حرق العلم الأمريكي في تونس احتجاجا على الفيلم المسيء (تصوير: علي قربوسي) تونس – علي قربوسي تظاهر العشرات من التونسيين أمس الأول، أمام مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة تونس، احتجاجاً على الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام، الذي أثار ضجة كبيرة في العالمين العربي والإسلامي. ورفع المتظاهرون لافتات منددة بالولايات المتحدة وبالفيلم الأمريكي، وقالوا إنه يسيء لمعتقدات الملايين من المسلمين، ويأتي في إطار حرب ثقافية ضد الإسلام. كما ردد المحتجون، الذين ينتمون في أغلبهم إلى التيار السلفي في تونس، شعارات معادية لإسرائيل التي اتهموها بالوقوف وراء كل ما يستهدف المسلمين. وقال أبو وليد، من جماعة أنصار الشريعة في تونس، ل «الشرق»: إن السلفيين يدركون أن اللوبي الصهيوني والإعلام الأمريكي يقفان وراء هذا الفيلم وغيره من أجل تشويه صورة الإسلام في الغرب وتحريض القوى الغربية على الدول العربية والإسلامية، مضيفا أن على شعوب المنطقة الوقوف بحزم من أجل الدفاع عن معتقداتها. من جانبها، قالت أم أحمد، التي جاءت للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية: « لا يصح السكوت عن مثل هذه الانتهاكات في حق الإسلام ورسوله، وليست هذه أول مرة يُهان فيها الرسول الكريم في أمريكا وأوروبا»، مردفة بأن هذا يرجع أساسا «إلى الضعف والوهن الذي أصاب شعوب الأمة»، على حد تعبيرها. ومع بداية التجمع أمام مبنى السفارة الأمريكية، تزايد الوجود الأمني بقدوم مزيدٍ من التعزيزات من الشرطة ووحدات التدخل، وبعد أن أحرق المتظاهرون العلم الأمريكي، وهتفوا بشعارات معادية للولايات المتحدة، قامت الشرطة التونسية بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وتعتبر هذه الوقفة الاحتجاجية هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين تونس والولايات المتحدة، وتعتبر السفارة الأمريكية في العاصمة التونسية بمثابة الحصن سواءً من ناحية الموقع أو من ناحية حجم الوجود الأمني في محيطها. ورغم أن لتونس علاقات متميزة مع واشنطن على المستوى الرسمي، إلا أن ذلك لم يُترجَم على المستوى الشعبي إلى ثقة وارتياح، إذ ينظر غالبية التونسيين بسلبية إلى السياسات الأمريكية في المنطقة العربية. في المقابل، دعت الممثلية الأمريكية جميع رعاياها في تونس إلى توخي الحيطة والحذر، وشددت من إجراءات الأمن في محيطها. في سياقٍ متصل، أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، خلال زيارة قصيرة إلى ليبيا أن «الثورتين الليبية والتونسية هما ثورة واحدة، وأن أمن البلدين هو أمن واحد ضد كافة الأعمال الإرهابية القذرة التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في البلدين».