شدد وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح العواجي على أهمية عزل المباني السكنية والحكومية حرارياً، لأن من شأن ذلك خفض فاتورة الاستهلاك إلى النصف، مشيراً إلى إمكان تصدير الكهرباء إلى مصر خلال الشتاء، لافتاً إلى أن توحيد جهد التوزيع الكهربائي في شبكة واحدة (220 فولتاً) سيوفر على المستهلك، إذ يخفض تكاليف التمديدات الكهربائية إلى النصف، ويحقق متطلبات السلامة والأمان. وذكر العواجي خلال مقابلة تلفزيونية مساء أول من أمس، أن دراسة أجريت عن الوضع الحالي للتوزيع الكهربائي في السعودية ومدى جدوى الاستمرار فيه أو الحاجة إلى التغيير، وتوصلت إلى ضرورة التغيير والمضي بالمسار العالمي لتوحيد جهد التوزيع، ما سيحقق فوائد كبيرة لكل من شركة الكهرباء والمستهلك، إذ لن تكون الشركة بحاجة لمزيد من التمديدات والجهد المنخفض الذي يضيف عليها أعباء مالية وفنية، كما سيحقق للمستهلك فوائد كثيرة، من أهمها وجود شبكة واحدة (220 فولتاً)، وخفض تكاليف التمديدات الكهربائية إلى النصف، وتحقيق متطلبات السلامة والأمان في التعامل مع الكهرباء، لأن وجود شبكتين في المنزل قد يكون مدعاة للالتباس في توصيل الأجهزة بوجود جهد مغاير، وهذا قد يحرق الأجهزة الكهربائية ويتسبب بكوارث. ولفت إلى أن وزارة المياه والكهرباء ستنتهج خطة على مدى 25 عاماً بعد قرار مجلس الوزراء بتوحيد الجهد الكهربائي، وستتخذ إجراءات للحد من استيراد الأجهزة التي تعمل على جهد (110 فولت) خلال الأعوام العشرة المقبلة، إضافة إلى تنظيم برامج توعوية وإصدار تشريعات من أجل المضي في هذا القرار، كما تطلب من أصحاب المباني الجديدة أن يأخذوا بالجهد 220 فقط، أما المساكن القائمة فسيكون التغيير فيها بعد 10 أعوام من صدور القرار، من دون أن يكون لذلك أثر سلبي على المستهلك. وذكر أن المؤسسات الحكومية أُلزمت بالعزل الحراري لخفض استهلاك الكهرباء، في حين أن الأمر اختياري لأصحاب المساكن، مشدداً على أهمية العزل الذي تشكل تكاليفه 5 في المئة من تكاليف إنشاء المبنى، لكن يمكن استردادها خلال 5 أعوام جراء انخفاض قيمة فواتير الكهرباء، مشيراً إلى إمكان عزل المباني القائمة حالياً. وقال: «العزل الحراري يوفر 50 في المئة من استهلاك الكهرباء ويخفض الاستثمار في أجهزة التكييف، إذ لا حاجة معها لأجهزة كبيرة، وبدل أن تكون فاتورة الاستهلاك 1000 ريال تنخفض إلى 500 ريال مع العزل». وذكر وكيل وزارة الكهرباء أن مفهوم الربط الكهربائي قد يختلط على كثير من الناس، إذ إنه أداة فاعلة جداً لرفع كفاءة المنظومة وتحسين الخدمة، وتم الربط مع دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان التي سيجري الربط معها قريباً، ما سيوجد سوقاً كهربائية تساعد في توفير الطاقة الاحتياطية وإيجاد أرضية لتبادل الطاقة. وأضاف أن الربط الكهربائي مع مصر سيعزز منظومة الربط الكهربائي في المملكة بشكل كبير، لأنه ستوجد مشاركة في الاحتياطي بين الدولتين وفق ضوابط معيّنة. وتابع: «سنرسل لهم الكهرباء في الوقت الذي يكون لدينا وفر، خصوصاً في فصل الشتاء الذي تكون فيه 50 في المئة من الطاقة الكهربائية معطلة في السعودية، في حين تحتاج إليها السوق المصرية التي تقوم وقتها ببرمجة بعض محطات التوليد وصيانتها، وبالتالي من الممكن تصدير الكهرباء إلى مصر شتاءً، واستيرادها منها صيفاً في ضوء اتفاقات تحكم هذا الموضوع».