دعت السفارة الأميركية في تونس رعاياها إلى توخي الحيطة والحذر، تحسباً لأي اعتداءات يمكن أن تستهدفهم، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة، التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011، وعلى خلفية ما تعيشه المنطقة من احتقان أمني، على حد تعبيرها. وقالت السفارة الأميركية بتونس في بيان لها، اليوم الاثنين: "نذكر كل المواطنين الأميركيين في تونس بضرورة توخي الحذر والوعي لأمنهم الشخصي، خاصة بعد الإعلان عن المظاهرات التي ستقام بالقصبة (بالقرب من مقر الحكومة التونسية) في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التونسية، كما نحذر كل من يريد السفر إلى ولاية سيدي بوزيد بتجنب التجمعات الكبرى". واعتبرت السفارة أنه "ينبغي على مواطني الولاياتالمتحدة أن يكونوا في حالة تأهب وعلى بينة من محيطهم، والحفاظ على أمنهم في جميع الأوقات". كما دعت السفارة "رعاياها إلى تجنب الحشود الكبيرة والمظاهرات حتى تلك السلمية منها والتي يمكن أن تتحول الى مواجهات عنيفة وغير متوقعة وإلى توخي الحذر عند ارتياد الأماكن العامة التي يرتادها المغتربون، كما ينبغي على المواطنين الأميركيين في تونس وضع خطط طوارئ خاصة بهم"، على حد قولها. ويأتي التحذير الأميركي في أعقاب الدعوة التي توجهت بها جماعة "أنصار الشريعة"، ذات التوجهات الجهادية المحظورة في تونس إلى أنصارها بالنزول للشارع يوم 17 ديسمبر 2013 القادم للمشاركة في التحركات الشعبية الموافقة للذكرى الثالثة لاندلاع الثورة، خاصة وأن "أنصار الشريعة" قد تورطت في وقت سابق في الهجوم على مقر السفارة الأميركية في تونس إثر التحركات الاحتجاجية على بث الفلم المسيء للرسول، والمعروف باسم "براءة المسلمين"، وأدى الهجوم إلى مقتل عدد من العناصر الجهادية وحرق مبنى المدرسة الأميركية في منطقة البحيرة، واعتقال قرابة 400 جهادي. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت، الاثنين، منعها مشاركة أية تنظيمات محظورة خلال التحركات الشعبية يوم 17 ديسمبر 2013 الموافقة للذكرى الثالثة لاندلاع الثورة، وذلك في رد ضمني منها على دعوة "جماعة أنصار الشريعة" أنصارها بالنزول إلى الشارع. يشار إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي تصدر فيها واشنطن تحذيرا لرعاياها من خطورة الوضع الأمني في تونس خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فقد دعت السفارة الأميركية بتونس رعاياها إلى توخي الحيطة والحذر، تحسبا لأي اعتداءات يمكن أن تستهدفهم، وذلك بمناسبة إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، كما حذرت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها من مخاطر السفر إلى تونس، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعت رعاياها المتواجدين بتونس إلى توخي الحذر ووضع خطط طوارئ خاصة بهم، بسبب عدم استقرار الوضع الأمني في البلاد، على حد تعبيرها. وكان معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قد دعا في وقت سابق، الإدارة الأميركية إلى "وضع خطط لحالات الطوارئ، فيما يتعلق بالدبلوماسيين الأميركيين والأصول الأميركية في تونس حال تدهور الوضع هناك، وبشكل أوسع نطاقاً"، محذرا من أن "الوضع الأمني في المنطقة يسير نحو الانحدار"، على حد تعبيره.