طالب 98% من المشاركين في استفتاء برنامج "البيان التالي" بسحب مبادرة السلام العربية وطرد السفراء الإسرائيليين في البلاد العربية, التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، رداً على الجريمة الصهيونية التي ارتكبت ضد "أسطول الحرية" المتوجه إلى قطاع غزة, لكسر الحصار, في حين طالب 2% فقط من المستفتين بالتريث في اتخاذ القرار. وكان برنامج "البيان التالي" الذي يقدمه الإعلامي عبد العزيز قاسم, قد خصص حلقته التي بثت بعد ظهر اليوم- الجمعة- لمناقشة قضية "ماذا بعد الاعتداء الصهيوني على سفن أسطول الحرية؟" والتي استضاف فيها الدكتور سعد بن مطر العتيبي "أستاذ السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء", والدكتور عبد الرحمن الحبيب. وشهدت الحلقة مداخلات من الدكتور خالد الدخيل, وقصيدة من وحي الحدث للدكتور صالح الزهراني. وشهدت الحلقة أثناء بثها انقطاعاً مفاجئاً للتيار الكهربائي عن مبنى قناة "دليل" قبيل ربع ساعة من نهاية الحلقة, أثناء مداخلة الدكتور الدخيل, حيث أظلمت الشاشة فجأة, وبعد ذلك بدأ "دليل" بث الإعلانات التنشيطية لبرامجها وأناشيد, ليعود التيار الكهربائي بعد أكثر من ربع ساعة. وعرب قاسم عن أسفه لانقطاع التيار الكهربائي محملاً شركة الكهرباء المسؤولية . وفي الحلقة طلب قاسم من المسؤولين عن قناة "دليل" أن يسمحوا له مع طاقم من القناة, بالمشاركة في رحلة كسر الحصار على غزة القادمة, ممتدحاً هو والدكتور سعد بن مطر العتيبي الدور الذي قامت به قناة "الجزيرة", في إرسال طاقم مكون من سبعة أفراد على "سفينة مرمرة", فيما انتقد د. العتيبي بعض الفضائيات العربية التي تبنت وجهة النظر الصهيونية إزاء جريمة السفينة مرمرة والعدوان عليها, وترديد الأكاذيب التي روّج لها الإسرائيليون, وكذلك انتقد بعض الكتاب- من ذوي التوجهات التي لم يسمها- الذين صمتوا على الجريمة, ولم يسمع لهم صوت وقال "أظن أن لصمتهم سبباً آخر". وفجر العتيبي قنبلة من العيار الثقيل عندما قال "إن كاتباً ينتسب إلى شبكة إعلامية سعودية- لم يسم جنسيته ولم يصرح إن كان سعودياً أم غير سعودي- تمنى أن يكون من بين أفراد الجيش الصهيوني الذي ارتكب مجزرة السفينة مرمرة", مضيفاً: أيضا هناك من حاول ربط موضوع أسطول الحرية بإيران التي هي أبعد عن الموضوع تماماً. وركز الدكتور العتيبي في إسلامية القضية الفلسطينية, والمشاعر الدافقة للشعوب العربية والإسلامية في التفاعل مع القضية, ممتدحاً موقف رئيس الوزراء التركي الذي أكد في تصريح له "سئمنا الكذب الإسرائيلي" ومشيداً بموقف الشعب التركي. وطالب العتيبي بسحب مبادرة السلام العربية, متسائلاً: ما هي المبادرة؟ وقال: إن العقليات التي تدير الملف العربي- الإسرائيلي عقلياتها قديمة, ولم تدرك متغيرات موازين القوى الآن. وأضاف د. سعد بن مطر العتيبي "من احترام الذات التخلي عن المبادرة", وقال "الآن هناك متغيرات، فالشعوب باتت تدرك من خفايا الأمور ما لم يدركه بعض الزعماء؟ مؤكداً تحركات الشعوب, مطالباً بدعم المقاومة الفلسطينية وهي موجودة الآن في الداخل, متسائلاً: لماذا لا نساعد المقاومة ونحكم عليها الحصار؟ وتناول الدكتور العتيبي موقف الشرعيين السعوديين من العلماء وطلبة العلم والمشايخ من قضية أسطول الحرية والجريمة التي وقعت قائلاً: إن موقفهم واضح جداً, مستشهداً بتصريح سماحة المفتي العام والبيانات التي صدرت في هذا الشأن وكتابات وتصريحات المشايخ والعلماء . وحول لماذا لا يوجد سعودي واحد على أسطول الحرية قال العتيبي: إن طبيعة التعامل تختلف من دولة إلى أخرى , ونحن في المملكة ليس لدينا جماعات أو أحزاب, إضافة إلى حساسية المملكة وخصوصيتها, وهناك تقدير بألا يوقع أحد من السعوديين الدولة في حرج لو شارك في هذه الأمور . أما الدكتور عبد الرحمن الحبيب فطالب بموقف موحد لمساندة القضية, وقال: إن القضية معقدة ويتداخل فيها الديني والقومي, والعرب أكثر من تضرروا, وقد مرت القضية الفلسطينية بمراحل عديدة, ولكن ركز د. الحبيب في المرحلة الحالية حيث صعود المد اليميني المتطرف في تل أبيب والصعود الديني القومي, والتركيز في يهودية الدولة, وقال: السياسة ليست مثاليات , وفيها الشرعي متداخل مع السياسي والاقتصادي . وأرجع د. الحبيب عدم مشاركة السعوديين على أسطول الحرية إلى ضعف مؤسسات المجتمع المدني, قائلاً: الدول التي قامت بتجهيز الأسطول لديها مجتمع مدني قوي, ولديها أفكار جديدة قد يكون لها معارضوها في البداية ولكن إصرارها على التنفيذ اظهر أنها أفكار خلاقة وقوية. وركز د. الحبيب على المقاومة السلمية في مواجهة الاحتلال, مستشهداً بنموذج أردوغان قائلاً "إنه يقود نموذج مقاومة سلمياً لا يخوف الناس بحروب". وتدخل الشيخ الداعية سعد البريك وشن هجوماً شديداً على القاعدة التي تختار دائماً الوقوف في صف أعداء الأمة, مشيراً إلى بثها شريطاً يدعو لخطف سعوديين في الوقت الذي كان فيه العالم مجيشاً ضد الجريمة الصهيونية. وطالب الشيخ البريك باستبدال فك الحصار بأحكام الحصار على إسرائيل سياسياً واقتصادياً, وأن يعلن القادة العرب سحب المبادرة العربية . وأكد الشيخ عبد العزيز الطريفي على إسلامية القضية , واستشعار عمق المسؤولية الشرعية من القادة والشعوب تجاه إخوانهم في غزة, في حين رفض الدكتور خالد الدخيل سحب المبادرة العربية تحت تأثير العواطف, مطالباً ببرنامج سياسي بديل, متسائلاً: ما هو بديل خيار السلام بالطبع الحرب؟ فهل العرب مستعدون للحرب؟ هذا هو السؤال؟