البلدان ومعرفة مستواهم في جميع نواحي الحياة هو الأجهزة الأمنية فإذا كانت الأجهزة الأمنية فاسدة و ظالمة فاعلم أن جميع نواحي الحياة كذلك و العكس بالعكس
و احسب أن الأجهزة الأمنية السعودية من أفضل الأجهزة في العالم
و السعودية بلد مستهدف من الأعداء لأنها تضم مقدسات المسلمين و تحكم بالكتاب و السنة و بالتالي فالدفاع عن سمعتها يدخل في باب الدفاع عن المقدسات و عن شريعة الله و هذا ما أقوم به
فعلى سبيل المثال قامت إحدى القنوات الفضائية المعروفة و التي يشاهدها عشرات الملايين في العالم و بعد أكثر من عشرين يوما من الحادثة بعرض الصور المؤثرة عن الطوفان و ختمتها ببضع كلمات عن سبب الكارثة و هي عدم وجود صرف صحي و قلة الخدمات المقدمة للمتضررين
فهذا المشهد يعطي أسوأ انطباع عن السعودية في الداخل و الخارج و من جملتها الاستهانة بحياة الناس علما بأن السعودية من أكثر الدول اهتماما بحياة الإنسان و كرامته و أقول ذلك بكل ثقة و عندي الأدلة و سوف انشرها بموضوع مستقل
لأن العاطفة تثار بعد عرض هذه الصور المروعة و هنا يخمد دور العقل فلا يحلل و لا يفكر و يأخذ هذه الكلمات التي ختم بها المقطع الإخباري كما هي و التي هي الهدف من نشر الخبر بهذه الطريقة
و إلا كيف يتقبل العقل أن شبكة صرف صحي أو مطري تستوعب هذا النهر
و لاحظوا الفرق بين التغطية الإعلامية لكارثة هايتي و الفيضانات في الصين و باكستان و البرازيل و استراليا و بين مأساة جدة
فهل يتم توجيه اللوم إلى حكومات تلك الدول لعدم اخذ إجراءات اللازمة
و لاحظوا الإعلام كيف يركز على استدرار العواطف لتقديم مساعدات للمتضررين بينما في مأساة جدة الأمر مختلف تماما
و الامطار التي سقطت على جدة يوم الاربعاء 22/2/1432 تفوق كمية الامطار التي هطلت العام الماضي
و نتيجة الاجراءات و الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة مشكورة خلال العام الماضي و التي تضاهي الدول المتقدمة - من وجهة نظري- ساهمت الى حد كبير في تخفيف الاضرار بفضل الله
و هناك مبالغة كبيرة في حجم الاضرار التي حصلت هذا العام فالاضرار هذا العام لا يمكن مقارنتها بالاضرار التي حصلت العام الماضي
و ان الحل الجذري لهذه المشكلة الطارئة بسبب تغيرات المناخ في العالم و التي لم تكن موجودة من قبل يحتاج لاعوام و لمبالغ طائلة
و ان مثل هذه الامور تحدث في الدول المتقدمة مثل امريكا و الصين و استراليا و البرازيل و الهند
و لو ان ما حدث جرى في أي دولة اسلامية اخرى لكانت كارثة بكل ما تعنيه الكلمة و الوافدون يعرفون معنى كلامي جيدا
- و اود ان اسال هؤلاء الذين يثيرون هذه الضجة و اتمنى ان يجيببوني عليها بصراحة و وضوح :
- هل كانت نظرتكم ايجابية عن الحكومة السعودية قبل هذا الطوفان و تغيرت بعده ام كانت سلبية كما هي الآن ؟؟؟؟
و يموت سنويا بسبب الحوادث المئات و تتلف ممتلكات بالمليارات و اضعاف ضحايا الطوفان و اغلبها نتيجة اخطاء شخصية من الشعب في القيادة فلا تكاد تخلوا عائلة من هذه الحوادث المميتة فهل غيرتكم على حياة هؤلا ء بنفس المستوى فتعبرون عن سخطكم من تصرف بعض افراد الشعب بطريقة غير مسؤولة ام تقولون قضاء و قدر و تحتسبون ؟؟
و لماذا لا ارى مئات المواضيع التي تنتقد تصرف هؤلاء الشباب الطائش في القيادة حرصا على ارواحهم ؟؟؟
و المخدرات تتسبب بمآسي تفوق باضعاف ماساة جدة فلماذا لا ارى هذه الاقلام الحريصة على ارواح و عقول هؤلاء الشباب تكتب و تحذر و تنذر ؟؟؟
و ارجوا أن تقرؤوا جميع مواضيعي حتى تعرفوا توجهاتي و أهدافي
و في الحقيقة ليست غايتي المدح لذاته أو الدفاع عن جهة معينة فلست شاعراً و لا محامياً و مهنتي الهندسة أي أن هذه المأساة تقع ضمن تخصصي
و لكن غايتي الدعوة لمنهج تم تطبيقه بشكل عملي من قبل الممدوح و اثبت نجاحاً و أعطى نتائج ايجابية ملموسة و في هذا خير للأمة و العالم اجمع .
و كذلك القيام بواجب الجهاد الفكري ضد الغزو الثقافي الخطير الذي تتعرض له السعودية و الذي نجح مؤخراً باختراق هذا الحصن الذي ظل مستعصياً طيلة الفترة الماضية.
و كذلك دعوة الشباب السعودي الذين وقعوا ضحية هذا الغزو فانحرفوا عن جادة الصواب لكي يعيدوا حساباتهم حتى لا يكونوا سبباً لنزول المكروه بالمجتمع السعودي و زوال هذه النعم عنه .
و كذلك دعوة غير السعوديين الذين وقعوا ضحية التشويه لسمعة السعودية و الذين لا هم لهم سوى الطعن في السعودية حكومةً و شعباً بشكل عام أن يكفوا عن ذلك احتراما لمقدساتهم لأن هذا يضعف الحمية على المقدسات فيؤدي إلى طمع الأعداء في بلاد الحرمين.
1
1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.