(أم فيصل) امرأة من حائل تقول عن تجربتها في مستشفى حائل للنساء والولادة «عندما اقترب موعد ولادتي، اتصلت بقريبة تعمل في المستشفى، وسألتها عن مدى الرعاية الصحية التي سوف أجدها في المستشفى، فأشارت لي بالولادة في مستشفى آخر حتى لو كان خارج المنطقة، وعندما سألتها عن السبب، أجابت بأن «هناك أخطاء وأطباء يمارسون مهنتهم على أنها دوام ساعات فقط». وتوجه (أم فيصل) سؤالا «كيف نحمي بناتنا من عواقب الأخطار التي قد يتعرضن لها في المستشفى، خاصة أنه المستشفى الوحيد والكبير في المنطقة، وهل هناك خطة لجذب طبيبات استشاريات بدلا من التبريرات التي نسمعها». وتواصل: «الحقيقة أن مستشفى النساء والولادة في حائل قد شهد في الآونة الأخيرة حالات وفاة، تباينت أسبابها، لكن بعض الحوامل من المراجعات لهذا المستشفى، اتفقن على أن الأخطاء الطبية داخل غرف المستشفى ربما هي السبب في الحالات التي تستوجب التدخل الفعلي من قبل وزارة الصحة لوضع حد لمعاناة النساء الحوامل». لا بديل تقول نوال الشمري إنه لا توجد خيارات كبديل مناسب عن مستشفيات النساء والولادة الحكومية في حائل، فضلا عن أن خدمات بعض المستوصفات الخاصة لا ترقى للمستوى الطبي المتكامل، فهي لا تملك سوى كتابة الاسم ورسوم فتح الملف والتحليل الطبي، وبعضها تحول في الفترة الأخيرة إلى مشاغل نسائية للتجميل وتجهيز العرائس من عيادات داخل المستوصفات، وهذه تعد من المفارقات العجيبة في مدينة حائل!. وتضيف الشمري: «نلتمس العذر لمستشفى النساء والولادة في حائل؛ كونه المستشفى النسائي الوحيد الذي يستقبل جميع حالات الولادة في جميع محافظات ومدن وقرى وهجر منطقة حائل، لكن الضغط والزحام يحتاج لطواقم متخصصة واستشارية وزيادة في الكوادر الطبية، وتقليل الأخطاء الطبية بقدر المستطاع في ظل تناميها في المستشفى». وتشير لطيفة إلى أن مستشفى النساء والولادة يحتاج للكثير من أجل تقديم خدماته الطبية بشكل أفضل، «نسمع عن استحداث قسم للفحص بالموجات فوق الصوتية، وتطوير أداء العيادات الخارجية، ولكن لا نشاهد على أرض الواقع وداخل المستشفى، بل إن بعض قريباتي يذهبن إلى مستشفيات في مدينة بريدة؛ سواء الحكومية أم الخاصة خوفا من العواقب التي يتسبب فيها مستشفى حائل». وأشارت من جانبها المعلمة (أم راكان) إلى تحول عدد من النساء لمراجعة مستشفيات خارج منطقة حائل، متسائلة في سياق ذلك «هل يعقل أن ننتقل من مستشفى حائل للولادة إلى الرياض أو بريدة؛ هربا من بعض الأخطاء الفردية التي تقع من أطباء، بل هل يعقل أن تتابع بعض الموظفات في المستشفى حملهن وولادتهن في مستشفيات أخرى، مؤكده أن هناك أزمة ثقة بين نساء حائل ومستشفى النساء والولادة». تطوير شامل في المقابل، أكدت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشؤون الصحية في منطقة حائل، حرصها على المراجعين والمرضى في مستشفيات المنطقة، وتذليل العوائق التي تواجههم، مشيرة إلى أن مستشفى النساء والولادة خاضع بشكل دوري لتطوير وتأمين كل الأدوات التي تساعد في خدمة المرضى، فيما يطبق المستشفى حاليا نظام استقبال الطبيب الزائر من مستشفيات عالمية وأطباء استشاريين في زيارات مستمرة للوقوف على حالات المرضى. وعن الأخطاء الطبية، أوضحت المصادر أنها خاضعة للجنة متخصصة تتقصى الحقائق بشكل علمي دقيق لتحديد الخطأ الطبي إن وجد، وفي حالة ثبوت ذلك يحال للهيئة الشرعية لإصدار العقوبة المستحقة. دعم وطفرة يذكر أن التقارير الإحصائية وتقارير متابعة أنشطة وخدمات مستشفى النساء والولادة في منطقة حائل خلال عامي1430/1431ه، أكدت حدوث طفرة في تنمية الخدمات المقدمة للمنتفعات بخدمات المستشفى، حيث دعم المستشفى باستشاري تخدير، واستشاريين اثنين تخصص نساء وولادة، وثلاثة أخصائيين تخصص نساء وولادة، وأخصائي أطفال، وخمسة أطباء مقيمين تخصص نساء وولادة، وطبيبين مقيمين اثنين تخصص أطفال، إضافة لدعم خدمات التمريض بعدد 30 ممرضة، ودعم الخدمات الفنية بفنية أشعة، وفني تعقيم. من جهة أخرى، شملت عمليات التنمية والتطوير تزويد المستشفى بعدد كبير من التجهيزات الطبية، منها جهازان للفحص بالموجات فوق الصوتية، أربعة أجهزة متطورة لمراقبة وقياس نبض الأجنة، خمسة أجهزة حديثة لتخطيط القلب، وحدة كاملة للإنعاش القلبي الرئوي، ستة أجهزة لقياس العلامات الحيوية إلكترونيا، وثلاث حاضنات أطفال متطورة، ثلاثة أجهزة تنفس صناعي خاصة للأطفال وحديثي الولادة، جهاز لتخطيط المخ، كما شملت تطوير الخدمات المقدمة من المستشفى على كافة المستويات من خلال استحداث قسم للفحص بالموجات فوق الصوتية، تطوير عمل العيادات الخارجية على أحدث الطرق الطبية العالمية باستحداث عيادات الباطنية، والتخدير، والنفسية، فصل متابعة الحوامل عن عيادات النسائية (الأرحام) والعمل على استحداث عيادات متخصصة لكل من الخصوبة، الكشف المبكر عن الأورام، علاج الإجهاض المتكرر، العناية بصحة المرأة بعد انقطاع الطمث، علاج أمراض الجهاز البولي (خاصة سلس البول) عند النساء، مشاكل الحمل المختلطة بأمراض أخرى، ومتابعة الحمل عالي الخطورة، الحالات المرضية لمريضات السكر، والقلب، العناية بالجنين المريض خلال فترة الحمل، توفير الدعم اللازم لخدمة عيادة الخصوبة، تفعيل برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة، ووضع اللبنة الأولى لقسم العلاج الطبيعي للحوامل في المستشفى، إضافة لتنسيق دورات للتدريب والتعليم الطبي المستمر للفريق الطبي على رأس العمل، إنشاء منتدى (طب النساء والولادة) العلمي بالمنطقة، وضع اللبنة الأولى لقسم المناظير الذي سيتيح التعامل مع كثير من الحالات الجراحية بالمنظار مما يقلل المخاطر الصحية التي يمكن أن تتعرض لها المريضة بتقليل وقت التخدير، إنقاص مضاعفات فتح البطن، وتوفير وقت المريضة بتقليل وقت التنويم، بالتالي زيادة دورة الأسرة؛ إضافة لتراجع عدد عمليات استئصال الرحم الطارئة الناتجة عن النزيف الرحمي الشديد بعد إدخال علاج cytotech المتطور، وبالتالي عدم تنويم الحالات لمدد طويلة دون داع.