تمشي ورأسها مطأطأ إلى الأسفل خجلاً، بسبب العرج الذي أفقدها الابتسامة وحرمها اللعب مع صديقاتها وقريباتها. تشوّه خلقي، تبعه خطأ طبي، مع تأخير في إجراء الجراحة بسبب البيروقراطية التي تنتهجها مستشفياتنا، هذه باختصار هي معاناة طفلة سعودية، قد تستمر طويلاً إذا لم يتم تداركها. ويعود المواطن عبدالله القحطاني بالذاكرة إلى الوراء سبعة أعوام، ويقول: «ابنتي حالياً تبلغ من العمر سبعة أعوام، وكانت معاناتها نتيجة التأخير في إجراء جراحة لخلع الورك، ما أدى إلى تيبس في الورك الأيسر، وبالتالي عدم استطاعتها المشي بشكل متزن»، موضحاً أن المستشفى لم يجرِ العملية إلا بعد تجاوز طفلته عامها الثاني». ويوضح: «بعد إكمال ابنتي عامها الأول اتضح أنها غير متزنة في المشي، فذهبت بها إلى مستشفى حكومي (تحتفظ «الحياة» باسمها) وحصلت على موعد الكشف بعد ثلاثة أشهر، وعند حلول الموعد فحصها الطبيب وأجرى الكشف بالأشعة، وأخبرني بأنها تعاني من خلع في الوركين من الولادة ولا بد من إجراء جراحة سهلة لتعديلهما»، لافتاً إلى أن الطبيب شدّد على ضرورة إجراء الجراحة قبل أن تكمل الطفلة عامها الثاني. ويتابع القحطاني: «وعلى رغم قناعة الطبيب بسرعة إجراء الجراحة، إلا أنه وضعها على قائمة الانتظار حتى بلغ عمرها أكثر من ثلاثة أعوام، ما أجبرني على التقدم بشكوى كتابية إلى قسم علاقات المرضى في المستشفى، وبعد الشكوى تم تحديد موعد قريب للجراحة، وأجرى لها الطبيب الجراحة الأولى في الورك الأيمن ونجحت ولله الحمد، وبعد ستة أسابيع أجرى لها جراحة أخرى في الورك الأيسر، وهنا كان الخطأ»، مشيراً إلى أنه اكتشف الخطأ بعد مراجعة مستشفى خاص. ويضيف: «كان مكمن الخطأ أن الجبس في الورك الأيسر ضغط على أسفل الظهر، ما تسبب للطفلة بجرح عميق ما زالت آثاره باقية حتى الآن»، مؤكداً أنه ذهب بابنته إلى مستشفى الحبيب الطبي للتأكد من الحالة وبعد أن فحصها الطبيب اعتذر عن إكمال علاجها، لأنه لا يستطيع أن فعل شيء، ونصحه بأن يعود إلى الطبيب الذي أجرى الجراحة. عاد القحطاني بابنته إلى الطبيب المعالج، وبعد تسعة أيام من انتظار موعد جديد، قرر الطبيب ضرورة إزالة الماء اللزج الموجود في الورك وإعادة التركيب، مع قص جزء بسيط من عظمة الورك، «تم إجراء الجراحة، ولكن هذه المرة كانت النتيجة كارثية، فقد تسببت لها في تيبس الورك وعدم تركيب عظمة الورك في موقعها الصحيح، والآن ما زالت ابنتي تعاني، والمشكلة الكبرى أن العرج يزداد يوماً بعد آخر». ويستطرد والد الطفلة: «أكد لي الطبيب أنه يمكن زرع أحد الأضلع للورك المصاب بعد مضي عشر سنوات»، موضحاً: «أرسلت أوراقها إلى أحد المستشفيات في ألمانيا وأكد لي الأطباء هناك أنه يوجد أمل كبير لإعادة الورك، بشرط أن يتبع ذلك برنامج علاج طبيعي لمدة ستة أشهر في دولتي التشيخ أو سلوفاكيا، وبعد ذلك سوف تكون أفضل من حالتها الحالية بنسبة 70 في المئة». ما يعوق القحطاني عن علاج ابنته في ألمانيا هو الكلفة العالية للعلاج وإجراء الجراحة، «لا أستطيع فعل شيء لإسعاد ابنتي، وأخشى أن تتفاقم حالتها كما أكد الأطباء»، متمنياً أن يجد من يمد لها يد العون من المسؤولين في هذه البلاد المباركة، خصوصاً أن وزارة الصحة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية بسبب الخطأ الذي ارتكبه الطبيب في الجراحة.